منتدى العدالة الاجتماعية لتعزيز القدرة على المواجهة

بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، نظّم الناشط السياسي والاجتماعي رمزي بو خالد وبالتعاون مع جمعيات بيت العناية الالهية وجمعية باربرا نصار وجمعية سيدة الأمل ومبادرة عامل في حصادك وجمعية القلب الدافئ، منتدى بعنوان “العدالة الاجتماعية لتعزيز القدرة على المواجهة” على مسرح رعية السيدة في الحدت.
وقدّمت المنتدى الإعلامية لارا المغاريقي. وكان لا بدّ من مشاركة الفنان التشكيلي برنار رنّو كجزء في هذا المنتدى لمثابرته وايمانه بلبنان وذلك من خلال لوحاته التي ترمز الى الحياة والأمل. كما وتخلّل المنتدى رقصتين تعبيريتين لجماعة بيت العناية الالهية جسّدوا صرختهم من خلالهما.
افتُتح المنتدى بالنشيد الوطني اللبناني وتبعه عرض وثائقي لخّص عمل الجمعيات المشاركة ودورها في ظلّ الأزمات المتتالية التي يشهدها لبنان وبغياب تامّ لدور الدولة ومؤسّساتها.
وأجمعت الجمعيات المشاركة في المنتدى أن تحقيق العدالة الاجتماعية يبدأ بالتضامن والتكاتف بين أبناء المجتمع مؤكّدين أنه وبغض النظر عن العواقب التي تعرقل تحقيق قيم العدالة، لكنها يجب ألا تؤثر على إكمال طريق تحقيقها.
وقال السيد رمزي بو خالد، منظّم المنتدى ” لطالما كانت العدالة الاجتماعية مصدر إلهام المفكرين والفنانين والأدباء، ومرتكز إبداعاتهم ولطالما كانت مرتبطة بالقيم الأخلاقية. في يومنا هذا رسمت هذه القيم بلوحات تجسّد غياب العدالة الاجتماعية ونقيضها من فقر، عدم مساواة وعدم احترام كرامة الإنسان، لاسيما في لبنان في زمن الاحتلال والحرب وصولاً للمقايضة في الحكم. فكان لا بد أمام هذا الإنهيار من أن نتكاتف ونتعاضد انطلاقا” من الحسّ الوطني لخلق مجتمع متماسك وخلق وحدة حقيقية.”
ومن جانبه سأل السيد ايلي نخلة، رئيس جمعية بيت العناية الالهية “أين هي العدالة الاجتماعية إذا كان البعض يموت من التخمة وآخرون من الجوع؟ تعدّدت أنواع الفقر فمنهم من افتقر للقمة العيش ومنهم من افتقر لعلاج أو متابعة مدرسية أو لعمل رحمة وغيرها. نحن مستمرون ليس فقط لتأمين الطبق الساخن إنما لتأمين الدعم على كل المستويات، مع كل المتطوّعين والخيّرين والملتزمين في الجماعة، فالفقير ليس إسم على ورقة ولا رقم متسلسل إنما هو كيان متكامل هو هدفنا وكرامته رسالتنا. مستمرّون حتى “ما حدا يموت من الجوع”.
أما الاختصاصية في العمل الاجتماعي ورئيسة جمعية سيدة الأمل السيدة كوزيت نخلة فأكّدت في كلمتها أنّه “في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد أصبحت مشاكل الشباب أكبر من قدرتهم على التحمّل وهناك من يستغلّ هذا الظرف من تجار ومهرّبين للمخدرات، حتى السياسات المتبعة في علاج المشكلة غير صحية وتفتقر للتخطيط. كلنا مدعوون لمدّ جسور الحوار وتنسيق العمل والاستفادة من الخبرات والشراكات لشق الطريق نحو العدالة الاجتماعية، فنحن “ما بدنا شباب تموت بدنا شباب قوية تتحمل مسؤولية”.
وتناول السيد هاني نصار رئيس ومؤسٍّس جمعية بربارة نصار لمرضى السرطان البالغين أهداف الجمعية، تنظيمها و المشاكل التي تواجه المرضى خلال هذه الأزمة وأسباب اهتمامه بمرضى السرطان البالغين وعددهم بالألاف، كما تناول موضوع انقطاع الأدوية والعلاجات والتهريب كما الأدوية المزورة والفساد المستشري في هذا القطاع مما دفع الجمعية للمواجهة والتحرك من خلال وقفات إحتجاجية وتحركات وحملات إعلامية ونتيجة كل هذا وصلنا لسد كثير من الثغرات والبدء بمكننة هذا القطاع وضبطه وتنطيمه في وزارة الصحة.
وجاء في كلمة الاختصاصية في العمل الاجتماعي ومؤسِّسة مبادرة عامل في حصادك، السيدة ماري نويل شرفان “التعليم هو حقّ لكلّ مواطن وإلزاميته يجب أن تطبّق على أساس العدالة الاجتماعية. الواقع التربوي – التّعليمي المأزوم في لبنان يترنّح وعلى وقع الإضرابات مع انهيار الليرة… لا مجال للإصلاحات السطحية أو المؤقّتة، فالقطاع يحتاج لخطة شاملة لكي يتمكّن المعلّمون من تأدية رسالتهم التعليمية بطريقةٍ كريمة، وألّا يضطرّ الطلّاب إلى الاختيار ما بين تعليمهم من جهة وتأمين معيشة عائلاتهم من جهة.
والأهمّ هو تأمين مساعدات خارجية مثل التبنّي المدرسي الذي تؤمنه مبادرة عامل في حصادك وقروض طويلة الأمد، وضع خطط مفصّلة لكيفية دعم التعليم الرسمي وإعادة هيكلة إداراته ليشكّل البديل الفعلي والفعّال للبنانيين عند مواجهة أيّ ضائقة إقتصادية فردية، أو على مستوى البلاد كما يحصل اليوم.
والقسيس جوزف ميلان وهو من مؤسّسي جمعية القلب الدافئ Warm Heart فقد شبّه المجتمع لأصابع اليد الواحدة، ولا يمكن لأي واحد منهم القيام بعمله منفرداً. كما وتطرّأ الى موضوع الانسانية التي لا تتجزأ وهذا ما دفع ابنه سعيد ميلان، والذي من المفترض أن يكون مشاركاً في المنتدى عوضاً عن أبيه، الا أنّه توجّه، وبمبادرة شخصية الى تركيا، لكي يساعد اللبنانيين ويخلّصهم من تحت الأنقاض.”
وخلُص المنتدى الى مجموعة من التوصيات الرئيسية التي شدّدت على أهمية إدماج مبادئ العدالة الاجتماعية أي الحقوق والإنصاف والمساواة بين المجتمع، والى ضرورة إدراج سياسات الحماية الاجتماعية في إطار السياسات الاجتماعية الشاملة والمتكاملة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى