بو غنطوس: ورقة التفاهم بين التيار والحزب ترسم مسار البلاد والعباد

قال الممثل الرسمي لاتحاد خبراء الغرف الاوروبية في بيروت والخبير السياسي والاقتصادي في الشؤون اللبنانية المستشار الدكتور نبيل بو غنطوس، في تصريح له اليوم، ان اللبنانيين انتظروا ان تحمل كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جديدا يحرك الوضع العام في البلاد، سيما ان الركود السياسي طغى في الفترة الاخيرة، وسط تدهور اقتصادي واجتماعي ومعيشي ومالي ونقدي لم يعرفه لبنان عبر تاريخه. فقد فات الكثيرين ان فريقي تحالف مار مخايل، هما بغير قادرين على الافتراق، مهما عصفت الخلافات بينهما، ومهما اختلفت نظرتهما في معالجة الكثير من الامور، فالاول هو حاجة حيوية للثاني، والثاني هو حاجة وجودية للاول، فالتيار الوطني الحر، ومن دون الدعم الشيعي له في انتخابات المناطق، سيخسر الكثير من المقاعد وبالتالي الاكثرية المسيحية التي يدعي تمثيلها، والتي على اساسها، يصول ويجول في المواقع والمؤسسات الرسمية، بحجة الحفاظ على حقوق المسيحيين وصولا الى المناورة بالدعوة الى استعادة ما سلب من هذه الحقوق. اما حزب الله وبدوره، ومن دون الغطاء المسيحي الذي يؤمنه التيار الوطني الحر له، سيصبح هو وسلاحه ودورهه مكشوفين، امام الداخل وامام الخارج، وسيتم تحميله مسؤولية ما وصلت اليه الاوضاع في البلاد، من تدهور وجمود وسقوط في المحظور الخ. وفي النهاية، التيار والحزب يتممان بعضهما البعض، ولا مجال لفك الارتباط الوثيق بينهما، فديمومة الاول من صمود الثاني وبالعكس.
واضاف بو غنطوس، لفتنا اليوم، مقولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اننا في خضم المعركة لا نستطيع ان نغير الضابط المشرف على العمليات، وفي هذا ما يمكن اعتباره خطيئة وليس خطأ، فمن يدخل في خضم معركة كبيرة، كمثل التي تدور رحاها في لبنان، ومن دون ان يحضر سلفا مجموعة متميزة من الضباط القادرين على التناوب في قيادة المهمات، هو خاسر لا محالة، ويدين نفسه بنفسه، فمن غير الممكن الاعتماد على ضابط مسؤول، وحيد واوحد، طوال الوقت، رغم العثرات والموبقات التي اسقط فيها البلاد، عن قصد او عن غير قصد.
وختم بو غنطوس، من اليوم والى امد غير منظور، تتحكم بالبلاد وبالعباد، ورقة تفاهم بين فريقين فرضا اجندتهما واختصرا وللاسف الجميع، لكن الامور لن تستقيم مهما فعلا، والاحداث الجسام المقبلة على البلاد خير دليل.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى