رسالة من عبدالله غيه لأهالي بلدة تكريت

“الحمدلله الذي بفضله تتِمُّ الصالحات ”
مضت سنتان من العمر ، أضافتا على عزيمتي في حياتي قوة وإصراراً… فخلالهما مُنحت الشرف في خدمة بلدتي الحبيبة و أبنائها الطيبين .
إنّها التجربة التي أعتزّ بها ..أكسبتني باقة من المعارف والمهارات والسلوكيات الوافرة عبر تعاملي اليومي مع أهلي وإخوتي في تكريت، وما قدّموه لي من دعم وتفانٍ لإنجاز وانجاح المشاريع التي نُفّذت بمعيتهم أولاً ، كما التنسيق والمتابعة مع الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية التي عملت وما زالت تعمل في بلدتنا ثانياً، إضافة إلى العمل الإداري الروتيني ضمن البلدية ومع الجهات الرسمية المختصة والمعنية ثالثاً. إنها صفحات مضيئة في تجربتي …
لم أقم يوماً خلال اضطلاعي بمسؤولية المجلس البلدي بأي عمل استنسابي يضرّ بمصلحة البلدة…فلم أميّز بين أبناء عائلتي و غيرهم من سائر العائلات، فالجميع كانوا متساوين في اكتساب حقوقهم البلدية، طبعاً ضمن الامكانيات المتوفرة ..
سعيت بكل جهدي لإنصاف الجميع على اختلاف جنسهم و كنيتهم وأعمارهم، قاصداً ما ورد في قوله تعالى في الآية الكريمة:
* إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ * صدق الله العظيم .
اليوم و بعد تجاوز كل المحن و العقبات التي اعترضت عملية انتقال المسؤولية في المجلس البلدي، فإنني أسلّم هذه الأمانة للصديق السيد كمال طالب للاستمرار في هذه المسيرة التنموية وما يقتضيه ذلك من حكمة ودراية ومثابرة ..وليس لدي أدنى شك في قدرته على تحمّل هذه المسؤولية وايفائها حقّها .
أتوجه إليكم ..أبناء بلدتي بمختلف فئاتكم بأسمى كلمات التقدير لما منحتموني إيّاه من صدق في التوجيه والمواكبة وصولاً إلى ما نحن عليه الآن ..
وأتوجه بخالص تقديري لكل الأيادي البيضاء التي ساهمت في إزالة العثرات التي حالت دون الإسراع في عملية انتقال المسؤولية ، كل منكم وضع مدماكاً منيعاً لتعبيد الطريق الذي عبرنا فيه وصولاً للحل المنشود .
أحبتي ..أطلب منكم السماح إن كان قد صدر مني بعض من المغالطات .. فهي عن غير قصد بكل تأكيد .. وتعلمون كم تعرّضت للكثير من حملات التشهير والإساءة الشخصية ، ولكنّني لم ولن أقف عندها لأنني مقتنع بأنّها ليست سوى غثاء سيل عابر لن ينال من أخلاقياتي وقيّمي التي تربيت عليها.
أرجو منكم أحبّتي أن تغتنموا فرصة الدعاء في هذا اليوم الفضيل للّبنانيين عامة ولأبناء بلدتكم خاصة بالفرج القريب و بدوام الصحة و التسامح و المحبة بينكم.
أخيراً ..أودّ أن أقول لكم “بأنّ القلب دائماً يكون الأصدق ..فلكم مني كلمات ثناء وشكر وتقدير، نسجها قلبي لكم “.
دمتم ذخراً لتكريت التي تستحق هممكم .
عبدالله غيّه

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى