
أكد رئيس بلدية مجدل سلم الأستاذ علي تامر ياسين، للحقيقة نيوز، أن العمل البلدي يقوم على عدة مبادئ أساسية، أولها هو مبدأ التشاركية، وهذا ما عملت عليه البلدية في أزمة كورونا عندما تم إغلاق البلدة، وضعت البلدية خطط استباقية للاستفادة من الطاقة البشرية الشابة الموجودة، فبلغ عدد المتطوعين لمكافحة أزمة جائحة كورونا 180 متطوع من كافة الاختصاصات، وتم العمل على اتخاذ تدابير تحسباً لأي طارئ أو منحى تتخذه هذه الجائحة.
وأضاف، أنه يوجد حالياً في البلدة حالتين فقط مصابيتين بفايروس كورونا، أما العدد التراكمي للإصابات فقد بلغ منذ بداية الجائحة 39 إصابة.
وقد مرت مجدل سلم في مرحلتين صعبتين، الأولى كانت لإصابة أربع أشخاص، وكانت خارطة المخالطين لهم كبيرة جداً، وتم السيطرة عليها، أما الثانية فكانت عندما تم تسجيل 5 إصابات إيجابية بفايروس كورونا، ووصل عدد المخالطين لهم 63 شخص.
ولم تسجل سوى حالة واحدة فقط خطيرة، لامرأة تم نقلها إلى مشفى بنت جبيل وتماثلت للشفاء، والحجر الصحي يتم في منازل المصابين، علماً أن البلدية قد خصصت مكاناً خاصاً احتياطاً لأي طارئ، ولكن لم نصل بعد إلى مرحلة عدم السيطرة على الجائحة بعد.
وذكر الأستاذ علي أن هناك تعاون وتنسيق مع طبيب القضاء الدكتور أنيس ونا، وقد حدث في إحدى المتابعات حالة من الإرباك في عملية التتبع الوبائي عندما تم تسجيل عدد كبير من المخالطين في وقت لم يكن لدى وزارة الصحة القدرة على إجراء فحوص الـ PCR للجميع، كما ولم يكن لدى البلدية القدرة المادية على تأمين إجراء هذه الفحوصات بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها البلديات في لبنان.
أما عن المبدأ الثاني من مبادئ العمل البلدي، فقد أشار ياسين إلى أنه متمثل في الاستجابة السريعة لحاجيات المواطنين.
ولفت، إلى أن البلدية هي إدارة محلية، ولكن هناك خلط لدى المواطنين، حيث يعتبرون البلدية سلطة، ويوجد اختلاف كبير بين التوصيفين.
فجزء كبير من الطلبات وحاجات الناس هو من وظيفة ومسؤولية السلطة المركزية واجهزتها ومؤسساتها (المياه، الكهرباء، الصحة، الصرف الصحي، الاتصالات، النزاعات العقارية، …)، ولكن ملجأ الناس الأول هو البلدية، فنصبح بين حدين، مما يضطرنا الى الاستجابة السريعة لحاجات الناس وفي معظم الاحيان تكون على حساب البلدية على الرغم من عدم مسؤوليتها.
وفي الشأن الاجتماعي، البلدة تتميز بأهلها الذين يقدمون حالة من التكافل الاجتماعي الطبيعي بينهم، ويتميزون بالكرم وبساطة العيش، بالاضافة الى وجود جمعيات ناشطة في هذا الشأن.
في الموضوع الثقافي، أطلق على البلدة تسمية حاضرة الإمام الحسين عليه السلام، كوسام شرف لها ولأبنائها على دورها الريادي الفني في إحياء مراسم عاشوراء؛ بالاضافة الى حضورها العلمي عبر مدرستها الدينية التاريخية.
وعن الملف التربوي، حدثنا الأستاذ علي أنه يوجد في مجدل سلم ثلاث مدارس: مدرستان حكوميتان (الابتدائية أنشأت في العام 1943م، بهمة أهلها والسيد جعفر الأمين)، ومدرسة خاصة، إحدى هذه المدارس هي ثاني ثانوية في المنطقة، وفي المجمل وضعت الحكومة خطط عامة بخصوص مكافحة فايروس كورونا، كما وأن لبلدية مجدل سلم مساهمة متممة للعمل الحكومي، وعندما لا تكون التجهيزات الصحية المقدمة من وزارة التربية كافية تتولى البلدية سد هذا النقص، بالتنسيق مع مدراء المدارس، وبالنسبة لحضور الطلاب إلى المدارس، فهناك خطط لتطبيق البرتوكولات الصحية المعتمدة والتباعد الاجتماعي والمكاني، ولكن توجد عقبة في وسائل نقل الطلاب، خاصة وأنه ممنوع أن يتواجد أكثر من 10 طلاب في وسيلة النقل، مما سيؤدي إلى مشكلة اقتصادية لأهالي الطلاب بسب رفع أسعار الاشتراكات، ولأصحاب وسائل النقل في ظل غلاء الأسعار.
مضيفاً، أن البلدية تقوم بتعقيم المنشآت العامة ودور العبادة والمدارس، علماً أنه لحد هذه اللحظة لم يتم إعادة افتتاح دور العبادة بشكل تام، ومازالت خاضعة للإجراءات الاحترازية والتدابير الصحية، ولكن في الأعراس ومراسم العزاء هناك حالة من عدم التزام نسبي بالبرتوكولات الصحية، لأن الموضوع ثقافي بالدرجة الأولى فلا يمكن فرض الضوابط بالقوة بل بالتوعية.
