
رجل الأعمال اللبناني منيف عبدالله الملقب بـ “غول العقارات”، ابن البقاع الرجل العصامي وصاحب النخوة الذي دخل مجال الاستثمار والتطوير العقاري في عمر مبكر، حتى تملك قصراً منيفاً لم يشهد البقاع مثله وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، استضاف به أبرز رجل الدولة والسياسيين والفنانين.
الحقيقة نيوز التقت بـ “غول العقارات”في داره في سرعين، وأجرينا معه حواراً شيقاً تنوعت محاوره في كل ما يخص الشأن اللبناني من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد للأزمة السياسية وتشكيل الحكومة، والبطالة وقلة فرص العمل بسبب الأوضاع والنكبات المتتابعة التي تحل في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً.
وبسؤالنا على رأيه بمبادرات المجتمع الدولي اتجاه لبنان، قال عبدالله للحقيقة نيوز أن جميع الدول الإقليمية والدولية تساعد بالكلام فقط ولكن لا يوجد شيء على أرض الواقع، وفرنسا تعمل وفقاً لمصلحتها فقط، كما وأن هناك ضغط دولي كبير على المقاومة، ولا يتوقع أن تحل الأزمات في لبنان قبل عامين.
وأضاف أن المواطن اللبناني لا يملك سوى الصبر، فقد مر على لبنان العديد من الحروب والمجاعات ولكن في نهاية الأمر خرجت البلاد من هذه الأزمات.
وأوضح عبدالله أن العمل في مجال التطوير والاستثمار العقاري خسر حوالي 40 % عن السنوات السابقة، والعمل في هذا المجال يعتاش منه العديد من العائلات كونه يوفر فرص عمل للكثير من المحل والأيدي العاملة، فالإعمار يحتاج للبلاط والدهان والحداد والنجار والكهربائي وما إلى ذلك من المهن المتنوعة.
وعن منطقة البقاع أوضح أن نسبة تراجع الاستثمار في هذا المجال وصلت لحوالي 80 %، رغم التحسن الذي حصل في الستة أشهر السابقة بسبب فقدان ثقة المواطنين بالمصاريف مما أدى على سحبهم للأموال المودعة وشراء الأراضي والعقارات، فالبنوك سرقت أموال المودعين فهذا كان الحل لعدم تجميد الأموال، مما نشط حركة شراء العقارات بنسبة جيدة جداً في بيروت، ومتوسطة في باقي المناطق.
كما وأن المشاريع التجارية والعقارية تنشط دائماً في المدن الكبرى، بالرغم من أن الاستثمار الصناعي في الأرياف إلا أن مصبه في المدن، والزراعة حالياً مشروع خاسر.
وعن أعماله الخاصة، فقد بين السيد منيف عبدالله أن مشاريعه واستثماراته في مجال العقارات متوقفة منذ حوالي 3 سنوات بنسبة 80% ، بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.
مضيفاً أنه في بادئ الأمر عمل على مبدأ الدفع بـ “الشيكات” ولكن الظرف الراهن حتي هذه الشيكات لا يستطيع أحد صرفها من المصارف.
وقال أنه يفكر جدياً بموضوع الهجرة إلى بلد تحترم الإنسان لذاته، فلا يوجد شيء مشجع للعمل، وليس فقط للعمل بل للتنزه والسياحة أيضاً لا يوجد ما يفرح قلب اللبناني، فالوضع العام سيء، والأمور أصبحت تدار بحسب المحسوبيات والانتماءات، فكل مواطن يعامل على حسب انتمائه الحزبي، وليس كونه مواطن لبناني متساوي بالحقوق والواجبات مع الجميع.
كما وأن أصحاب النفوذ آن لا يستطيعون أن يقدموا الخدمات لجميع من ينطوي في صفهم، بل يحصرون الأمر في الدائرة الضيقة المحيطة بهم فقط.
ونوه إلى أن الأموال التي جناها من تعب وجهد مضني خلال سنوات طويلة من العمل، هي الآن مجمدة في المصاريف.
متوقعاً أنه في حال حصل انفراج للأزمة الاقتصادية في لبنان لن يستطيع المودعين أن يحصلوا سوى على 40% من أموالهم المودعة فقط.
وأكد السيد منيف عبدالله، أنه لا يتأمل خيراً من الحكومة التي يتم تشكيلها حالياً كون الطبقة السياسية التي شكلت الحكومات السابقة هي من تعمل الآن على تشكيل الحكومة المستقبلية، وأن إجراء انتخابات نيابية مبكرة لن يعود بفائدة فعلية على البلد.
وذكر أنه ترشح على الانتخابات النيابية مرتين في السابق في بعلبك الهرمل، إلا أنه وفي ظل وجود تيارات سياسية قوية فلا يوجد فرصة للمستقلين بالنجاح في الانتخابات.
موضحاً أنه مر على بعلبك الكثير من النواب، وفي معظم الأحيان لم يكن لهؤلاء قاعدة شعبية أو تمثيل حقيقي لدى المواطنين، حتى أنهم لم يقدموا خدمات لأحد من سكان المنطقة، بل كانوا يتواجدون فقط في مجالس العزاء والأفراح.
وابدى أمله بأن ينهض الشعب اللبناني ويقوم بتظاهرات حقيقية، ولا يؤمن بأنه هناك ثورة في لبنان حالياً، فلوم كان هناك ثورة فعلية لكان الشعب كل توحد، لكن للأسف هناك من يعمل وفق أجندات وحسابات سياسي معينة.
وأكد أنه من باب أولى أن يقوم الثوار بثورتهم قبل أن تنهب الأموال من المصارف، ولكن الاحتجاجات ممكن الآن أن تنفع في إيصال صوت اللبنانيين للعالم لا أكثر ولا اقل، لجلب المساعدات، وأبدى خشيته من أن يتم سرقة هذه المساعدات قبل ان تصل لمستحقيها.
وقال أيضاً حتى الجمعيات الخيرية لا يوجد لها أثر فعلي كما هو مفترض، فالعديد من العائلات التي هي في ضائقة مادية في مختلف المناطق اللبنانية، لم تتلقى أي مساعدة من هذه الجمعيات.
أجرت المقابلة: رئيس تحرير الحقيقة نيوز لوريت ساسين