أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “مجاعة 1914 ولّدت لبنان الكبير، والاحداث التي نعيشها اليوم وصلت الى ذروتها مع انفجار المرفأ، وأنا أؤمن أنه سيولد لبنان الجديد”.
واعتبر البطريرك الراعي في مقابلة خاصة مع الـmtv أننا “أمام ولادة جديدة علينا جميعا أن نلتزم بها، وعلينا أن نناضل من أجل الوصول الى نظام الحياد الناشط، ويجب تحرير الدولة من الفساد وتصويب سياستها الخارجية والحوكمة، وأن نقوم بتطبيق الدستور لأنه الطريق الى بناء الدولة، الأمر الذي لا يحصل، وكذلك لم يتم الالتزام باتفاق الطائف لا نصاً ولا روحاً”، مشدّدا على أنّ “لا خلاص للدولة الا بالعودة الى كينونتها الأساسية أي الحياد”.
وأشار البطريرك الراعي الى أنّ “الدولة أصبحت دويلات، وحتى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إعترف بهذا الأمر، والشعب لا ثقة له بها وكذلك الدول، وأصبحت الدولة معزولة شرقاً وغرباً”.
وعن تحقيقات إنفجار مرفأ بيروت، قال “من أجل ضخامة الكارثة الكبيرة التي حصلت في انفجار المرفأ، يجب أن يحصل تحقيق دولي يساعد القضاء المحلي”.
ومن ملف إنفجار المرفأ الى الملف الحكومي، رأى البطريرك الراعي أنّ “البلد لا يحتمل، وننتظر أي حكومة ستُشكل، واذا كانت على نهج الحكومات السابقة أي محاصصة بين الكتل النيابية فهذا لا يبشّر بالخير، وحكومة الوحدة الوطنية “ضحكة” لأنها تجمع فئات لا تثق ببعضها، ونأمل من رئيس الحكومة الجديد تشكيل حكومة طوارئ مصغّرة تضم شخصيات لا تنتمي الى أحد، وغير مقدّمة من قبل أحد”، وأضاف: “على الحكومة الجديدة العمل بسرعة، وأن تكون لديها صلاحيات تشريعية لاتخاذ قرارات سريعة والا سنبقى في مكاننا، ونأمل من الرئيس المكلّف ان يقوم بذلك وإلا سيكون وضعنا أسوأ ممّا كنّا عليه”.
وفي سياق آخر، أكد البطريرك الراعي “أنا داعم للثورة لأنني أرى فيها بارقة أمل، ويجب أن نعمل معها لتكون ثورة حضارية لا فوضى ونحن نجري لقاءات مع مجموعات الثورة، ويهمنا أن لا تفلت الثورة وتصبح غوغائية، وهذا ما نعمل عليه، وقد تسلّل الى صفوفها من قام بالتكسير والتحطيم، ويجب ان نحميها لتكون على المستوى الذي نأمله”.
واعتبر البطريرك الماروني أنّ “شعبنا يحترم ويحبّ السلطة، ولكن السلطة لا تحترم ولا تحبّ الشعب”، وعن احتمال دعوته يوماً ما لاستقالة رئيس الجمهورية، قال: “من المؤكد لا”.
وشدّد على أنّ “الحكومة هي المسؤولة، ومجلس النواب وليس رئيس الجمهورية، وأطالب بانتخابات نيابية في أسرع وقت ممكن”، موضحا أنّ “لا توتّر بيني وبين رئيس الجمهورية، وأزوره كلما كانت هناك نقاط استفهام ونتصارح في المواضيع”.
وسأل البطريرك الراعي “ما هو العقد السياسي الجديد؟ فالمطلوب هو نظام الحياد الناشط، وواقعنا يحتاج لميثاق استقرار واذا كان المقصود المثالثة ويُعمل عليها تحت الطاولة، فسنرفضها فوق الطاولة وسنقوم بحرب معنوية ضدها لأن هذا موت للبنان”، مشدّدا على أنّ “لبنان دولة مدنية فنحن نفصل الدين عن الدولة ولكن حوّلوها الى دولة الطوائف”.
وأردف الراعي “نحن مع القانون المدني الالزامي واستكمال روحانية الميثاق الوطني باللامركزية الادارية وبمجلس الشيوخ الذي هو ضمانة للجميع وعدم خلق “بعبع” فهناك دستور”، وتابع “يجب التمييز بين المقاومة وبين مشكلة السلاح وعلى الدولة حلّ هذه المشكلة، ولكن لماذا ترك هذا الموضوع لخلق مشاكل داخلية حتى وصلت التهمة لي بالعمالة؟ فلنجلس الى طاولة واحدة ولنخلق النسيج اللبناني فنحن لدينا طائفة واحدة هي لبنان”.
وأوضح “كنت أنتظر جواباً من “حزب الله” وتوضيحاً بدلاً من اتهامي بالعمالة، فبالتخوين لا جواب، وكنت أتمنى أن يحصل لقاء مع “حزب الله” للحديث حول مختلف القضايا، وهذا ما بلّغته للسفير الايراني عندما قام بزيارتي”، كاشفا أنّ “العلاقة مقطوعة مع “حزب الله” منذ يوم زيارتي الى القدس لاستقبال البابا”.
وختم البطريرك الراعي مقابلته مع الـmtv بالكشف عمّا سيقوله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائهما: “سأعبّر له عن شكرنا وتقديرنا للزيارتين الأخيرتين له، وسنتحدث بالهموم المشتركة وبأننا لا نستطيع الاستمرار بالوضع كما هو، وسأثير معه موضوع الحياد وما نسمعه أخيراً عن المثالثة”.
1٬317