مُرشحة اللقاء الديمقراطي بالشوف الأستاذة حبوبة يوسف عون لـ “الحقيقة نيوز”: أقول للجميع لا تنتخب انسان انتخب مشروع انتخب برنامج

في زمن الفوضى لابد لصوت العلم والمنطق أن يعلو ليقول ما يجب أن يقال، وفي بلد اعتادت معاركه الانتخابية على أسماء مكررة لابد أن تظهر مشاريع بناءة تطغى على تلك الأسماء، وما يعطي قيمةً مضافة لتلك المشاريع أنها خرجت من رحم الأنثى التي وضعت سحرها في التفاصيل لعلها تضفي جمالاً ينسينا ويخرجنا من ذلك الخراب.

ومن حرصنا كمؤسسة إعلامية مستقلة أن نسلط الضوء على أصحاب الكفاءات والاختصاصيين لينهضوا ببلدنا بعد أن عصفت به الأزمات من كل حدب وصوب، أجرت رئيس تحرير الحقيقة نيوز لوريت ساسين حواراً مع الأستاذة الجامعية حبوبة يوسف عون، مرشحة لائحة اللقاء الديمقراطي بالشوف التي يرأسها الأستاذ تيمور جنبلاط.

ووصفت عون المشهد الانتخابي بأنه جميل ومحزن بنفس الوقت، مضيفةً بأنه جميل لأن شريحة السيدات انتقلت من مرحلة الناخبات إلى المُنتخبات، وهذا يُشكِّل فارق كبير جداً.

وشعورها بأن أُصبحت مُنتخبة هذا ما يجعلُها تدرك أهمية دورها من جهة ودور الناخِب وصوتهُ وحرية رأيهُ المنبثقة من سلطة الشعب الذي يجب أن يُمارِس حقهُ فِعلاً في هذهِ المرحلة كما يجب، وعلينا أن نعي كيفية مُمارسة هذا الدور حتى نستطيع تحقيق  التجديد مُنتظر في كل القطاعات.

مشيرةً إلى إن فُرصة اِنتقالها من كونها ناخِبة إلى مُنتخبة جعلتها تتحمل المسؤولية أكثر، وتعي أهمية هذا الدور وإِدارة مُمارسة التجرُّبة الانتخابية، لأنها اليوم تمتلك رُؤية وبرنامج انتخابي ويقع على عاتقها تشجيع المُنتخبين على إِبداء آراءهُم وإِعطاء أصواتهُم بِكُل حُريّة.

ولفتت عون أنه لديها سببين وجيهين اتجاه هذا الامر وأولهُما ضرورة المُشاركة النسائية بالحياة السياسية بُلُبنان، وثانياً ضرورة إرساء قانون الكوتا النسائية الذي لم يُطبق مِنهُ شيء حتى الآن.

وإن مُشاركها بُمناقشة قانون الكوتا حفزها ودفعها اكثر وأكثر لِلمُشاركة بِهذهِ الحُملة الانتخابية لِإعلاء صوت المرأة في المُجتمع، وتُعتبر الانتِخابات هي وسيلة قانونية ومدخل شرعي للسيدات لِلمُشاركة في الحياة السياسية بِشكِل عادِل جنباً إلى جنب مع الرجل.

ونوهت الأستاذة حبوبة يوسف عون، إلى إِن هذا القانون الانتخابي الحالي مُجحِف وغير عادل وطائفي وإن المُنافسة بهِ لا تقوم على برنامج العمل وإنما المنُافسة اليوم فيه بين أعضاء لائحة واحدة وهذا أمر غير حيوي وغير مجدي بالرغم من تبني الكثيرين لهذا القانون حيث يعتبرونهُ اكثر تمثيلاً.

وأكدت عون أن إقناع مختلف شرائح المجتمع اللبناني أن الصوت في صندوق الاقتراع وليس بالشارع هو مِن أولى مهامنا كمُرشحين وعلينا خلق هذا الجو الانتخابي العادل والراقي مِثل كل الدول المتحضرة.

وبِالرُّغم من أن السلطة والمال والقوة كعوامل ثلاثة مُتحكمة بالماكينة الانتخابية إلا أنهُ علينا أن نقوم بعملية تجديد وارتقاء تسعى لنمو ونهضة الوضع الحالي، نشرح من خلالها لِلمُنتخبين أهمية الاعتماد على صوت مبني على قراءة علّمية تُحقِقُ الصورة المرّجوة لِلُبنان المُستقبل بِغض النظر عن الخلفية الطائفية والدينية والسياسية والمعتقد والانتماء.

أقول للجميع لا تنتخب انسان انتخب مشروع انتخب برنامج يحقق لك مطالبك ويعطيك حقوقك

وأشارت إلى أنه على الرُّغم مِن كُل اِختِلافاتِنا واختِلاف رغباتِنا وأهدافِنا إلا أن أوجاعنا واحِدة، فكلنا نقف على الدور على محطات البنزين، وكُلنا مقطوعين مِن الكهرباء، والكُلّ يشكي ويطالب بِحقوقهِ المهدورة، ولكن لا احد يِفكر بطريقة واضِحة لِلخروج مِن هذهِ الازمة ولا يوجد طريقة إلا بأن نمارس حقنا باختيار ما يُناسِب تطلُعاتنا ويحقق أهدافنا وينهض في بلدنا، وإذا جمعنا كُل رغباتنا وأهدافنا في بوتقةٍ واحِدة سنُؤسِس الى خلق لبنان الحلو.

وبسؤالها عن التشويش الذي يسبق العملية الانتخابية، قالت عون أنه ليس لدِّي أي فكرة حول الموضوع ، وانشالله ستعقد الانتخابات لأنه إن لم تتم الانتخابات فهذا يعني قبولنا بهذا الوضع الحالي المأزوم فهل من أحد يقبل الاستمرار بهذا الواقع.

وذكرت الأتساذة حبوبة أنها قٌامت بِاستِطلاع للرأي ورصدتُ أحوال شرائح الشباب والشابات التي عكست واقعاً حزيناً ومُظلِماً، فكلهُم غارِقون بِمشاكل الحياة اليومية في سبيل تحقيق ادنى متطلبات العيش، وفي ظل هذهِ الصعوبات هُم غير قادرون على استثمار طاقاتهِم ومواهِبهُم، وقد خُنق إبداعهم نحو تحقيق أي طموح أو حلم أو رؤية المستقبلية.

يشتكي شباب اليوم ويستنكر عدم قدرته حتى على الحُب وتأسيس عائلة بالرغم من ان هذا حق أساسي

وعن الأوضاع الاقتصادية المتردية في ظل فقدان أغلب مقومات الحياة والحركة الاقتصادية، قالت عون إلى أنه لِلأسف الشديد كُل يوم تُتحِفُنا الحكومة بقراراتِها المُجحِفة بِحق الشعب وبحق أقل مُتطلبات الحياة الأساسية كِربطة الخبز والكهرباء والبنزين، ولدينا السُلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية هي التي تُراقِبُ تنفيذ عمل السلطة التنفيذية فإذا وُجِد خطأ بمحلِ ما هذا يعني أن هذين السُلطتين لا تقوما بِمُمارسة دورهُما على أكمل وجه ومِن هُنا على الشعب أن يتحرك ويدلي بصوته.

أما عن وجود خُطط اقتصادية تفيد بنهضة البلد، ذكرت الأستاذة حبوبة أنه من خلال إطلاعها على ما يحدث في البلد وكل اللقاءات التي تبث عبر أجهزة الاعلام، تؤكد أنه لدينا من الكفاءات والخبرات ما يكفي لوضع طروحات مُتقدمة تنهضُ مِن خلالها البلد من هذِه الكبوة، وإن هذهِ البرامج والأفكار الانتخابية تُبشِّرُ بخيرٍ كبير وبِوجود نيات صالِحة وأرض طيبة تثمِرُ خيراً في الكثير من المجالات،  ولدينا أيضا ًخُبراء قادرين على تنفيذ هذهِ الأفكار على ارض الواقع، ولكن السؤال المطروح اليوم لماذا لا نر هذهِ النتائِج علمياً وعملياً ويجب على أصحاب القرار فتح المجال لأصحاب العقول والأفكار وإعطائهم هذهِ الفُرصة لنتقدم للأمام، وما الذي يمنعُنا من الاستفادة من هذا العلم الذي يواكب أي تطور اقتصادي أو اجتماعي او صحي او تربوي.

نمتلِك في لُبنان عقول نيرة وأصحاب خبرات عالمية ساهموا في بناء حضارات وثقافات الكثير من دول العالم لما لا نُعطيهم الفُرصة في استثمار طاقاتهم وأفكارهم لإنجاز تطبيقات ناجحة فيأارض الوطن لبنان

وعن نسبة وجود النساء تحت قبة البرلمان، أفادت عون أنه اليوم حققنا 15 % من اجمالي عدد المرشحين فقد بلغ عدد السيدات 155 سيدة مرشحة من اصل من 1043 اجمالي المرشحين وهذا يُعتبر إِنجاز بِحد ذاتهِ إلا أننا نريد المزيد وخاصة أثر تنظيم أعمال مؤتمر الكوتا الذي كان يرنو الى 30 % والتي حققنا منها فقط 15 %، لكن الى الان أقول ان العبرة ان تشارك السيدات اليوم وتكون موجودة ومِن هنُا أطلب من المجتمع المدني أن يُمارس دورهُ الداعم وجماعة الحراك المدني والثورة والأحزاب وكل المكونات المًنافسة اليوم سعياً للوصول عليها أن تأخذ بعين الاعتبار أهمية مشاركة السيدات ضمن لوائحها.

اقترح سن قانون صادر عن وزارة الداخلية لضرورة تسجيل 30 % من السيدات ضمن كل لائحة ترشيح

ونوه عون إلى أن الإعلام يلعبُ دوراً مؤثراً وقوياً جداً، وليس في هذه المرحلة فقط بل في كل المراحل، ولكنه في بعض الأوقات يسبب الكثير من المشاكل والمعوقات، وتتمنى عليه أن يتوقف عن لعب الدور التحريضي أو التخريبي، ففي بعض الأحيان يذاع خبر عن انقطاع البنزين أو الخبز وهذا ما يسبب الكثير من الازدحام وتسكير الطرقات وخلق الكثير من الفوضى.

وأضافت أن على الإعلام التحلى بالمصداقية مع الالتزام بعمل زرع الفتنة والفوضى بصب الزيت على النار، ومما لا شك فيه أننا بحاجة للإعلام بِكُل وسائلهِ فالأعلام هو السلطة الرابعة وهو الذي يُضيءُ على كُل المشاكل وبالتالي يجعلنا قادرين على وضع الحلول.

واختتمت حديثها بالقول: إن اللقاء الديمقراطي بالشوف وُجِد مِنذُ زمنٍ طويل وهو يضُم بوتقةً جميلة جداً مِن مُختلف الطوائف في لُبنان ومُختلف مكونات الشوف، وهي نُقطة مهمة تظهرُ أهمية التعايش بأن نقبل أن نعيش سوياً مع بعضنا ونشجع على أسس قوية لبناء لُبنان وتوحدنا تحت هدف واحد وهو بِناء الوطن وخلق سعادة الانسان بِقلب هذا الوطن، وأقول لِكُل منطقتي ولكل لبناني اليوم السلطة بيدكم واليوم قادرين تصلوا لمطالبكم.

وبدورنا نحن موقع الحقيقة نيوز، نتمنى لك التوفيق والنجاح ونحن بحاجة لأمثالك من السيدات المثقفات اللواتي قادرين على صنع افرق واحداث تغيير لنهضة مجتمعنا وبناء لبنان الجديد ونشجع أيضا توافر المزيد من السيدات في كُل المناطِق لإنهن عُنصر فعّال وحقيقي مُؤِّثر قادر على التغيير وقادر على إنجاح المهام الموكلة اليه

ويذكر أن عون هي محاضرة في جامعة البلمند بكلية الصحة العامة وعلومها، ومديرة برامج التنمية المجتمعية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى