تزوجت ولعبتي بين يدي

بقلم: الصحفية سرى عبد الكريم الجنابي

الزواج المبكر او زواج القاصرات وهو زواج رسمي او غير رسمي للاطفال دون سن البلوغ 18 عام .
سأروي لكم قصة احداثها واقعية حدثت لانثى ذات الـ13 عاما .
تقول رحمة :”كان منزلنا في قرية صغيرة ، يتكون المنزل من ساحة كبيرة متوسطة المنزل وعلى اليمين منها غرف ، وعلى يسار الساحة مزرعة للابقار ترعاها عائلتي ، انا اخر العنقود ولدي اخوة واخوات اكبر مني .
ذات يوم كنت العب بلعبتي (عروستي ) خارج البيت مع زينب و ليلى بنات اخي مثل كل يوم ، كانت زينب دائما تسخر من لعبتي لانها لاتمتلك مثلها ، كنت احملها معي اينما ذهبت .
وفي اثناء اللعب نادتني امي : يارحمة هلا تأتي ؟
لا يا امي فانا منشغلة باللعب ، يا امي هل تقبلين ؟ زينب سخرت من لعبتي مره اخرى ، سأخبر ابي لتأديبها .
وانا كنت اشتكي زينب أتت أمي ومسكت بيدي وادخلتني المنزل عنوة ، لتقع اللعبة من يدي ، يا أمي لعبتي قد وقعت على الارض ارجعيني لاخذها ، قالت امي وهي ماشية : ” سوف ابتاع لكي احلى منها, انت عروسنا الان ” .
اجبتها : ” انا عروس دائما ، لدي فستان ابيض كنت قد ارتديته في العيد الا تذكرين ؟ “.
في هذه الاثناء كانت تسحبني من يدي الى غرفة الضيوف الكبيرة ، غالبا ما يجلس الجميع بها للحديث والتسامر .
ادخلتني الى غرفة الضيوف فكان ابي يترأس الجلسة وعلى جانبيه ينظرون اليه بتمعن ، وعندما رأني قال بصوت مرتفع : ” مرحبا بعروسنا “. نظر الى ابن عمي ذا ال16عاما وقال له :” ها هي عروسك ، البسها عبائتها وخذها ” .
رد ابو خالد : ” سترتدي فستان ابيض وقلائد من ذهب ، ستزينها ام خالد فهي ماهرة في وضع مساحيق التجميل .”
نظر ابي الي وقال :” ستتزوجين ابن عمك خالد ” .
كانت ملامح الخجل والخوف تغمرني ، رفعت رأسي واجبت بصوت منخفض :” ماذا يعني الزواج ؟ ” كنت احسب الزواج ارتداء فستان ابيض وضيوف يرقصون وياكلون وعند الانتهاء يرجعون الى بيوتهم ، لم اكن اعلم اكثر من ذلك .
لم يرد ابي على سؤالي فلم يتعب نفسه بالحديث مع طفلة ، كان الجميع يتحدثون بأمور لم افهمها و استمرالحديث لساعات طويلة ، وعقلي غارق بلعبتي التي اوقعتها وبعدها غلبني النعاس ونمت .
استيقظت بعدها وبحثت عن لعبتي ومرت ايام وقد نسيت الذي حدث .
وفي يوم البستني امي فستان ابيض وزوجة عمي قامت بتزييني ، وكانوا فرحين بي ، وجاء جميع سكان القرية وتجمعوا في ساحة المنزل وانا جالسة وسطهم ، والكل يغني ويرقص ، وكان قلبي يدق مع دقات الطبل من الخوف ، وبعد ذلك اتى ابن عمي ومسك يدي واخذني الى بيته ،وبعدها بسويعات من الهرج والمرج ، خرجت من البيت الذي ولدت به وتربيت وتملى عيني الدموع بسبب فراق اهلي ولم ادرك ماذا سيحدث ، وهنا كانت الصدمة ، الذي حدث معي غير متوقع، انتهكت طفولتي وكانت اسوء ليلة في حياتي وتمنيت للوهله الاولى انني لم اولد ، فأنا بين تارة واخرى اصيح بأعلى صوتي منادية افراد عائلتي ، لعلهم ينقذونني .
اليوم وانا عمري ثلاثون ولدي اربع اطفال في سن الزواج ، اتذكر هذه اللحظات ولم تفارق حياتي ونسيت ان اقول لكم انني قد تطلقت وانا في عمر العشرين ، ولم اتزوج وقد كرست حياتي لتربية اطفالي .
هذا ما جنيته من مجتمع لايؤمن بحقوق المرأة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى