الحقيقة نيوز تحاور سعادة السفيرة كارولين معلوف

عندما تلامس شغفها وهي تتحدث عن الأعمال الإنسانية، وحرقة قلبها على كل طفل يتيم أو عجوز تركوه أولاده يقضي سنين عمره الاخيرة في دار المسنين، دمعتها التي تزرف على كل محروم لم يستطع أن يأمن لقمة عيشه، لا تستطيع إلا أن تقف إجلالاً لروح العطاء التي تمتلكها، وإكراماً للمحبة التي تتدفق من قلبها لتصل إلى قلب كل محتاج.

التقت مجلة الحقيقة نيوز سعادة السفيرة الفخرية والمديرة الإقليمية للمنظمة العالمية لحقوق الإنسان على صعيد لبنان والشرق الأوسط السيدة كارولين معلوف، لتخبرنا عن مسيرة العطاء التي بدأت منذ حوالي 20 عاماً عندما كانت عضواً في جمعية الرجاء لأصحاب الهمم، حيث كانت الإنطلاقة في زمنٍ لم يكن هناك فيه وسائل تواصل اجتماعي تظهر الأعمال الإنسانية، بالإضافة إلى مساهمتها في إقامة نشاطات وفعاليات لأبناء حماة الوطن الجيش اللبناني، وذوي الشهداء.

واصفةً حب العمل الإنساني بأنه هبة من رب العالمين، لا يمكن الإنسان أن يتظاهر أو يتصنع به، فهو المَلَكة التي تولد مع الإنسان.

وأضافت أنه عندما تم تعيينها كسفيرة للمنظمة العالمية لحقوق الإنسان، توسعت النشاطات لتي تقوم بها لتشمل كافة فئات الشعب، فبابها مفتوح لكل قاصد أو محتاج.

ونوهت إلى أنه في السابق لم تكن ترغب في الظهور الإعلامي، ونشر النشاطات التي تقوم بها، واكتفت فقط بالتنويه عنها على صفحتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، أما اليوم بات الوضع في لبنان صعباً للغاية، وبحاجة إلى تظافر الجهود لمواجهة الظروف الاقتصادية والصحية والسياسية التي تعصف بلبنان.

وعن مصادر تمويل النشاطات والمساعدات التي تقوم بتوزيعها، قالت معلوف أن ربي هو من يساعدني، فمنذ البدء بتجهيز أي نشاط، أو طرح أي فكرة لعمل إنساني، نبدأ من الصفر دون أي تمويل، وما إن نباشر في تنفيذ هذه الأعمال رب العالمين يسهل الظروف، ومرد ذلك إلى أن العمل الإنساني ينبع من القلب ويصل إلى القلب، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من أصحاب الأيادي البيضاء التي لا تتوانى عن تقديم أي مساعدة.

مضيفاً إنها لا تطلب أي مساعدة من أي مسؤول حكومي أو صاحب نفوذ أو ثرواث في لبنان، وإنما التوكل على الله وحده.

وأشارت إلى أن المنظمات والجمعيات الفاعلة في لبنان، تقوم بالكثير من النشاطات وتقدم المساعدات إلا أن هذا كله غير كافي في ظل غياب الدولة، فهمها فعلت تلك المنظمات لا تستطيع أن تقوم مقام الدولة، ومسؤوليها الغافلون عن حالة الشعب المزرية والذي يعاني ما يعانيه في سبيل تأمين لقمة العيش.

كما وتوجهت بتحية إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، إلا أن أملها كان كبيراً فخامته، ولكن تفاجأ الشعب بما حدث، معربةً على أنه دوره يجيب أن يكون أكبر وخاصة في الحفاظ على الطاقات الشابة في لبنان، وتوفير فرص العمل، والاهتمام بالمسنين حتى لا يموتوا جوعاً أو على أبواب المستشفيات.

فمظاهر الفقر والعوز قد انتشرت على الطرقات وظاهرة للعيان، بالتزامن مع تزايد كبير بحالات السرقة والنشل والجرائم الاخرى المتعلق بتردي الوضع الاقتصادي.

