في حديث صحافي ادلى به في الساعات القليلة الماضية، كرّر رئيس مجلس النواب نبيه برّي “تمسّك لبنان بثوابته” في ما خص وقف إطلاق النار جنوبا، فقال رداً على سؤال عن إمكانية قبول “حزب الله” بمبدأ الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة: هذا المسعى يراعي عدم الفصل بين الملفّين، مشيراً إلى أن هذا “المخرج يرتكز على ما تم التوصل إليه سابقاً مع مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين قبل الحرب في غزة وبعدها”، مُعرِباً عن اعتقاده بأن هذا هو “الحل الوحيد المتاح والقابل للتطبيق”، من دون أن يكشف عن تفاصيل هذه المبادرة، “انطلاقاً من مبدأ قضاء الحاجات بالكتمان”.
لبنان الرسمي اذا، مرة جديدة، ورغم غرق البلاد في حمام دم منذ الاحد الماضي تسبب بسقوط مئات الشهداء والمصابين، لا يزال في مربع الالتصاق بحزب الله، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، وكأنه يريد ان يصل الى مخرج يحفظ ماء الوجه للحزب لا ان يحمي اللبنانيين ويوقف آلة القتل التي تفتك بهم !
من هنا، الدولة تصر على باكيج “وقف النار في غزة ووقف النار في لبنان”. هذا هو الشرط الاساس الذي يكرره الحزب منذ اشهر لوقف جبهة الاسناد والذي بسببه، تعثرت كل وساطات التهدئة جنوبا ووصلت الامور الى ما هي عليه اليوم. وبدلا من ان تسرع الشرعية اللبنانية الى فك هذا الارتباط والعمل مع العواصم الكبرى على ايجاد حل عنوانه وقف الحرب على لبنان، هي لا تزال تتمسك بشرط حزب الله ذاته! وهنا، تسأل المصادر، هل من دولة في العالم، تربط اي تسوية لحرب تغرق فيها، بحل لحرب على ارض جيرانها؟! اي هل من دولة تأخذ على عاتقها حل مشاكل شعبها ومشاكل الشعوب جيرانها في آن، الا الدولة اللبنانية؟!
قد يقول قائل ان هذه هي الصيغة الانسب من اجل انهاء التوترات في الشرق الاوسط مرة لكل المرات، لكن الوسطاء يسعون عبثا منذ عام تقريبا لوقف الحرب في غزة، فعلى اي اساس تقرر الدولة ربط مسار انقاذ اللبنانيين بمسار مفاوضات غزة؟!
المصدر: وكالة الأنباء المركزية