حوار خاص مع الأمين العام لجمعية الصداقة الإيطالية_العربية الاستاذ فرانكو عبد القادر

زياد العسل 

كيف تقرأ المشهد اللبناني؟

بدون اي شك: الشعب اللبناني يعيش اليوم اصعب ظروفه منذ تأسيس دولة لبنان الكبير، رغم الحروب والمعارك التي حدثت على ارضه إلّا أن كل ذلك الذي حدث لم يوصل الشعب اللبناني إلى هذا البؤس والحرمان الذي يعيشه اليوم والذي يشبه معاناة السيد المسيح على درب الجلجلة. بالنسبة للخطة الاقتصادية، لن اكذب وادعي المعرفة بأنّ هناك من خطة اقتصادية ما قد تنجح في ظل وجود نفس الطبقة السياسية الحاكمة التي اوصلت الاوضاع في لبنان إلى هذا الدمار الإقتصادي والمعيشي. أولاً علينا أن نتفق أي لبنان نريد؟ نريد لبنانًا عربياً منفتحاً على الدول العربية أو لبناناً معادياً لكل ما هو توجه عربي ومعادي لدول الخليج و السعودية ؟ جوابي هو أنّ أي خطة اقتصادية ذكية قد تكون شافية ولكن في حال التزمت الدولة بعد التخلص من الطبقة السياسية الحالية، وقامت الدولة بإقفال أبواب الهدر ودكاكين الفساد في الوزارات كافة واوقفت ما يسمى التوظيف السياسي، وعملت على تحصيل الضرائب والجمارك وأشدد على كلمة جمارك، لأنّ نصف البضائع التي تدخل الى لبنان هي معفية تماماً من الضرائب والرسوم وهذا من احد الاسباب التي ادت إلى إفلاس خزينة الدولة مثل السرقات والمشاريع الوهمية الفاسدة.

يضيف عبد القادر:

لست متشائمًا ابداً ولكن لا أتوقع خيراً ولن أبني اية آمال على اي تسوية قد تقوم بإعلانها الطبقة السياسية في لبنان لأن هذه الطبقة هي في الاصل متفقة فيما بينها على كل شيء في البلد مثلما اتفقت على نهب اموال المودعين.
إن أي تسوية مزعومة لن تفي بالغرض، إذ انهم متفقون فيما بينهم على تقاسم خيرات البلد والشعب. المشكلة الحقيقية تكمن في علاقات لبنان مع أشقائه العرب وليس على علاقة السياسيين اللبنانيين فيما بينهم، فهُم متفقون والتسوية السابقة التي أتت بالعماد عون رئيس للجمهورية وسعد الحريري رئيسا للحكومة، رغم غياب الرجلين وابتعادهما عن المشهد السياسي إلّا ان “ملائكتمها” لا زالت حاضرة مع افرقاء السلطة الآخرين والامور لا زالت سارية بينهم على افضل حال رغم ادعاؤهم عكس ذلك.

عن الخطة الاقتصادية والحلول المبدئية التي يمكن أن تنتشل لبنان من أزمتهو رسالة للبنانيين يقول عبد القادر:

لن يتحسن الوضع ويخرج لبنان من هذه الازمة، لن يحصل ذلك إلّا في حال نبذ الشعب الطائفية كليّاً وخرج من القوقعة التي وضعه بداخلها زعماء الطوائف. وعلى الشعب ان يلفظ هؤلاء السياسيين كل السياسيين الذين شاركوا في إيصاله إلى واقعه الأليم الحالي. ورسالتي إلى إخواني اللبنانيين بأن يكونوا رسالة، رسالة سماوية جميلة مثلما عهدتهم الأمم: مثقفين منفتحين، اصحاب كلمة خير ورسالة سلام سماوية ، مثلما وصفهم البابا يوحنا بولس الثاني حين قال أنّ هو لبنان رسالة سماوية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى