حوار خاص مع الدكتور زياد كعدي

يذكر الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ في إحدى مقالاته تحت عنوان “الصفات الضرورية” أن الذين يتولون المناصب القيادية في الأمة تلزمهم صفات ثلاث على الأقل هي: الوطنية، والأخلاق، والعلم والخبرة.

يستمدون من الوطنية الحب والحماس والإخلاص، ومن الأخلاق المبادئ والقيم التي تحكم العمل وتوجهه، ومن العلم والخبرة الفكر والتخطيط والوسيلة والهدف.

وقد تجسدت هذه الصفات الثلاث في شخص رئيس المجلس العمالي العام في حزب الكتائب اللبنانية الدكتور زياد كعدي، الذي ومنذ انتسابه إلى حزب الكتائب اللبنانية سنة ١٩٩٩م، تولى العديد من المسؤوليات متنقلاً بينها بزخمٍ وطنيةٍ عالٍ، متحلياً بالحماس والإخلاص لما أوكل به من مسؤولية، فأعطى من روحه ومن وقته وجهده الكثير، فلقبه أحدهم وباللغة الشعبية بـ “المكوك” الذي لا يهدأ، وآخر أطلق عليه لقب “الدينمو” الذي لا يعرف الراحة.

أما عن خاصية العلم الذي تحدث عنها محفوظ، فمسيرته العلمية عالمية وحافلة بالشهادات الدولية، فحاز على شهادة دكتوراه في إدارة الفنادق والاعمال السياحية من الولايات المتحدة الأمريكية، وكما ولديه العديد من الدبلومات والشهادات العلمية في ادارة الاعمال السياحية.

وإذا تطرقنا إلى موضوع الخبرة، فالشهادة مجروحة بالدكتور زياد الكعدي، والثقة التي نالها من حزب الكتائب لم تأتي من فراغ، ولا تنقص عن الثقة التي اكتسبها من الشركات السياحية العالمية التي أخذت بمشورته ونصيحته عبر تعاملها مع الشركة السياحية التي أسسها ويديرها.

التقت رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين، بالدكتور زياد الكعدي، في مكتبه بالرابية، وأجرت معه حواراً خاصاً.

 

القطاع السياحي في لبنان “انتهى”

أكد الدكتور زياد كعدي أن لبنان يعتمد وبشكل رئيسي على القطاع السياحي، هذا القطاع الذي يقوم بتشغيل كل القطاعات الاخرى (الثقافية – الدينية – الصحية – التجارية).

لكن السياحة في لبنان تراجعت منذ عدة سنوات، هذا التراجع له مسببات أهمها العامل السياسي، وجاءت أزمة جائحة كورونا التي لم تعالج بشكل فعال، وأدت بدورها إلى تدهور هذا القطاع، مما أدى إلى إقفال العديد من المنشأت السياحية، وتسريح آلاف العمال.

ونوه كعدي إلى أن لبنان يعتمد على السائح الخليجي الذي يحتل المرتبة الأولى، وله حيثيات معينة من حيثة الملائة المادية، وفقدان هذا السائح له أسبابه الواضحة الغير مخفية على أحد، والسائح الاوروبي فزيارته للبنان غالباً ما تكون بقصد أداء مهمة معينة، أما السائح العراقي والإيراني فدخلهما محدود وكذلك مصروفهم أيضاً.

ووصف كعدي القطاع السياحي بأنه وحدة اقتصادية متكاملة، تشعباتها لا تعد وال تحصى، يشترك في دورة حياتها الاقتصادية أصحاب رؤوس الأموال مالكي المنشآت، والتجار الذي يوردون البضائع، وشكرات النقل السياحي، والمهندسون الذين يقومون بتصميم الفنادق والمطاعم، والمحامون الذي يتولون دور الاستشارات القانونية فيها، والموظفون الإداريون، وخريجي المعاهد الاقتصادية، والعمال.

كما وتؤمن المنشآت السياحية إراداً مهماً للدولة، متمثلة بالضرائب والرسوم والاشتراكات والحصول على رخص، في حين لم تقم الدولة خلال هذه الأزمة الاقتصادية بمساعدة هذا القطاع، فالضرائب مازالت مفروضة ولم يتم تخفيضها رغم تدهور هذا القطاع.

حزب الكتائب تحدث عن مطالب الثوار قبل اندلاع الثورة بأعوام

قال الدكتور كعدي، أن الثورة في بدايتها استقطبت مختلف الشرائح الاجتماعية وكانت فاعلة وقوية، وبالطبع ليس فرض الرسوم على “الواتس أب” هي سبب الثورة، بل تراكم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عانى منها المجتمع اللبناني.

وأضاف أن الثورة تعرضت للعديد من الطعنات من خلال دس “طابور خامس” في صفوف الثوار، لخلق المشاكل والحوادث الأمنية، لتشويه صورة الثورة والثوار.

