كتب الصحفي المتخصص في الشؤون الأمريكية ميخائيل تاراتوتا، في “موسكوفسكي كومسوموليتس”، حول ما يقال عن يد خفية تنظم الاحتجاجات وأعمال الشغب في الولايات المتحدة اليوم.
وجاء في المقال: قبل أي وباء وأعمال تخريب، تعاني أمريكا أزمة سياسية عميقة. فلقد انقسم المجتمع إلى معسكرين مشحونين: الديمقراطيون بأفكارهم الليبرالية والجمهوريون، حماة النزعة المحافظة بقيادة دونالد ترامب، الذي أصبح بمثابة خرقة حمراء بالنسبة لخصومه. وصلت المواجهة بين هذين العالمين إلى حد أن الحوار بينهما لم يعد ممكنا عمليا.
وجاء قتل جورج فلويد بطريقة سادية من قبل شرطي أبيض ليفجر احتجاجات شعبية سرعان ما تحولت إلى عمليات سطو وحرق وعنف.
على الرغم من أن أعمال التخريب، وكذلك الاحتجاجات، تبدو وكأنها عفوية، إنما من شأن نظرة فاحصة أن تقع على عناصر التنظيم الواضحة فيها: يتم إمداد المخربين بشكل منظم بالطوب وزجاجات المياه المجمدة وزجاجات مولوتوف؛ وثمة أطباء وصيدليات متنقلة ترافقهم على أهبة الاستعداد لإنقاذهم؛ وهناك جيش كامل من المحامين في خدمتهم، وهم يجمعون الأموال لدفع الكفالات لإطلاق سراح الموقوفين منهم.
من الصعب القول ما إذا كانت هناك نواة تنظيمية واحدة في الاضطرابات الحالية. يتحدثون عن أن سوروس يغذي الراديكاليين اليساريين. ربما. إنما، من المؤكد أن الديمقراطيين يستغلون أعمال الشغب أملاً في طرد ترامب، أخيرا، من البيت الأبيض، إن لم يكن الآن ففي الانتخابات القادمة.
من الصعب القول كيف ستنعكس الأحداث الحالية على نتائج الانتخابات الرئاسية. الديمقراطيون يفترضون أن تصب أعمال الشغب الماء على طاحونتهم. ذلك أن أعمال الشغب كانت، تاريخيا، تطيح بالقائمين على السلطة. فالناخبون بشكل غريزي ينزعون إلى “اليد الحازمة” التي لم يتمكن الرئيس الحالي من توفيرها. لكن “القانون والنظام”، تماما ما ينادي به ترامب، عشر مرات في اليوم، محاولاً الضغط على رؤساء البلديات والمحافظين الذين يتحايلون لدعم الاحتجاجات. ويأمل الجمهوريون في أن يعرف الناخبون من الذين حال دون إيقاف المخربين عند حدهم. لكن الحقيقة تبقى: الاحتجاجات وأعمال الشغب الحالية، أحد مظاهر أزمة جهازية تشهدها البلاد، وهي جزء من انقسام عميق في المجتمع، لن يكون من السهل تصحيحه.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب