أينما يتواجد الحب تتواجد الحياة، حكمةُ آمنت بها سفيرة النوايا الحسنة السيدة سمية حمّية، فترجمتها إلى مشروع اطلقت عليه اسم “Containers of Love”، أرادت من خلاله أن تغذي شريان الحياة للعديد من أخوتها في بلدها الأم لبنان.. أخوتها ليسوا الذين تربطهم بها رابطة الدم، لا بل من ارتبط بهم برابطة الإنسانية والمحبة.
وعن فكرة تأسيس مشروع “Containers of Love”، أفادت حمية أنه منذ حوالي العام، ومع بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان، والتي أثرت على المستوى المعيشي للمواطنين، بدأت بذور فكرة هذا المشروع بالنمو في ذهنها، وعندما حصل الانفجار في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب الماضي، وشاهدت حجم الدمار الذي حصل، وكيف أن هناك الآلاف من السكان أصبحوا بلا مأوى بعد أن تهدمت بيوتهم، وتضررت أرزاقهم التي يعتاشون منها، فأثرت تلك المشاهد في وجدانها، مما دفعها للتواصل مع عدد من أصدقائها من اللبنانيين ومن هم من أصول لبنانية المتواجدين في هولندا، وأيضاً مع أصدقائها الهولنديين، للمبادرة بمشروع يخفف من وجع الناس، ويسمح دمعة القهر من أعينهم، فوجدت دعماً كبيراً منهم، مما دفعها للظهور على وسائل الإعلام للتعريف عن فكرة “Containers of Love”، مما أثار موجة تفاعل كبيرة، وبدأت المبادرات الشخصية بالتهافت لإنجاح هذا المشروع.
وأشارت إلى أنه ومع بداية طرح الفكرة تم جمع 8 حاويات، مملوءة بالطلاء لعملية إعادة إعمار المنازل المتضررة، بالإضافة إلى الأغذية المعلبة، والأدوية والمستلزمات الطبية، والألبسة بأنواعها، وقد وصل عدد المستوعبات خلال شهرين إلى 15 حاوية، بعضها سيدخل لبنان قريباً.
وأفادت بأن وصول هذه المساعدات إلى لبنان، تم بالتعاون مع “Lebanese developers” الإنمائيون اللبنانيون، الذين كانوا متواجدون بشكل فعال بكل مراحل وتفاصيل إيصال هذه المساعدات بالتنسيق مع أصحاب الأيادي البيضاء الدكتور روي أبو جودة والأستاذ لوران جميّل، الشركاء في إنجاح هذه المبادرة الإنسانية.
ونوهت حمية أنها تعمل على تاسيس جمعية مساعدات إنسانية في لبنان، لا تخضع لحكومة أو مؤسسة دولية، وأنه يتم التعاون حالياً بين “Containers of Love” والعديد من الجمعيات الإنسانية ذات المصداقية والفاعل في لبنان، مثل جميعة بنين الخيرية، وغيرها ومن الجمعيات.
وأفادت أن الروتين الإداري في لبنان، قد صعّب مهمة إدخال المساعدات، وأن الجهات الرسمية لم تقدم التسهيلات اللازمة لمثل هكذا مبادرة إنسانية.
وأكدت السيدة سمية حمية أنه لولا الدعم الرسمي من قبل الحكومة الهولندية والشعب الهولندي الذي بادر بإنسانيته فقط دون النظر إلى الإنتمائات والأعراق،لما نجحت مبادرة “Containers of Love”، واستطاعت أن تصل إلى هذه المراحل المتقدمة من توزيع المساعدات الإنسانية على مستحقيها.
ولفتت حمية أن الكثير من المؤسسات الرسمية والشركات التجارية والصناعية في هولندا قد تواصلت معها لدعم هذه المبادرة، كما كان للأستاذ ملحم نسيب متى (مسؤول العلاقات الخارجية في مجلة الحقيقة نيوز) مساهمة فعالة أيضاً.
وذكر أن حمية هي سيدة أعمال تنحدر من عائلة كريمة من البقاع مدينة الشمس بعلبك، ومقيمة في هولندا منذ حوالي 32 عاماً، ولكن لم تنسيها سنين الاغتراب الطويلة، جذورها المتشبثة في وطنها الأم لبنان، ولم تغفل عن تقديم يد العون والمساعدة لأشقائها في الوطن والإنسانية.
- أجرت المقابلة رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين
- تصوير: نسرين الأعور
يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع
You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site
Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site