لبنان.. تقرير عن العنف ضد المرأة الى مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة

تعريف العنف ضد المرأة:

ما هو العنف الممارس على المرأة ؟
إن العنف آفة إجتماعية خطرة لها تداعيات سيئة وسلبية ليس على المرأة فحسب بل على المجتمع ككل.
ان العنف ضد المراة سلوك غير سوي وعنيف يمارس ضدها ويلحق الأذى الجسدي والنفسي والجنسي يؤدي الى تهديد حريتها وحرمانها من انسانيتها وكيانها وهو يترجم بأفعال مشينة كالضرب والإغتصاب والقتل والحرق و حرمانها من حقوقها كإنسان دون رادع لا اخلاقي ولا قانوني سواء اكانت الزوجة او الابنة او الاخت.
ان عدم المساواة والذكورية والعادات والتقاليد الموروثة والفقر، وعدم قدرة المرأة على الاستقلال الإقتصادي وسكوتها عن العنف يزيد من تفاقم الوضع، انطلاقا من ذلك لا بد من معرفة أسباب العنف ضد المرأة:
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي الى هذة الظاهرة، إن إنخفاض مستوى التعليم يساهم في زيادة هذة الظاهر كما ان الجهل سبب رئيسي والعادات والتقاليد والموروثات التي تجعل من المراة خاضعة للرجل وتحت سلطته فيمارس العنف كانه حق مشروع له، البطالة المتفشية، التسلط و الذكورية، عدم وجود عقوبة حقيقية، غياب القوانين التي تضمن حق المرأة وإستسهال عقوبة التعنيف او احيانا عدم وجود قوانين حازمة لهذة الظاهرة.

اشكال العنف

كثيرة ومتنوعة وهي: إكراه البنات والنساء على ممارسة الجنس من قبل احد افراد العائلة كالاب او الاخ وسكوت الفتيات بسبب إعالتهن، وهو من يصرف عليهن ماديا فتخضعن مجبرات وهو يتمظهر في إستغلال جنسي، الإغتصاب، إجبار المراة على ممارسة الجنس حتى لو من شريكها وممارسة الضرب وممارسة العنف والإيذاء النفسي والتوبيخ والشتم وكل اشكال العنف النفسي.
إن آفة العنف تزايدات خاصة مع انتشار الوباء العالمي كوفيد 19، وكثير من النساء تعيش في بيوتهن معنّفات وهن مكرهات على البقاء في منازلهن ومن تنجو من فيروس كورونا لا تنجو من العنف وهن محتجزات في بيوتهن على مدار الساعة ان انتشار الوباء فاقم العنف ضد النساء حيث تشير الاحصاءات ان ثلث نساء العالم تعرضن لشكل من اشكال العنف وهو مؤشر خطر وحسب تقرير الأمم المتحدة ان لبنان وماليزيا شهدا منذ بدا انتشار الفيروس تضاعفا في عدد المكالمات من نساء معنّفات للمساعدة وكذلك تضاعف العدد ثلاث مرات في الصين حيث سجل بحث غوغل اكبر عدد للبحث والمساعدة من حالات عنف اسري ، اما في لبنان ارتفعت نسبة البلاغات التي تلقاها الخط الساخن 1745 المخصص لتلقي شكاوى عنف اسري لدى قوى الامن الداخلي بنسبة 100في المائة خلال شهر آذار الماضي مع. 88’إتصالا مقارنة 44 اتصالا خلال الشهر نفسه من عام2019 وقد تم ابلاغ 20 في المائة حالات طارئة وشديدة الخطورة ، ان المراة مهددة بالقتل او تريد الانتحار و13% تعود لنساء تركن منازلهن هربا وبحثا عن ملجأ آمن مثلما حدث مع شابة تبلغ من العمر 25 عاما هربت من منزل زوجها ، وكثير من النساء خلال فترة التعبئة وملازمة البيوت وكما تداولت وسائل الاعلام لقصة المرأة التي طعنها زوجها ست طعنات ، وكذلك ابنة الخمس سنوات التي قتلها والدها ، وكذلك الفتاتان اللتان رماهما والدهما من الطابق الثاني بعد شجار مع زوجته ، لذا يجب دق ناقوس الخطر في البلد واعلان حالة نفير و وضع خطة طوارئ إجتماعية لمناهضة العنف بكل اشكاله من خلال التشدد في تطبيق القوانين وتحقيق العدالة ومساعدة النساء المعنّفات والمعرّضات للخطر كمثال على هذا بادرت قاضية الامور المستعجلة في بيروت هالة نجا التي استمعت الى حالات عنف عبر تقنية اتصال الفيديو لتعذر خروج الضحية من المنزل.
كما ان التباعد الإجتماعي لا يعني العزلة الإجتماعية، وتستطيع النساء عبر التواصل عن بعد للتبليغ عن حالات عنف والمساعدة في ذلك بهدف درأ المخاطر التي يمكن ان تؤدي بالنساء الى القتل والإنتحار إن الخطوط الساخنة للهيئات النسائية وكذلك الأرقام الواردة لقوى الامن الداخلي وكما ان الاعلام الاستقصائي يلعب دورا مهما في المساعدة حيث صرح ان نسبة طلبات المساعدة ارتفعت 20% خلال شهر آذار مقارنة بالاشهر التي سبقته وقد وردنا 150إتصالا عبر الخط الساخن وستة طلبات اسبوعية تناشد الحصول على الإيواء الآمن السري، وقد افادت الكثير من النساء تعرضهن لإنتهاكات وتفاقم مخاطر العنف عليهن وعلى اطفالهن في ظل الحجر المنزلي ، إن الاوضاع الإقتصادية المتردية التي تسود المجتمع اللبناني كذلك تدني مستوى المعيشة وتدهور قيمة العملة حيث فقدت الليرة اللبنانية 65% من قيمتها واقفال العديد من المؤسسات ادى الى تسريح الكثير من العمال مما ادى الى تفشي البطالة و جائحة كورونا التي فاقمت الاوضاع وزادت من تردي الاوضاع الإجتماعية وهددت الاستقرار الإجتماعي كل هذة الامور انعكست سلبا وزادت من تفشي العنف في المجتمع اللبناني كما تفشت في الآونة الاخيرة ظاهرة الانتحار بسبب الفقر حيث اصبح50% من اللبنانين فقراء وتاكيداً لذلك شهدنا حالات كثيرة عن آباء انتحروا لعدم قدرتهم على تأمين طعام لاولادهم منهم قتل نفسه واولاده معه ،، كما انتشرت ظاهرة العنف اللفظي والتنمر في المجتمع اللبناني بسبب السياسات الإقتصادية والإجتماعية والفساد الذي اوصل البلد الى الافلاس والانهيار واتى إنفجار بيروت ليتوج حالة الانفجار الجماعي والكارثة الكبرى فنحن نعيش بلاء وفساد ووباء والدرب شائك وطويل ونحن بحاجة الى المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الانسانية ومنظمة الصحة العالمية لمساعدتنا.

إحصائيات حول العنف ضد المرأة:

ان مظمة الصحة العالمية افادت ان اكثر من35% من نساء العالم تعرضت للعنف الجسدي او الجنسي على يد الشريك
كما تعرضت 7% من نساء العالم للأعتداء الجنسي من قبل شخص لا تربطهم به علاقة .
تصل أحتمالية ولادة النساء اللواتي تعرضن للعنف الجسدي او الجنسي لاطفال ذوي وزن ناقص الى 16 % كما تصل إصابتهن بالاكتئاب الى الضعف.
قامت منظمة الصحة العالمية بحملات وقف العنف بالتعاون مع الوكالات والمنظمات الدولية من خلال بحوث شاملة لمعرفة اسباب العنف في الدول المختلفة ووضع ارشادات للوقاية منه وتطبيق الادوات والمبادئ الدولية للقضاء عليه وضرورة حصول النساء على حقوقهن من خلال قانون العنف الدولي ضد المراة( 1- VAwA ) ومحاسبة مرتكبيه وحماية ضحاياه
ان تعزيز التصدي للعنف الممارس ضد المرأة يبدأ عبر الثقافة ومن خلال مناهج التعليم ، كما ان وضع خطط إقتصادية من اجل تمكين المرأة إقتصادياً وتعزيز دورها في المجتمع وتحقيق الاستقلال الاقتصادي كمدخل اساسي لتعزيز دور المرأة في المجتمع ، كما انه يجب وضع إستراتيجية للتعامل بين الازواج وبين الافراد داخل الاسرة تقوم على الحوار والتواصل ومبادئ الاحترام المتبادل ونشر الوعي الإجتماعي وتعزيز الروابط الإسرية.
وصيانة الاسرة لان التفكك الاسري يؤدي الى العنف والجرائم والاكتئاب والقتل والانتحار نحن نحتاج الى خطة إستراتيجية شاملة بين الدولة والمجتمع المدني والهيئات الدولية للقضاء على ظاهرة العنف في المجتمع وخاصة ضد المرأة .

مستشارة جمعية البراعم الخيرية في مجلس حقوق الانسان: مروى رضا جهمي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى