“طوبى للرحماء لأنهم يرحمون” تلك الحكمة الإلهية التي وضعت من يصنع الرحمة في قلوب الناس في مصاف الأبرار والقديسين، فلا تتجلى الإنسانية إلا في من يشارك الآخرين أحزنهم ومصائبهم، هذا ما وجدناه في شخص رئيس جمعية “أشرفية 2020” السيدة كارول بابيكيان كوكوني، والتي أجرت معها الحقيقة نيوز الحوار التالي:
حيث أوضحت السيدة كارول أن فكرة الجمعية بدأت في عام 2012 كمبادرة إنسانية ثقافية دون اسمٍ واضح بعد دعوات من فعاليات مدنية وإنسانية في منطقة الأشرفية للنهوض بالمنطقة.
وحضر أول اجتماع حوالي 40 شخص، وكانت محاور اللقاء تدور حول تحسين نمط حياة المواطنين، و التخفيف من التلوث البيئي والضجيج ودعوة سكان الأشرفية للاعتماد على السير على الأقدام في التنقل بدلاً من استخدام السيارات للتخفيف من الازدحام والتلوث.
وأضافت، أنه توالت الاجتماعات وقد استمر 20 شخص كان لديهم الوقت الكافي للعمل في هذه المبادرة.
وأشارت إلى أنه تم اختيار اسم “أشرفية 2020″، في عام 2012 كونه قد وضعت خطط مستقبلية لصناعة فارق واضح بالمبادرات الإنسانية والمدنية والثقافية في المنطقة حتى عام 2020، وقد سميت على هذا الأساس.
مضيفةً أنه في هذه السنة شهدت الجمعية النشاط الأكبر لها، طبعاً مع اختلاف في الأولويات، حيث بدأت الجمعية كمشروع ثقافي وبيئي ولكن نتيجة الظروف التي مر بها لبنان، والأزمات الاقتصادية والسياسية، والانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب الماضي، ومؤخراً أزمة جائحة كورونا والوضع الصحي العام في البلاد، أدى الى توجه الجمعية إلى المبادرات الإنسانية والخيرية لمساعدة المواطنين على الاستمرار في الحياة والبقاء في لبنان.
ونوهت السيدة كارول، أنه في كل يوم يستفيد أكثر من 700 شخص من وجبات غذائية، بالإضافة إلى مخصصات غذائية وتموينية تقدمها الجمعية.
ولفتت إلى أن الإيمان بما نعمل هو سر استمرار ونجاح الجمعية، فلدينا أعضاء في الجمعية كرسوا جهدهم ووقتهم لتحقيق أهداف الجمعية، وخصت بالذكر أمين سر الجمعية السيد أكرم نعمة الذي خصص عقاراً يملكه حتى يتم تخزين وتعبئة المساعدات التي تقدمها “أشرفية 2020”.
وذكرت أن أهم ما يميز الجمعية هي سرعة تلبية حاجات المواطنين، كما وتعاقدت “أشرفية 2020” مع صيدليتين لتأمين الادوية للمرضى بالسرعة الكلية حيث لا يمكن لبعض المرضى الانتظار حتى يتم قبول ودراسة طلباتهم.
وقالت على الرغم من أننا متواجدون في منطقة الأشرفية ومعظم خدماتنا مخصصة لأبناء هذه المنطقة، إلا أننا لا نخيب أمل محتاج من خارج الأشرفية.
ولفتت إلى أن الجمعية لديها مطبخ مخصص لتجهيز الوجبات اليومية، بالإضافة إلى وجود عدد من المتطوعين والمتطوعات الذين يقومون بتجهيز الطعام في منازلهم، وهذا التضامن الحاصل نهض بعمل الجمعية على الرغم من الصعوبات التي نواجهها، إن كانت من الناحية المادية أو من ناحية ضغط العمل.
وأشارت إلى أن أبرز احتياجات المواطنين، هي المواد الغذائية والطبابة وخاصة بعد جائحة كورونا، فتأتي إلى الجمعية الكثير من الطلبات لتأمين أجهزة قياس الاكسجين، وأجهزة التنفس، كما وأدت هذه الجائحة إلى تحويل التعليم الى “تعليم عن بعد” مما فرض مستلزمات جديدة كأجهزة الكمبيوتر والتابلت، كما وهناك العديد من الطلبات تردنا بخصوص أدوات منزلية وتدفئة في فصل الشتاء، بالإضافة الى وجود العديد من العائلات في منطقة الاشرفية لا تملك ثمن إيجار منازلهم.
وقالت أنه يوجد العديد من المغتربين بالإضافة إلى بعض السفارات اللبنانية في العديد من الدول قد مدت يد العون للجمعية، وخاصه بعد انفجار مرفأ بيروت، وجائحة كورونا.
وأكدت أن الجمعيات الخيرية لا تحل مكان الدولة، ولكن أصبحت أمراً واقعاً ومتواجدة على الارض لتلبيه حاجات المواطنين، منوهة إلى أن قيمة المساعدات الشهرية المقدمة من جمعية أشرفية 2020، وصلت إلى حوالي 300 مليون ليرة لبنانية.
وتوجهت بالشكر الى كل شخص خصص من ماله أو من وقته للتطوع في الجمعية التي تحولت إلى أسرة واحدة متماسكة، وخلية عمل على مدار الساعة.
وذكرت إلى أنه على الرغم من أن النائب نديم الجميل ، كان صاحب الفكرة الأولى للمبادرة للتخفيف من التلوث البيئي والضجيج الذي كان حاصلاً في منطقة الأشرفية في عام 2012 حيث كان هناك العديد من ورشات البناء إلا أنه لم يرغب في أن يكون عضواً فيها حتى لا تأخذ طابع سياسي ولكن مساعداته مستمرة حتى يومنا هذا.
كما وهناك العديد من الفعاليات السياسية التي تقدم يد العون للجمعية دون النظر إلى الانتماءات السياسية أو الطائفية، فالعمل الإنساني والخيري هو اسمى من أي منظور ضيق.
ووجهت نداء لأصحاب الأيادي البيضاء في لبنان ودول الاغتراب، لتقديم يد العون إلى أخوتهم في الوطن والإنسانية.
يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب
- أجرت المقابلة رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين
- تصوير: الإعلامية نسرين الأعور
يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع
You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site
Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site