ميس الجبل ثاني اكبر بلدة في قضاء مرجعيون بعد الخيام لجهه عدد السكان والمساحة بلدة العلماء والشهداء.
هي بلدة العلماء والفقهاء نجمة جبل عامل وعرين اسوده كما هو مكتوب على قوس نصر علق عند مدخلها يفاخر ابناؤها بالقول انه عام 1450 م خرجت مدرستها الدينية 500 عالم وفقهي.
وفيها مساجد تراثية قديمة اضافة الى مزارات وضرائح ولعل ابرز معلم ديني واثري فيها هو جامع “ابي ذر الغفاري” ويحكى ان الغفاري عندما نفي من الشام ايام معاوية توجه الى هذه المنطقة واستقر في ميس الجبل مدة طويلة ثم انتقل الى الصرفند عند ساحل البحر الجنوبي وقد بنى في البلدتين مساجد لا تزال قائمة حتى يومنا هذا وتحمل اسمه وكانت في ما مضى ويذكر بعض الرحالة الفرنسيين المستشرقين الذين مروا بميس الجبل في القرن السابع عشر انهم وقفوا على بركة ميس المعروفة منذ زمن بعيد.
في 23 تشرين الثاني عام 1948 م أغارت طائرات العدو الصهيوني على ميس الجبل وقتلت سعيد محمد حمدان واخته وولدها محمد علي إسماعيل، واقتحمها العدو في 25 كانون الأول عام 1948 ونسف عدة منازل فيها.
احتلها العدو بالكامل عام 1978 م وبقي فيها ينكل بأهلها حتى استعادتها المقاومة بفضل تضحيات مجاهديها، التي كان فيها ولا يزال لميس الجبل الحصة الكبرى في معركة المواجهة مع العدو. وقد تقدم إلى ساحة التضحية العشرات من الشهداء الابرار دفاعا عن ارض الوطن وصونا له.
عانت البلدة من اعتداءات العداون الصهيوني كثيرة منذ قيام ظهور كيان الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
وأيضا احتل الكيان الغاصب البلدة عام 1978 خلال اجتياح جنوب لبنان بعملية اطلق عليها عملية الليطاني، حتى انسحبت منها عام 2000 يوم تحرير جنوب لبنان.
شهدت ميس الجبل موجة من العمران والازدهار واعادة ما دمره العدوان الاسرائيلي عام 2006.
لمعت اسماء كثيرة من ميس الجبل ولعبت دورا بارزا في الوطن سواء على المستوى السياسي ام الديني، ومن أشهر علمائها:
- الشيخ ظهير الدين أبو اسحاق ابن إبراهيم ابن الشيخ نورالدين علي ابن ابي القاسم تاج الدين عبد العال الميسي الشهير بابن مفلح الميسي.
- الشيخ لطف الله العاملي الميسي وكان الشيخ البهائي يعترف له بالفضل ويأمر بالرجوع اليه. كان في عصر الشاه طهماسب الصفوي، انتقل إلى اصفهان وبنى فيها مسجداً معروفاً باسمه.
- الشيخ أبو القاسم نور الدين علي بن عبد العالي الميسي المعروف بالمحقق الميسي وهو مدفون بجبل صديق في تبنين.
- الشيخ نعمة ابن الشيخ محمد جواد الغول الميسي العاملي الذي ولد عام 1855 م. درس في العراق ثم عاد إلى بلدته واقام فيها حتى وفاته سنة 1919 م.
- الشيخ موسى ابن الحاج حسين قبلان الذي توفي سنة 1350 هجرية. قرأ في جبل عامل ثم في النجف الاشرف وشارك في إنشاء جمعية العلماء العاملية وكان عضوا فيها، واحد اعضاء مؤتمر وادي الحجير الشهير الذي رفض الاحتلال الفرنسي وتقسيم المنطقة العربية. وأيضا ولده العلامة الشيخ محمد علي قبلان الذي توفي اواسط الثمانينات من القرن الماضي.
لم تقتصر جهود أبناء ميس الجبل الحميدة على القرية والوطن بل تعدتها إلى المهجر.
فقد شارك هؤلاء في تأسيس الجمعية الخيرية للشبيبة الإسلامية العاملية في باريس وفي الأرجنتين عام 1928 م.
وهاجر من ميس الجبل ما بين عامي 1905 – 1912 ما يزيد على مئتي شخص، وتجاوزوا ثلاثة آلاف شخص إلى أفريقيا واميركا واوستراليا وبلاد الخليج وقسم إلى أوروبا.
وهناك الهجرة الداخلية الواسعة إلى المدينة التي بدأت مع الاحتلال الصهيوني لأراضي فلسطين عام 1948 م.
وكانت ترتبط أبناء البلدة علاقة اجتماعية واقتصادية هامة مع الفلسطينيين.
وأجرت رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين، حواراً خاصاً مع رئيس بلدية ميس الجبل الحاج عبد المنعم شقير.
أكد الحاج عبد المنعم أن البلدة تعتمد بشكل رئيسي على التجار، ويوجد في البلدة أكثر من 360 محل تجاري.
وأشار إلى أن المعركة في مواجهة جائحة كورونا لا تقل خطورة وأهمية عن معركة عسكرية، وأنه البلدة سجلت منذ اليوم الأول لظهور فايروس كورونا حتى تاريخ إجراء هذه المقابلة 27 إصابة، و450 مخالط للمصابين، وقد فرض عليهم الحجر الصحي وتتم متابعتهم بشكل يومي على مدار ال 24 ساعة، عبر أطباء من خلية الأزمة التي شكلها البلدة لمكافحة هذا الوباء.
كما وأجريت فحوص “PCR” للمصابين والمخاطين في مشف تبنين، ومشفى بنت جبيل، ومن لم يكن لديه القدرة المادية لإجراء هذه الفحوصات، تكفلت البلدية ووزارة الصحة بنفقات الفحص الطبي، وأن الإصابات في معظمها سجلت من الوافدين لميس الجبل من بيروت.
ونوه إلى أن البلدة توزع على المصابين والمحجورين، بالمجان حصص تحتوي على معقمات وكمامات وغيرها من المواد والأدوات الصحية اللازمة، كما وأن بلدية ميس الجبل قد قدمت حصص غذائية، ومعونات مادية لمن هم في وضع اقتصادي حرج.
ولفت الحاج عبد المنعم، إلى أن وزراة الصحة يجب أن تقوم بدورها بجدية أكثر، وأن يكون للمناطق والبلدات الحدودية رعاية خاصة، وأن يتم تأمين مقومات الصمود للمواطنين، والوقوف إلى جانبهم، وخصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان.
وأكد رئيس بلدية ميس الجبل، أن البلدة تنضوي تحت لواء اتحاد جبل عامل، وأن الاتحاد يقدم مساعدات للبلدة ولكن ضمن الإمكانيات المتواضعة المتوفرة لديه، خاصة في مجال القطاع الزراعي وتربية المواشي، وقطاع التعليم الرسمي.
وبعد صدور قرار افتتاح المدارس للعام الحالي، قال الحاج عبد المنعم، أن البلدية على تواصل دائم مع مدراء المدارس، والمدارء يولون اهتمام كامل بالطلبة والكادر التدريسي خوفاً من تفشي وباء كورونا، كما ووضعت البلدية كامل امكانياتها الصحية تحت تصرف المدارس، وقامت بحملات تعقيم وقدمت وسائل وأدوات صحية لازمة لمجابهة هذا الوباء.
وذكر أنه لم تقم أي مؤسسة أو هيئة رسمي أو دولية بتقديم أي مساعدة في المجال الصحي للبلدة.
وأضاف أن المعاناة على جميع المواطنين، وصرخة الوجع والألم تعم الوطن، والجميع يعانون من الوضع الاقتصادي المتردي، وغلاء أسعار الأدوية والمشافي، ولم يبقى في جيب المواطن ما يكفيه لتأمين لقمة عيشه، والأموال المودعة في البنوك لا يستطيع أحد أن يقوم بسحبها للاستفادة منها.
وأكد الحاج عبد المنعم أن البلديات لا تستطيع أن تترك أهلها وشعبها في ظل هذه الظروف الصعبة اقتصادياً وسياسياً وصحياً، لا بالسلم ولا بالحرب، لا بالغنى ولا بالفقر، وأن بلدية ميس الجبل مستعدة “باللحم الحي” أن تدافع أن أهلها.
وذكر أن مستحقات البلدية المخصصة لها من الميزانية العامة لم يعد لها قيمة في ظل الارتفاع الكبير بسعر صرف الدولار الأميركي، ولا تكفي البلدية للنهوض بالأعمال الملقاة على عاتقها.
يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب
- أجرت المقابلة رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين
- تصوير: منال فرحو
يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع
You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site
Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site