رئيس بلدية حومين الفوقا فادي نعمة: صمدنا رغم الأزمات وحققنا إنجازات نوعية

في ظل الانهيار الاقتصادي الحاد والأزمات المتلاحقة التي شهدها لبنان خلال السنوات الماضية، شكلت البلديات خط الدفاع الأول بوجه تداعيات الانهيار، ومن بينها بلدية حومين الفوقا التي صمدت بإمكانيات متواضعة وعزيمة قوية. في مقابلة خاصة مع رئيس بلدية حومين الفوقا الأستاذ فادي نعمة، تحدث عن أبرز التحديات التي واجهت البلدة، وكيف استطاعت البلدية الاستمرار وتأمين الخدمات الأساسية رغم الصعوبات الجمة.

أكّد نعمة أن “البلدية باشرت عملها في أيار 2016، مشيرًا إلى أن السنوات الثلاث الأولى كانت طبيعية نسبيًا قبل أن تضرب الأزمات الكبرى من انهيار العملة إلى جائحة كورونا. الضغوط انعكست سلبًا على قدرة البلديات، ما دفع بلدية حومين الفوقا إلى التركيز على الأساسيات، مثل جمع النفايات وصيانة شبكات المياه والكهرباء بما تيسر، مستفيدة من دعم محدود من بعض الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة”.

 

المشاريع والخدمات في مختلف القطاعات

وأشار نعمة إلى أن” بلدية حومين الفوقا عضو في اتحاد بلديات إقليم التفاح الذي يضم عشر بلديات ضمن قضاء النبطية. ومن الإنجازات المشتركة كانت تعبيد وتسفيت 90% من الطرقات، بالإضافة إلى بناء حيطان دعم وتوسعة الطرق وتجميلها”.

كما عرض نعمة مجموعة متكاملة من المشاريع التي أنجزتها البلدية رغم الأوضاع الصعبة أبرزها:

– مشاريع المياه والطاقة: تأهيل بئر المياه الرئيسي عبر تركيب مولد كهربائي بقدرة 350 ك.ف.أ، إزالة مكب النفايات الملاصق للبئر، إنشاء ثلاث خزانات مياه رئيسية، وتأسيس محطة تكرير مياه للشرب داخل مبنى البلدية. كما استبدلت البلدية محولات الإنارة، واعتمدت الإنارة العامة بالطاقة الشمسية لتأمين الاستمرارية وخفض الكلفة.

– النهوض بالقطاع التربوي: رفع عدد طلاب المدرسة الرسمية من 40 إلى 540 خلال عامين، التعاقد مع معلمات لغات أجنبية، ترميم المدرسة وتجهيزها بمقاعد حديثة وأجهزة كمبيوتر، بالتعاون مع مجلس الجنوب الذي ساهم ببناء ثلاثة طوابق إضافية.

– تعزيز القطاع الصحي: تجهيز سيارة إسعاف حديثة، إنشاء مستوصف وعيادة أسنان داخل البلدية، وتنظيم حملات تلقيح للأطفال ومتابعة دقيقة للوضع الصحي خلال أزمة كورونا.

– تطوير المرافق العامة والأنشطة الرياضية: إنشاء مسبح أولمبي مجاني للأهالي بتمويل من فاعل خير، تطوير الساحات العامة، تشكيل فريق لكرة الصالات وبلوغه الدرجة الأولى، وتجديد الملعب البلدي مع صيانة العشب الاصطناعي.

– دعم الإدارة والطوارئ: تركيب منظومة طاقة شمسية خاصة بمبنى البلدية، وتأمين سيارة إطفاء حديثة وشاحنة نفايات جديدة لضمان استمرارية الخدمات الأساسية.

 

التعامل مع أزمة النزوح السوري

أوضح نعمة أن “البلدة تستضيف نحو 700 نازح سوري، مما زاد من حجم الطلب على الخدمات الأساسية. تعاملت البلدية مع الواقع من منطلق إنساني، مقدمة التسهيلات الممكنة رغم العبء الكبير الذي فرضه تزايد عدد السكان”.

وحول كيفية إدارة الأزمة خلال حرب الستة وستين يومًا الأخيرة قال نعمة:” غادر معظم السكان البلدة، ولكن البلدية وقفت إلى جانب القلة التي بقيت، كما سعت لمتابعة أوضاع المهجرين ودعمهم في أماكن نزوحهم رغم التحديات”.

قرار عدم الترشح ودعم التجديد

أفصح نعمة عن قراره بعدم الترشح للانتخابات المقبلة، معتبرًا أن الوقت حان لإفساح المجال أمام الشباب وأصحاب الأفكار الجديدة. “خدمت البلدة متطوعًا طوال تسع سنوات، واضعًا مصلحة الضيعة فوق كل اعتبار، والإنجازات المتحققة تبرر الجهد المبذول”. ودعا نعمة أهالي حومين الفوقا إلى دعم من سيتولى المسؤولية لاحقًا، مشددًا على أن العمل البلدي يتطلب صبرًا وجهدًا وتضحية. وختم قائلاً: “الانتقادات كانت حافزًا لنا للعمل أكثر، وخدمة الناس هي شرف ومسؤولية، ونأمل أن نكون قد أدينا الأمانة كما يجب”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى