في الأول من أيلول عام 1985 تم العثور على حطام سفينة التيتانك الغارقة على قاع المحيط الأطلسي وذلك بعد 73 سنة من غرقها.
والتيتانك هي من أكبر السفن وأضخمها في العالم حين شيّدت، وهي عبارة عن مدينة متكاملة تسير فوق مياه المحيطات، وكانت تتسع لأكثر من 3500 شخص كما تمّ توفير كل مصادر الرفاهية والراحة لركابها الأغنياء.
وقع حادث غرق سفينة التيتانك في مساء يوم الأربعاء الموافق 14 من نيسان لعام 1912 حتى صباح يوم الخميس التالي له، والتي كانت متّجهه من مدينة ساوثهامبيتون في إنجلترا إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية عبر مياه المحيط الأطلسي حاملةً ما يقارب 2224 راكب.
وفي الساعة 23:40 -حسب التقارير التي وجدت في السفينة- من مساء يوم الأربعاء اصطدمت السفينة بجبل جليدي، ممّا تسبب بغرقها بعد ساعتين وأربعين دقيقة من اصطدامها، وكان ذلك من أفظع الحوادث البحرية التي حدثت آنذاك حيث توفي ما يزيد عن 1500 من ركاب السفينة غرقاً في مياه المحيط أو تجمداً بسبب البرد المياه الشديدة البرودة.
وتم البدء ببناء التيتانك في 31 اذار 1909 بتمويل من الأمريكي جون بيربونت مورجان وشركته الخاصة أطلق هيكل السفينة في 31 ايار 1911 وتم الانتهاء من التجهيزات في 31 مارس من السنة التالية الطول الكلي للتيتانيك بلغ 269.1 متر (882 قدم و9 إنشات) واتساعها 28 متر (32 قدم) وارتفاعها من سطح الماء إلى سطح السفينة 18 متر (59 قدم).
وكانت تحتوي السفينة على محركين بخاريين ذوي أربعة اسطوانات ثلاثي التوسع بالإضافة إلى توربين بخاري منخفض الضغط والذي بجانب المحركين البخاريين يعملون على تحريك المراوح والتي بدورها تدفع السفينة إلى الإبحار. هنالك 29 مرجل يتم تشغيلها باستخدام 159 فرن لحرق الفحم والقادرة على دفع السفينة بسرعة قصوى تبلغ 23 عقدة (43 كم/ساعة؛ 26 ميل/ساعة). ثلاثة من الأربعة مداخن البالغ طول كل منها 19 متر (62 قدم) فقط هي التي تعمل، أما الرابعة والمستخدمة في التهوية فقد وضعت بالأصل لجعل شكل السفينة مثيراً للإعجاب. الحمولة القصوى للسفينة تبلغ 3,547 شخص بما فيهم الطاقم.
توفيت آخر ناجية متبقية وهي ميلفينا دين في عام 2009، عن عمر 97عام، وكانت تبلغ من شهرين فقط عندما غرقت السفينة، وتم وضعها في كيس لإنزالها في قارب نجاة.
يشار الى انه قبل غرق السفينة بـ14 عاما، نشرت رواية “عبث” للمؤلف الأمريكي مورجان روبرتسون ، عام 1898 ، تدور حول غرق سفينة خيالية تسمى تيتان، وهي بنفس حجم السفينة تيتانك تقريبًا، وكلاهما غرقا في شهر نيسان بسبب الاصطدام بجبل جليدي، وكانا أيضًا يحملان كمية أقل من المسموح بها قانينا لعدد قوارب النجاة.
فريق تحرير الحقيقة