ولفتت سعادة السفيرة إلى أن المساعدات التي تقدمها غير محصورة بطائفة أو حزب أو انتماء مناطقي معين، بل هي للجميع دون تمييز، وفي ظل أزمة جائحة كورونا عندما يصلها عمل أو خبر عن مصاب بحاجة للغذاء أو الدواء أو أي مساعدة، على الفور تقوم بتكليف مديرة مكتبها للتواصل معه وتأمين حاجياته.

وأن كل ما تقوم به من عمل إنساني هو مجهود شخصي، بالتعاون مع أصحاب أيادي بيضاء ومعارف طواقين للمساهمة بالأعمال الإنسانية.

وذكرت معلوف أن هناك عدم أريحية في أي نشاط يقام في الوقت الحالي، نظراً لوجود وضع صحي خطير تمر به البلاد، وأزمة اقتصادية خانقة يعاني منها اللبنانيون منذ أكثر من عام.

ويذكر أن سعادة السفيرة كارولين معلوف قد قامت مؤخراً بأكثر من 10 أنشطة وفعاليات إنسانية متنوعة، أحدها كان في منزلها الخاص، حيث دعت حوالي 150 طفل مع عائلاتهم وأقامت حفلاً ضمن الأجواء عيد الميلاد المجيد، وزعت عليهم هدايا الميلاد.

كما وقامت بزيارة لمنتدى المقعدين، وأقامت فعالية خيرية في المنتدى.

وجرت العادة أن تقوم سنوياً بجولة على القرى المجاورة لزحلة، بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة لإقامة أنشطة إنسانية ميلادية، إلا أن هذه السنة وبسبب الأوضاع الصحية اكتفت بإيصال هدايا الميلاد لأهالي هذه القرى.

كما وأقامت نشاطاً برعاية شخصية منها لحزب الاتحاد السرياني، وقامت بتوزيع 100 هدية.

والنشاط اللافت على حد تعبيرها، كان بالتعاون مع السيد عماد مسعد الإنسان المعطاء الذي قدم 400 وجبة غذائية وتم توزيعها بليلة الميلاد المجيد.

وكان لها تعاون مع النائب السابقة بولا يعقوبيان عبر جميعة “دفى”، حيث تم توزيع حصص غذائية، قبل عيد الميلاد وبعده.

ومع حلول الشتاء قامت معلوف بتوزيع حوالي 3000 لتر من مادة المازوت بالتعاون مع محطة الصقر للمحروقات.

كما وأقامت نشاط ميلادياً بالتعاون مع الإعلامي رودلف هلال، ضمن برنامج Podeo الذي تقدمه الإعلامية ألسي أبي فرح، حيث تم استقبال حوالي 40 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد النتسيق مع مديرة المركز المسؤول عن رعايتهم السيدة جهينة نصر.

وأوضحت أن هناك أشخاص يعتمدون على البربوغندا عندما يقومون بأي عمل إنساني، ويتقصدون أن يصوروا أنفسهم، وإظهار وجوه من تلقوا المساعدات، كما وأن بعد أي عمل إنساني يختفون، وليس هناك أي استمرارية في أعمالهم، وإنما فقط حباً بالظهور الإعلامي، وأن يتم تداول أخبارهم.

وأشارت إلى أن السيدة اللبنانية قادرة على العطاء، بالإضافة إلى ما تتمتع به من ذكاء وجمال وثقافة، وقد دعت كل سيدة قادرة أن تساهم بأي عمل إنساني مهما كان بسيط.

ونوهت إلى أن الجيش اللبناني، هو أفضل مصدر لاستلام المساعدات التي تأتي من الخارج، وهو أفضل من يقوم بتوزيعها بشكل عادل.

وختمت حديثها بأنها راضية عن كل عمل قامت به، وأن السعادة التي تشعر بها عند القيام بأعمل عمل إنساني لا توازيها سعادة في العالم، وأن ليس لديها أي نية لتولي أي منصب حزبي أو حكومي، على الرغم من أن بعض الأحزب عرضت عليها العديد من المناصب، وما تقوم به من عمل خيريي ليس له أي غاية، وأن عائلتها هي الداعم الأول لها في ما تقوم به، وتحاول التنسيق وقتها بين العمل في المجال العام والعائلة.

يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب

  • أجرت المقابلة رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز الإعلامية لوريت ساسين
  • تصوير: الإعلامية نسرين الأعور

يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع

You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site

Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى