يعيش الاقتصاد اللبناني مرحلة صعبة جدا، وسط السرقة الممنهجة التي تعرض لها لبنان، من منظومة سياسية عاثت فيها فسادا طوال عقود، إضافة لموقع لبنان الجغرافي الذي يبقيه عرضة للازمات، والحصار الذي يتعرض له الكيان أيضا لأسباب عديدة أخرى، فكل هذه العوامل معطوفة على فخ توقعت فيه المصارف والطبقة السياسية المودعين والمستثمرين، أدى للمشهد السوداوي الضبابي الآني
وسط هذا المشهد يلعب الاغتراب دورا جديا في هذا الإطار، ولعل أبرز ما يمكن أن يقال عن الاغتراب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الكيان هو أنه الرئة التي يتنفس لبنان بها، فمجموع ما يرسله الاغتراب هو رقم كبير لا يستهان به، والذي ييقي عائلات صامدة وسط استفحال هذه الأزمات .
يرى المغترب اللبناني في الكويت نضال المصري ان ثمة صعوبات سيمر بها الاقتصاد اللبناني، لان ليس هناك من رؤى لتفعيل الاقتصاد وتنشيطه، عبر صندوق النقد الدولي او عبر المغتربين اللبنانيين، لان اليوم فقدت الثقة عند من يرد الاستثمار في لبنان،وكثير من المغتربين يعتبرون أن ثمة فخا نصب لهم، تم من خلاله سلب اموالهم في لبنان، والشباب المغترب يمر بمرحلة صعبة بعد الازمات المتتالية، كأزمة كورونا وسواها من أزمات،لذلك أضحى الاستثمار في لبنان مستبعدا، ووضع العمل في الخليج تغير في العقود الاخيرة، ونحن كشباب مغترب نأمل أن لا يستمر الوضع الاقتصادي لفترة طويلة طولية ، فهذا الوطن مر بأزمات كثيرة، ولكن هذه الأزمات لم تنهي لبنان واقتصاده، لذلك فنحن سنحاول قد الإمكان رفد اهلنا وشعبنا ومجتمعنا ضمن الإمكانيات .
يعتبر المصري أن ثمة تشاؤم في الوضع الحالي، بعد السياسات الفاشلة الخاطئة من قبل المصارف، والقطاع الذي يمكن أن ينتعش بعد هذا الانهيار التام، هو القطاع العقاري والاستثمار في هذا الإطار، وهذا ما يمكن أن يبعث بصيص امل وسط سوداوية المشهد، بشرط أن تستثمر بشكل جيد ومكان جيد، والمرحلة التي نمني النفس بها ، واليوم يفكر الشباب المغترب هو تأمين نفسه نظرا لصعوبة الواقع العالمي برمته، ونحن مستعدون لاعادة الاستثمار، شرط أن يكون ثمة استقرار في الوضع الاقتصادي والمالي والأمني، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون أن يجعلوا من هذا الوطن جنة اذا توفرت العوامل المساعدة.
بدورها تعتبر المغتربة سوسانا العريضي في حديث خاص بـ” الحقيقة نيوز” أن الاغتراب كان وما زال الرئة التي يتنفس منها لبنان ودوره صار اكبر خصوصاً مع الوضع الاقتصادي الخانق، وغياب موارد الدخل حالياً، بالاضافة لفقدان لبنان لاحد ركائزه الاقتصادية المتمثلة في الدعم العربي عموماً والخليجي خصوصاً ان كان من حيث الاستثمارات او السياحة..
وبالرغم من الصفعة التي تعرض لها لبنانيي الاغتراب عند خسارتهم لودائعهم في المصارف اللبنانية فهذا لم يثنيهم على الاستمرار في مساندة لبنان..
ضعف لبنان هو ضعف لكل ابناؤه المقيم والمغترب على حد سواء..ومن هذا المنطلق يجب العمل على عدم فقدان الامل والعمل على النهوض بلبنان بتكاتف ابناؤه..
حيث لا مستفيد من ضعف لبنان الا اعداء لبنان.