عبدو بجاني: “الكحالة دفعت ثمنًا كبيرًا للجمهورية… وحان الوقت لترد الدولة الجميل”

في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه البلديات اللبنانية، يختار عبدو بجاني خوض تجربة جديدة في رئاسة بلدية الكحالة. لا يملك بجاني “عصا سحرية”، لكنه يمتلك ما يعتبره أساس أي مشروع إنمائي، الحلم، والخبرة، والثقة. في مقابلة خاصة للحقيقة نيوز، يتحدث عن المشاريع المخطط لها، والتحديات المنتظرة، والآليات الواقعية للتمويل والتنفيذ.

 

أكّد رئيس بلدية الكحالة عبدو بجاني أن قراره بالترشح جاء من إحساس بالواجب تجاه بلدته، وقال: “نعم، الوضع المالي صعب، ولكن حين تكون بلدتك في حاجة للمساعدة لا تستطيع المشاهدة فقط. الكحالة بلدتي، نشأت فيها، وسافرت وعدت إليها. الحلول التقليدية لم تعد تنفع، ونحن بحاجة إلى رؤية غير اعتيادية، وإلى مشاريع إنمائية واقعية تُنفَّذ بخبرة وشفافية”.

 

تحويل الكحالة إلى بلدة نموذجية

 

وأشار بجاني أن بلدة الكحالة تفتقر إلى أي بنية اقتصادية حقيقية، “لا يوجد نشاط صناعي، أو تجاري، أو سياحي، أو خدماتي فعلي. الناس يسكنون فيها لكنهم لا يعيشون منها. لهذا، نسعى إلى إعادة رسم هوية البلدة عبر مشروع يجعلها ضيعة تراثية متكاملة”.

 

وكشف عن خطط تشمل تنفيذ أطول درج في لبنان، ومسار طبيعي هو الأكبر للمشي في قلب الطبيعة، إلى جانب ترميم البيوت التراثية وإبراز الطابع التاريخي للبلدة لاستقطاب الزوار. وأضاف: “من أبرز المشاكل التي تعاني منها البلدة هي البنى التحتية والبيئة، وبخاصة طريق الشام الذي يمر عبر الكحالة. هذا الطريق يشهد حوادث متكررة، وغالباً ما تنقلب الشاحنات عند المنعطفات بسبب الحمولة الزائدة وغياب الرقابة. رغم أن الطريق ليس من صلاحيات البلدية، بل وزارة الأشغال، نحن ندفع الثمن، وسنعمل على الضغط للتغيير”.

 

ولفت إلى أن العمل البلدي سيبدأ من التفاصيل اليومية، تنظيف الطرقات، تنظيم السير، ضبط المخالفات، وتجميل الشوارع عبر تزيين الحيطان وارتداء الحجر المحلي، فضلاً عن إنشاء مناطق عامة للقاء والتفاعل بين أبناء البلدة.

 

وفيما يتعلّق بمشكلة التمويل لتنفيذ المشاريع قال:”يمكن تجاوزها من خلال الاعتماد على ثلاثة مصادر رئيسية، أولها أبناء البلدة. لدينا ثقة كبيرة من الأهالي، والانتخابات الأخيرة أكدت ذلك. سننشئ صندوقاً خاصاً بإشراف مجلس رقابي من شخصيات منزهة، وستُعرض كل المشاريع بشفافية أمام الناس. المصدر الثاني هو الدولة اللبنانية “على أمل أن ترد الجميل للكحالة، خصوصًا بعد تقديمها عشرات الشهداء في سبيل الجمهورية، وأن تنظر إليها بعين الإنصاف وتساعد في تمويل مشاريعها”. أما ثالث المصادر فهي المنظمات الدولية والجهات المانحة، مُؤكِّداً أن لديه خبرة وشبكة علاقات مهنية تمكّنه من إعداد ملفات مشاريع وطلب تمويل بشكل منظم ومدروس.

 

دولة داخل الدولة

 

وعن تصوره لإدارة البلدة، قال: “البلد يعيش فوضى مؤسساتية عارمة، وفي ظل غياب الدولة، يجب أن نبني نموذجًا مصغرًا عنها داخل الكحالة. الشرطة البلدية ستكون نموذجية، والرقابة فعلية، وستُعتمد آليات حضارية لمساعدة الناس على البناء والتوسعة ضمن أطر قانونية تحافظ على الطابع الجمالي والعمراني للبلدة. فضلاً عن المحافظة على المساحات الخضراء، وربطها بشبكة طرقات منظمة لتكون متنفساً عاماً لكل الأهالي”.

 

وأضاف “أكبر خسارة عاشتها الكحالة في السنوات الأخيرة هي فقدان الحلم. في الخمسينات والستينات، كانت الضيعة فقيرة، ولكن أهلها بنوا كنيسة ضخمة، وحققوا نهضة عمرانية بروح الحلم والإرادة. اليوم نحن بحاجة إلى إعادة هذا الحلم، لأن بدونه لا يوجد بلد”.

 

وأعرب بجاني عن تفاؤله بالعهد الجديد:” متفائل بفخامة الرئيس جوزاف عون، لأننا بدأنا نلمس مؤشرات إيجابية توحي بإمكان التغيير. لكن المنطقة لا تزال مسكونة بشرّ متنقّل، كأنّه روح شريرة تنتقل من بلد إلى آخر، وخصوصًا في الدول الديمقراطية، التي غالبًا ما تكون أكثر عرضة للاهتزازات”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى