
“طوبى للرحماء لأنهم يُرحَمون”
قامت سفيرة منظمة حقوق الإنسان في بلجيكا اللبنانية غيا فرج، يوم الجمعة، بجولة على المناطق المتضررة من جراء الانفجار في مرفأ بيروت.
لتقوم بزيارة إنسانية لبعض العائلات التي بحاجة إلى مساعدة إنسانية في ظل الأزمة الاقتصادية التي أضحت شبه مستمرة في لبنان، بالإضافة إلى أزمة جائحة كورونا، ليأتي الانفجار الذي حصل في مطلع شهر آب الجاري، ويثخن الجراح التي سببها الوضع العام في البلاد، من حالة عدم استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي وطبي.
فبادرت بإنسانيتها المعهودة، عملاً بمقولة “إذا أحسست بالألم فأنت حي .. أما إذا أحسست بآلام الأخرين فأنت إنسان”، لتمد يد العون ولو بجزء يسير يسد الرمق الذي تعانيه العديد من العائلات.
ففضلت أن تكون هذه المساعدات نقدية، بدلاً من أن تكون عينية، حتى يترك الخيار لتلك العائلات بأن تدير أمورها وتحدد أولوياتها بالطريقة التي تراها مناسبة.
فلم تعد اليوم المسألة في لبنان هي مسألة غلاء المواد الغذائية، بل طالت الأزمة جميع جوانب الحياة من الملبس إلى الدواء والطبابة إلى أقساط المدارس والقروض وهلم جرا من التزامات حملت اللبناني أعباء لا يقوى على حملها.
ولكن وكما هي العادة في المجتمعات العربية فإن “مزمار الحي لا يطرب” فترامت بعض التعليقات هنا وهناك التي طالت السفيرة غيا فرج، بسبب جولتها الإنسانية، لنفاجئ بأن نفس الجهات التي انتقضت هذه الجولة كانت قد “هللت وطبلت” لزيارات مسؤولين أجانب قدموا مساعدات للبنان.
وأوضحت السفيرة غيا فرج، أن هذه الزيارة الإنسانية، أملاها عليها ضميرها الإنساني، وأيضاً واجبها كسفيرة لحقوق الإنسان في بلجيكا، وأن ما تقوم به هو واجب كل من هو مقتدر، ويستطيع أن يشارك أخوته في الوطن والإنسانية جزء من همومهم وأحزانهم، دون النظر إلى هويته وانتمائه وتحزبه.
وأكملت جولتها صباح يوم السبت في منطقة البقاع، لتزور عدد من العائلات التي آلمتها ظروف الحياة القاسية، لتشاركهم ولو بلفتةٍ صغيرة تفرح قلب طفل فقد أبواه، أو رجل خسر عمله ووقف متحيراً أمام عائلته في وجه الظروف الصعبة، أو سيدة مسنة تآكلا جسمها النحيل من مرض خبيث دون أن تلقى الرعاية الصحية اللازمة.
كما وفتحت الباب لأي شخص يمر بضائقة أن يرسل شكواه إلى بريد مجلة الحقيقة نيوز، لعلها تستطيع أن تمسك بيده وتشد على عضضه بما قدر الله لها وأتاح.
- تصوير: منال فرحو