حوار خاص مع صاحب مزرعة “الشرق الأوسط” لتربية النعام الحاج محمد ياسين

أجرت رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين، حواراً مع صاحب مزرعة “الشرق الأوسط” لتربية النعام الحاج محمد ياسين، هذه المزرعة الواقعة في بلدة “معروب” جنوب لبنان، والتي كانت تصدر لحوم النعام إلى الدول العربية قبل حرب تموز 2006.

أنشأها الحاج محمد ياسين عام 1996، بعد أن أنشأ مزرعته الأولى في دولة الكويت عام 1992.

وأكد الحاج محمد أن هذه المزرعة هي الأولى من نوعها في لبنان، ورائدة في هذا المجال منذ حوالي 25 عاماً، ولو أن الدولة اللبنانية أولت أهمية لتربية النعام، كانت اليوم غير مضطرة لاستيراد اللحوم، لأن النعامة الواحدة لديها القدرة على إعطاء 50 بيضة في الموسم الواحد، و “الرَأْلُ” أي صغير النعامة يفقس من البيضة وزرنه تقريباً واحد كيلو غرام ، وخلال عام واحد يصل وزنه إلى حوالي 100 كيلو غرام.

وأضاف أن النعامة يمكن الاستفادة من ريشها وجلدها ولحمها وبيضها وزيتها، حتى أنه يمكن الاستفادة من أظفار وعيون وعظام ورموش هذا الطائر.

فرموش النعام يُصنع منها أفخر الرموش الاصطناعية، فعين النعامة مشابهة لعين الإنسان، ومن زيت النعام يتم صناعة أفضل مساحيق التجميل، ومستحضرات لأمراض الجلد والأمراض السرطانية.

ونوه إلى أنه النعامة تعيش حوالي 80 عاماً، ولديها القجدرة على الإباضة لمدة 40 عاماً.

وذكر الحاج محمد، أن مزرعته هي أول مرزعة في الشرط الأوسط المختصة بتربية النعام، وفي عام 2006، كان إنتاج هذه المزرعة يقدر ما بين 10 و 15 ألف طائر، لكن في حرب تموز 2006 تعرضت المزرعة لأزمة كبيرة بسبب الأعمال الحربية، مما أدى إلى نفوق معظم الطيور التي كانت في المزرعة، ولحد هذه اللحظة يعانون من أضرار تلك الفترة.

مضيفاً أنه كان لدينا 1200 أم بيّاضة، فلم يتبق لدينا بعد الحرب سوى 300، مع الإشارة إلى أن قسماً من الفراخ بات يولد مشوهاً نتيجة ما خلفته الاعتداءات الإسرائيلية من تلوث للهواء والتربة والنبات.

وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية لم تقم بعويضه عن أي من تلك الاضرار، ولم يجد اهتمام من أي وزير تسلم حقيبة الزراعة على مدى الحكومات المتعاقبة.

ولفت إلى أن تأمين الأعلاف صعب، فعند تقديم طلب إلى الهيئات الحكومية المختصة للحصول على أعلاف مدعومة، في قضاء مرجعيون، لا يتم تزويد قطاع تربية النعام بأي كمية من العلف، في حين يتم صرف مخصصات لمربي الدواجن والأرنب.

ونوه إلى أن سعر الكليو غرام الواحد من لحم النعام يصل إلى 100 ألف ليرة لبنانية، وذلك بسبب عدم وجود إنتاجية كبيرة، وفي حال زاد الاهتمام بتربية النعام ممكن أن يصل سعر الكيلو غرام من لحمه إلى ما يقارب سعر الكيلو غرام من لحم الأبقار.

وأن حجم كرتونة من بيض النعام وزنها حوالي 1,5 كيلو غرام، والبيضة الواحد كافية لإشباع عائلة كاملة، فضلاً عن مكوناتها الغذائية الغنية بأوميغا 3-6-9.

وأضاف أن النعامة الواحدة تحتاج إلى علف بمقدار 2 كليو غرام يومياً، وسعر الكيلو حوالي نصف دولار أميركي، وتمتلك النعامة أقوى جهاز مناعة مما يساعدها على العيش لحوالي 80 عاماً، ولا تعطى الأدوية واللقاحات سوى لفراخ النعام مما هم دون العام واحد.

وذكر الحاج محمد ياسين أن دهن النعام يتم تحويله إلى زيت، ويتم يعبئته بزجاجات سعتها 60 ملم،  ومن زيته يتم صناعة الصابون، ومستحضرات لعلاج أوجاع المفاصل، ومشاكل تساقط الشعر، ولعلاج الهالات السوداء حول العينين، ولحساسية، كما ويُصنع من جلده حقائب وأزياء جلدية.

وطالب الحاج محمد من الدولة الاهتمام بهذا القطاع حتى يتسمر، وأن إيران اليوم تعتبر ثاني أكبر منتج في هذا القطاع بعد جنوب أفريقيا، وعندما تم افتتاح مزرعة الشرق الأوسط في لبنان، كانوا الإيرانيين يأتون للبنان لشراء منتجات النعام.

ووصلت تربية النعام في إيران لهذا التطور، بسبب اهتمام الدولة بمساعدة مربي هذا الطير، وتقديم الأراضي، والأعلاف، والأدوية واللقاحات، وتسهيلات في عملية الإنتاج والتوزيع.

وعن خسائره خلال حرب تموز 2006، قال الحاج محمد أنها بلغت حوالي 3 مليون دولار، دون حساب الأرباح التي توقفت، وأنه لم يلقى أي مساعدة من الدولة، واستطاع أن يبدأ بافتتاح مزرعته بعد ذلك التاريخ، بـ 300 نعامة لم تتأذى من أصل 1200 نعامة بياضة، حيث أن للنعامة القدرة على العيش شهر كامل دون أكل بسبب وجود طبقة دهنية على صدرها سماكتها بين 2 و 3 سم تتغذى منها عند عدم توافر الغذاء.

كما وجالت الحقيقة نيوز في مزرعة الشرق الأوسط، والتقينا بالسيد أبو بلال الاخصائي في تربية طائر النعام، وأفادنا بأن مزارع النعام منتجة أكثر من مزارع الأبقار والأغنام، فالبقرة تلد عجلاً واحداً، بينما النعامة لديها القدرة على إعطاء 30 بيضة في الموسم، وخلال سنة تصل كتلة اللحم الأحمر في النعامة إلى 45 كيلو غرام، بينما كتلة اللحم الأبيض تصل إلى 30 كيلو غرام.

وأضاف أن الدولة لم تولي اهتمام كافي بصناعة المنتجات التي يمكن استخراجها من زيت النعام الغني بأوميغا 3-6-9، في حين أنه في الدول المتقدمة يتم الاستفادة من كل أجزاء النعامة (الريش – اللحم – الجلد) حتى أنهم يقومون بطحن عظام النعامة ويصنعون منهامركبات غنية بالكالسيوم، تفيد المرأة الحامل والأشخاص الذين يعانون من ترقق بالعظام.

وأضاف أنه في لبنان لا توجد جهة مانحة أو مستثمرة في تربية النعام، نظراً لارتفاع التكلفة الأولية لمثل هكذا مشروع، حيث يبلغ سعر النعامة حوالي 250 دولار أميركي، والأم البياضة إلى 2500 دولار أميركي، وأن تكلفة مزرعة الشرق الأوسط بما تحتويه حالياً يصل إلى 800 ألف دولار أميركي.

يمكنكم متابعة المقابلات كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب

  • أجرت المقابلة رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين
  • تصوير: مدير مكتب الحقيقة نيوز في جنوب لبنان محمود حرز

 

 

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى