بقلم: لوريت ساسين
إنه عصر الانفتاح الفضائي، وطغيان التكنولوجيا التي اجتاحت الكيان الإنساني، فأحالته على التقاعد وجهزت له المعلومة، على طريقة ال”face book ” لتكون جاهزة وسهلة المنال بين يديه.
نصل في هذا العصر إلى عهد القيامة المعلوماتية، وسبل “السوشيل ميديا” وشبكات التواصل الاجتماعي، نجتاز زمناً مليئاً بالانتصارات الفكرية والاجتهادات والبحث الدؤوب، إنه عصر التحليل والدراسة والمثابرة، حيث كان الباحث في أي مجال من هذه المجالات، يسهر ويتعب ويكد لأجل الخروج بأبحاثه.
هذه الدرب خلقت في ذاك الزمن كوكبة من المبدعين الثوار، الذين تفوقوا على ذواتهم وخلقوا خطوطاً وقنوات باتت مناهج تدرس في أيامنا هذه.
نصل أيضاً إلى كيان إنساني مستقل، وشراكة حقيقية مابين الرجل والمرأة، حيث كسرت حواء حاجز الخوف واخترقت خيوط الشرنقة، وأثبتت كفاءتها على أرض الواقع بإنتاجات تلازم إنتاجات الرجل، فكانت الأسرة هي الهدف السامي، والأمومة رسالة وواجب والتزام، والزواج طاعة واحترام.
نتواصل..
هبت عاصفة التغيير، بدءاً من الألفية الثالثة وتشعبت الدروب المؤدية إلى الكيان الفكري والإنساني، وكانت قاعدة ازدهار شبكات التواصل الاجتماعي، فغابت القراءة عن السمع وباتت المعلومة جاهزة بكبسة زر، والمعمورة بكل قاراتها مجرد قرية صغيرة.
توقف عقل الإنسان عن الابتكار، وبات الروبوت سيد الموقف، والخادمة بديلة عن ربة المنزل، وطفل الأنبوب حصيلة الزواج الشرعي، ومن يدري.. ربما الرجال حوامل في المستقبل!!
إنه زمن الاستهلاك وآلاته، وعلى الإنسان مجاراة التغيرات والتطور، والمضي نحو أفق جل ما فيه أنه زمن التكنولوجيا.
نحن الإعلاميين، أول المتضررين من تسرب شبكة التواصل والهواتف الذكية، والانفتاح في عالم الانترنت، حيث حلت مكان المطبوعة الورقية، المطبوعة الالكترونية، وأخذت تتمحور وتتشعب وتتموضع لتكون سيدة الموقف، ولكنها نسيت أو تناست بأن الورق هو الأساس لأنه الذاكرة، وأن الإنسان بطبيعته قابل للتغيير والتطور، إنما في المواقف الحاسمة، يعود تدريجيا ًإلى جذور.