ونوه رئيس بلدية مجدل سلم أن أزمة جائحة كورونا هي أزمة معقدة، وما زادها تعقيداً هو الوضع العام في لبنان والأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة التي تعصف بالبلد.
لكن تمتاز البلدة في هذه الفترة بالاستقرار وتعاون كافة الأفرقاء لتخطي هذه الازمات عبر الاحتضان الكامل والرعاية للبلدية من قبل القوى السياسية والاجتماعية كافة.
وذكر أن بلدية مجدل سلم منضوية تحت راية اتحاد جبل عامل، وهناك تعاون وثيق مع الاتحاد إلا أن الأزمة المالية الخانقة أثرت بشكل كبير في الاتحاد، فقلت موارده وبالتالي إمكانياته أضحت محدودة وغير كافية لمساعدة البلديات بالشكل الأمثل، مع تقديمها أولوية للتنمية البشرية والزراعية في هذه الفترة، وتستفيد البلديات من برامج التقديمات الزراعية (الحاكورة الصيفية والشتوية، البذور، حملات تلقيح الثروة الحيوانية، الإرشاد الزراعي، …).
وهناك عدة مشاريع قامت بها البلدية وكان للاتحاد مساهمة فيه، مثل تأسيس منشأة رياضية ويجري العمل على استكمالها، كما ويتم التحضير لمشروع مركز خدمات زراعية.
وصرح الاستاذ علي تامر ياسين للحقيقة نيوز، أنه منذ 4 سنوات في عهد رئيس البلدية السابق الأستاذ يونس زهوة، عمل المجلس البلدي على تعزيز هوية تنموية تنهض بالبلدة بشكل عام، وقد جرت البحث والعمل على تعزيز الهوية الإدراية التي لها علاقة بالمؤسسات، أو تعزيز الهوية التربوية عبر فرع لكلية الصحة في البلدة، أو تعزيز الهوية السياحية عبر تقديم مقترح لاقامة معلم سياحي يستكمل نجاح مشروع “أكاسيا” يومها.
أما عن تعزيز الهوية الزراعية، فلدينا المقومات للنهوض بهذا القطاع بسبب توفر الأراضي الصالحة للزراعية، بالإضافة لوجود ثروة شجرية وحرجية، وتوفر اليد العاملة والتجهيزات الميكانيكية، ولكن الازمات المتلاحقة أخرت العمل بمشروع 800 متر الذي يهدف إلى توصيل المياه للأراضي، علماً أن البلدية قد وفرت البذور منذ حوالي العام تقريباً، كما وأقامت حملة توعية في هذا القطاع، وفي فترة لاحقة تم تأمين السماد الكيماوي بسعر الكلفة، ومن ثم تأمين مادة المازوت بالسعر الرسمي في ظل الأزمة.
وأشار أن للبلدية تعاون مع الـ “UNDP”، ويتم التحضير لمشروع زراعي؛ وأيضاً تنسيق مع منظمة “شيلد” حيث سيتم التعاون على مشروع خاص بمحمية وادي حجير.
يذكر أن الأستاذ علي تامر ياسين من مواليد عام 1980، وحاصل على ماجستير في علوم الكمبيوتر وماجستر آخر في العلاقات الدولية.
ومجدل سلم تقع في محافظة النبطية، قضاء مرجعيون، متوسط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر 575 متر، وتعني لغوياً القصر أو البرج أو مجموعة من الناس كما ورد في القاموس الحديث.
يحد مجدل سلم البلدات التالية:
من الشمال بلدتي قبريخا، وتولين
من الغرب بلدة الصوانة، خربة سلم، والجميجمة
من الجنوب بلدتي صفد البطيخ، وشقرا
من الشرق بلدة حولا، طلوسة، وبني حيان
وتتميز بمياهها الجيرية ومغاورها الأثرية، والاحراج المتنوعة غرباً، وأودية نحلة التي تفصل قضائي بنت جبيل ومرجعيون، والسكيكة والإسطبل حيث يوجد قلعة دوبي الأثرية، وحدها الغربي وادي السلوقي الذي كان الحد الفاصل بين الدولة العربية الجنوبية والدولة الصليبية الشمالية، ومنطقة استراتيجية عسكرية في كل مراحل الصراع التي مرت على المنطقة (كمعركة العام 1943م بين الجيش الفرنسي والألماني في الحرب العالمية الأولى، او استهداف تقدم الدبابات الاسرائيلية في منطقة الحجير في حرب تموز 2006م).
تاريخ المنطقة مجهول حتى الفتح العربي، الا انها كانت ما هي له اليوم ايام حصار الاسكندر لمدينة صور 323 ق.م، ونستدل على ذلك من اثارها والاعمدة والمدافن الرومانية والبيزنطية الحجرية والكتابات المنتشرة في بقاع كثيرة منها.
اختبأ فيها الأميران ملحم وحمدان، ولدا الأمير يونس المعني، عام 1633م، كما وقع فيها الشيخ ظاهر نصّار الوائلي ومات ودفن هناك سنة 1770م.
وللبلدة حضور دائم في كافة الاستحقاقات، وفي التاريخ الحديث كانت تعد القاعدة الفدائية الفلسطينية الثانية بعد العرقوب، الى ان تم حصارها في العام 1969م، ونتج عنه اتفاق القاهرة الذي شرع العمل الفدائي.
ويستكمل لاحقاً في العمل المقاوم الذي أدى في نهاية المطاف الى التحرير في العام 2000م، وكانت البلدة من بوابات التحرير الرئيسية.
- أجرت المقابلة رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين
- تصوير: مدير مكتب الحقيقة نيوز في جنوب لبنان محمود حرز