جاك سلامة: أعطوني مال وخذوا ما يدهش العالم

لا يزيد على كرم يده إلا كرم أخلاقه.. رجل دولة يذكرنا بالزمن الجميل، يعمل لخدمة بلدته وليس لينتفع منها، بل ينفق من ماله الخاص لتغطية نفقات البلدية كما وأنه لا يتقاضى أي معاش حكومي، في حين تغمض الدولة عيناها عن الوضع الاقتصادي المأساوي الذي يعيشه المواطنين.

“مدمنُ على خدمة المواطنين” هكذا وصف نفسه، أنه رئيس بلدية شحتول المحامي الأستاذ جاك سلامة.

التقته الحقيقة نيوز في لوبي أوتيل ميديسون – جونيه، ليستقبل فريق العمل بأخلاقه الدمثة وصراحته والمحبة التي تنبع من القلب.

ليؤكد أن وضع البلديات في لبنان مأساوي، وذلك لأن الجباية العامة للبلديات بالليرة اللبنانية، ومع وصول سعر صرف الدولار الأميركي الواحد إلى أكثر من 15 ألف ليرة لبنانية، فقد أصبحت أموال الجباية لا تكفي لشيء، كما وأنه لا يمكن زيادة الرسوم على المواطنين في ظل أزمة اقتصادية ومالية خانقة.

مضيفاً حتى ولو تمت مضاعفة المبالغ المستحقة للجباية، فلن تكون ذات قيمة، علماً أن جميع الخدمات التي تقدمها البلدية من تعبيد للطرقات والإنارة وما إلى ذلك، أثمانها بالدولار الأميركي، وقد تضاعفت تكلفتها إلى أكثر من 15 ضعف.

وستواجه البلديات مشكلة حقيقية في موضوع تأمين تكلفة خدماتها لمدة لا تقل عن سنتين أو أكثر، وما يزيد هذه الأزمة أن البنى التحتية في لبنان متردية ومتهالكة ، وبحاجة دائمة إلى إصلاح وصيانة وإعادة تأهيل دورية أو طارئة، والدولة عاجزة على أن تقدم أي تمويل مما أدى إلى  اقتصار عمل البلديات على القيام بالإجراءات اللازمة والضرورية فقط.

وذكر أن على البلدية عجز في دفع الرواتب والمعاشات لمدة 6 أشهر، مما دعاني إلى أن أقوم بتسديد هذه المعاشات من نفقتي الخاصة وعلى حسابي الشخصي.

حيث يبلغ مقدار المعاشات التي تدفعها البلدية سنوياً حوالي 40 مليون ليرة لبنانية، في حين أن مخصصات البلدية من الموازنة العامة لا تتجاوز الـ 20 مليون ليرة، والجباية العامة لا تكفي حتى لتغطية نفقات موظفين البلدية، علماً أنه لم نستطع تحصيل سوى 75% من هذه الرسوم.

وذكر سلامة، أنه لا يتقاضى أي معاش من البلدية منذ توليه منصب رئاسة بلدية شحتول في عام 2016، بل على العكس اضطر أن يزيل الثلوج المتراكمة على طرقات البلدة على نفقته الخاصة.

وجاءت أزمة جائحة كورونا بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية مما أدى إلى تدهور وضع البلديات، ولو جاءت هذه الأزمة الصحية في زمن الاستقرار لما كانت البلديات عانت ما عانته في مكافحتها وتسيير أحوال المواطنين.

وتوجه الأستاذ جاك سلامة بجزيل الشكر والعرفان، للسيد جوان حبيش الذي قدم مادة الزفت لتعبيد طرقات البلدة بقيمة 300 مليون ليرة لبنانية، وللسيد جان جبران مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان الذي قام بإعادة تأهيل وصيانة محطة المياه والبئر الارتوازي في البلدة بعد أن كانت هذه المحطة متوقفة عن العمل لأكثر من 30 عاماً، وللسيد سميح كرم رئيس دائرة كهرباء كسروان الذي قدم لشحتول أعمدة إنارة وكبلات بقيمة 500 مليون ليرة لبنانية، في وقت كان سعر صرف الدولار الأميركي 1500 ليرة لبنانية، يعني ما يوزاي قيمة مليون دولار أميركي.

وأشار إلى أن البلدية في الفترة التي تسلم رئاستها، قامت بتنظيم فعالية “شحتول باي بايك” وهو سباق للدراجات الهوائية ولمدة عامين.

ومهرجان “كريسمس فيليج” الاحتفالي بمناسبة عيد الميلاد المجيد لمدة عامين متتالين.

بالإضافة إلى العديد من المهرجات والفعاليات الترفيهية والثقافية والتراثية بالتعاون مع “لجنة الوقف” الخوري طوني أبو عساف.

وأضاف أن البلدية في عام 2018، قامت بتوسيع وإعادة تأهيل طريق الصامعة – شحتول بتمويل من اتحاد بلديات كسروان الفتوح بقيمة 300 مليون ليرة لبنانية، وقامت شركة الكهرباء مشكورة بتركيب أعمدة الإنارة وتوصيل التيار الكهربائي لإنارة هذا الطريق.

ولا تعاني البلدة من أي مشكلة في الكهرباء والماء حتى موضوع النفايات، تم التعاقد مع شركة خاصة تقوم وبشكل ويومي بجمع النفايات وترحيلها.

وعن أزمة كورونا أخبرنا الرئيس جاك سلامة، أنه ومع بداية الأزمة قامت البلدية بإصدار توجيهات وقرارات لتعريف المواطنين بخطورة هذا الفايروس، ثم قامت بحملة توعية وإنشاء خلية أزمة من 4 أطباء مختصين لمتابعة ومراقبة المصابين.

كما وأجرت البلدية فحوص PCR لسكان البلدة، وتأمين أجهزة تنفس وأدوية، بالتزامن مع توزيع كمامات ومواد معقمة على منازل سكان شحتول وتعقيم المنشآت على نفقة البلدية بالتعاون مع عدد من أصحاب الأيادي البيضاء والصليب الأحمر.

وتم تسجيل منذ بداية أزمة جائحة كورونا حوالي 130 إصابة في شحتول من أصل ألفين نسمة هم سكان البلدة، توفي منهم 10 أشخاص، أما حالياً لم يبقى في البلدة سوى 5 إصابات تتم مراقبتهم وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم.

وبسبب الأزمة الصحية التي تعصف بالعالم ولبنان، قد تم إيقاف جميع النشاطات والفعاليات بالإضافة إلى أن الوضع الاقتصادي قد أثر سلباً على موضوع الحصول على التمويل لإقامة مثل هذه الفعاليات.

وختم سلامة حديثه، بقوله أن معظم من يترشح على رئاسة البلديات تكون غايته الحصول على منصب سياسي وإداري أو طمعاً بامتيازات، أو تكون مدعومة من أحزاب سياسية، أما أنا ترشحت على هذا المنصب لرغبة في نفسي لخدمة هذا الوطن، فأنا مدمن على خدمة المواطنين، وأشعر بسعادة لا توصف عندما أقدم ما يسهل ويطور حياة الناس، أو أقوم بتلبية احتياجاتهم.

إعداد: الإعلامية نسرين الأعور

يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع

You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site

Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى