اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المواجهة العسكرية بين الجيش السوري والفصائل المعارضة في البلاد انتهت، مشيرا إلى أن هناك نقطتين ساخنتين فقط في سوريا وهما إدلب وشرق الفرات.
وقال لافروف، في مقابلة مع قناة “العربية” نشر نصها على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين: “عدت مؤخرا من دمشق التي زرتها مع نائب رئيس الحكومة الروسية، يوري بوريسوف، الذي أجرى محادثات حول آفاق التعاون الاقتصادي، بينما بحثت أنا مع الزملاء الأوضاع السياسية”.
وأضاف: “لا أعتقد أن هؤلاء الذي تحدثوا مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومسؤولين آخرين في الدولة، يمكنهم القول إن حكومة الجمهورية العربية السورية تعول فقط على حل عسكري للنزاع. هذا ليس حقيقة، المواجهة العسكرية بين حكومة البلاد والمعارضة انتهت”.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن سوريا بقيت فيها نقطتان ساخنتان فقط، وهما منطقة إدلب وأراضي شرق الفرات.
وأوضح: “تخضع أراضي إدلب لسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام (الواجهة الجديدة لجبهة النصرة)، لكن هذا المنطقة يجري تضييقها. يواصل زملاؤنا الأتراك، بناء على المذكرة الروسية التركية، محاربة الإرهابيين وفصل المعارضة المعتدلة عنهم. ونحن نؤيدهم في هذا الشأن، ولا تجري هناك أعمال قتالية بين الحكومة السورية والمعارضة”.
وتابع: “النقطة الساخنة الثانية هي منطقة الجانب الشرقي لنهر الفرات حيث توحد هناك العسكريون الأمريكيون الناشطون في المنطقة بصور غير قانونية مع القوات الانفصالية، ويلعبون مع الأكراد بطريقة غير مسؤولة”.
وشدد لافروف على أن العسكريين الأمريكيين “استقدموا إلى المنطقة شركات نفطية أمريكية وبدأوا بضخ النفط لأغراضهم الخاصة بهم دون احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وهو ما ينص عليه القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وفي سياق متصل، قال لافروف، ردا على سؤال حول مخاوف من هجوم مشترك للقوات السورية والروسية على إدلب: “هناك مذكرة روسية تركية لا تزال حيز التنفيذ بشكل كامل، وتم وقف الدوريات في طريق M-4 نظرا لدوافع أمنية، لأن تنظيم هيئة تحرير الشام يقوم هناك دوما باستفزازات مسلحة ويهاجم مواقع القوات الحكومية السورية، كما تحاول مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم”.
وأردف: “زملاؤنا الأتراك أكدوا التزامهم بمحاربة الإرهاب وفصل المعارضين الحقيقيين المستعدين للمفاوضات مع الحكومة عن الإرهابيين. لا ضرورة لشن الجيش السوري وحلفائه أي هجوم على إدلب. من الضروري فقط استهداف مواقع الإرهابيين والقضاء على بؤرتهم الوحيدة المتبقية في الأراضي السورية”.
وأوضح لافروف أن المسؤولية الأساسية عن هذا الأمر تقع، بموجب المذكرة، على عاتق الطرف التركي، مشيرا إلى أن: “محاربة الإرهاب تمثل المهمة رقم واحد”.
وأردف وزير الخارجية الروسي: “أود التأكيد على أنه سيتم مواصلة الدوريات المشتركة في طريق M-4 قريبا فور هدوء الأوضاع”.
كما أكد لافروف أن روسيا أو الحكومة السورية لا تنفذان حاليا أي عمليات عسكرية في إدلب، مبينا: “نستخدم القوة فقط عند الحماية من هجمات هيئة تحرير الشام”.