كما وأثرت أزمة كورونا على الثورة، فالأولوية اليوم للصحة العامة، والمواطن من حقه لا بل من واجبه التقييد بالإجراءات الوقائية وتطبيق معايير التباعد الاجتماعي والمكاني.

وأشار إلى أن مطالب الثورة واضحة وضوح الشمس، في مقدمتها إجراء انتخابات نيابية مبكرة وتشكيل حكومة جديدة وبالتالي انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وذكر كعدي للحقيقة نيوز أن الثورة تحاول أن تنظم نفسها وتعيد ترتيب البيت الداخلي، لكي تكون متماسكة أكثر، وأن حزب الكتائب هو “رأس حربة” الثورة، وحديث الحزب عن الثورة بدأ قبل اندلاع الثورة بأعوام، وكانت توقعاته عن تدهور الأوضاع في لبنان في محلها، وصدقت هذه التوقعات، فحزب الكتائب ليس حزب تقليدي، بل هو حزب الناس، ويتمد من شمال لبنان حتى جنوبه، ويم في صفوف مختلف أطياف المجتمع اللبناني.

فالكتائب هي “نبض الناس” وقيادة الحزب سلطت الضوء على اوجاع المواطنين في كل مناسبة، و تعالي الحزب عن صغائر الأمور لكي يقف مع الشعب، فوزراء الحزب الثلاثة استقالوا، كما وطعن الحزب عبر نوابه بأكثر من مشروع قانون لفرض ضرائب جديدة على الشعب، كما وشاركت القيادات الحزبية بالثورة وكانت حاضرة في كل المادين ، على رأسها الشيخ سامي الجميل الذي شارك في الثورة، وانخرط في صفوف الثوار عندما شعر أن هناك خطر على الثورة.

في حال رفع الدعم لبنان ذاهب إلى المجهول

قال رئيس المجلس العمالي العام في حزب الكتائب اللبنانية الدكتور زياد كعدي، أن حزب الكتائب ليس الدولة، وتقديمه للمساعدات الغذائية أو العينية ليس حلاً للأزمة، والمطالبة هي بتغيير شامل للوضع الراهن، فالمساعدات مهما بللغت لا تعالج المشاكل من جذورها، بل هي آنية وإسعافية، وفي حال رفع الدعم فإن البلد ذاهب إلى المجهول.

وأن هم المواطن الأساسي، هو البحث عن لقمة عيشه، وتأمين دواءه، الذي فقد من الصيدليات، مطالباً الدولة أن تقوم بواجبها بمداهمة مستودعات محتكري الأدوية.

الاتحاد العمالي العام “مغيب ومسيس”

أشار الدكتور زياد إلى أن العمل النقابي ممكن أن يوم بدور تغييري كبير، فالنقابات في العالم تسقط حكومات، وفي لبنان القسم الأكبر من المواطنين هم عمال، مطالباً الاتحاد العمالي العام أن لا يتدخل في العمل السياسي، بل أن يكون حاضراً إلى جانب العمال سامعاً لهمومهم، معالجاً لمشكلاتهم، مدافعاً عن حقوقهم المسلوبة.

مضيفاً ان حزب الكتائب طالب بهذا الأمر عبر تواصله مع رؤساء نقابات والاتحاد العمالي العام، معبراً عن أسفه أن الاتحاد مغيب، وليس من اليوم بل منذ أكثر من عام.

منوهاً إلى أن الاوضاع الحالية في لبنان تفرض على الاتحاد التحرك الجدي في العديد من الملفات وخاصة الدواء والمحروقات وارتفاع الأسعار والبطالة والضمان الاجتماعي.

بعض المشافي لا تتقيد بسعر الصرف

لفت الدكتور زياد كعدي إلى أن هناك بعض المشافي الجامعية لا تتقيد بسعر الصرف (1515 ل.ل لكل 1 دولار أميركي) بل تقوم بالتسعير على 2700 ل.ل، وأحياناً على سعر 4000 ل.ل، في حين الضمان الاجتماعي والصحي ملتزم بنشرة اسعار المصرف المركزي.

ونوه إلى أن المدير العام للضمان الاجتماعي يعمل جدياً على استصدار قانون لصرف التعويضات على سعر 3900 ل.ل لكل 1 دولار أميركي، بدلاً من 1515 ل.ل

وذكر كعدي أن الدولة ليس لديها خطة جدية لمكافحة جائحة كورونا، وتفشي الفايروس مستمر ومتزايد، كما وأنه لا يوجد تقيد بالتعليمات والحظر.

كعدي: على الدولة ضبط الحدود

قال الدكتور زياد كعدي أن تهريب المحروقات، هي مصيبة حقيقية، وأن نصف محطات الوقود في المتن الشمالي كان بالأمس مقفلة بسبب عدم توافر المادة، وعلى الدولة معالجة ملف التهريب والضرب بيد من حديد، وعلى القوى الأمنية ضبط الحدود والممرات البرية.

يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب

  • أجرت المقابلة رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين
  • تصوير: منال فرحو

 

يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع

You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site

Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site

 

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى