وفاة أسطورة الغناء الإيراني محمد رضا شجريان.. فمن هو؟

توفي اسطورة الغناء التقليدي الايراني محمد رضا شجريان يوم الخميس عن عمر ناهز الثمانين عاما.
وقالت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان جنازة شجريان شيعت صباح الجمعة في مقبرة بهشت زهراء في طهران، ونقل جثمانه بالطائرة إلى مدينة مشهد ليدفن قريبا من قبر الفردوسي الشاعر الملحمي ومؤلف ملحمة الشاهنامة، التي تعد مرجعا أساسيا للغة الفارسية الحديثة، بناء على وصيته.
وولد شجريان في مدينة مشهد شرقي إيران في عام 1940، وتعلم تجويد القرآن على يد والده، وبدأ تلاوة القران وغناء الموشحات الدينية بعمر خمس سنوات، وكان يغني منفردا من دون فرقة موسيقية.
وفي عام 1968 انتقل إلى طهران وقد دخل في البداية إلى معهد المعلمين وعمل في مجال التدريس، قبل أن يتفرغ للموسيقى.
وواصل شجريان في طهران تعليمه الموسيقي على أيدي كبار الفنانيين التقليديين في الغناء والموسيقى الإيرانية، الذين شكل مع عدد منهم “مركز حفظ ونشر الموسيقى” الذي حفظ الكثير من تراث الموسيقى التقليدية والفلكلورية في إيران.
واشتهر شجريان بغناء قصائد كبار الشعراء والصوفيين العرفانيين من أمثال حافظ وسعدي شيرازي، وعرف بألحانه المميزة لها.
وقد بدأت الإذاعة والتلفزيون الإيرانيين ببث أغانية فضلا عن أدائه للأدعية والموشحات الدينية في شهر رمضان.
وعلى الرغم من أن شجريان قد كرس حياته لإحياء وأداء الغناء والموسيقى التقليدية في إيران، إلا أنها لم تخل من مواقف وصدامات سياسية؛ ففي عهد الشاه الراحل محمد رضا بهلوي، قرر إلغاء حفل موسيقي كان مقررا في موسكو احتجاجا على عمليات قمع المتظاهرين في بلاده إبان خروج الاحتجاجات الحاشدة ضد حكم الشاه.
وبعد قيام الثورة الإيرانية واصل شجريان مسيرته الغنائية والموسيقية وإقامة الحفلات داخل إيران وخارجها، وكان يتعرض بين الحين والأخر إلى مضايقات.
واصطدم مع الاجهزة الرسمية بسبب استخدام أغانية في أغراض دعائية للنظام، فقد احتج على قيام التلفزيون الرسمي بإعادة تقطيع إحدى أغانيه واستخدامها لأغراض دعائية في أعقاب الحرب العراقية الإيرانية.
وبلغ هذا الصدام ذروته عندما وقف إلى جانب حركة الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في عام 2009 ضد نتائج الانتخابات بعد إعلان فشل مرشح المعارضة مير حسين موسوي وفوز الرئيس محمد أحمدي نجاد فيها.
واعلن شجريان تأييده لما عرف بـ “الحركة الخضراء”، وقدم أغنية “لغة النار” مساهمة منه في الاحتجاجات والحراك الشعبي المعارض.
كما رفع رسالة احتجاج ضد استخدام التلفزيون الحكومي لأغانية في أغراض دعائية للنظام.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى