الحقيقة مطلب أساسي ( موقف سياسي )

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

قداسة الحبر الأعظم، أتوكم من لبنان الجـــريح لإهامكم أنّ لبنان بخير ، إنّ لبنان يمُّرْ بأسوأ مراحله مسيحيًا . وخلافًا لكل ما يُشاع أو يُحاول البعض ترويجه من أنّ لبنان يعيش مرحلة عاديّة ،إذْ أنّ القيادات المسيحية مرتهنة وخائنة للسيادة الوطنية وفي أغلب أحوالها تعمل على تهجير المسيحيين من لبنان،وكل أعمالها تندرج في إطار الضغائن الشخصية والحزبية المتبادلة. ولبنان بات ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.كما لم يعلموكم أنّ آفاق الحلول من حول لبنان مقفلة.

قداسة الحبر الأعظم،إنّ القرار ليس بيد اللبنانيين عامةً والمسيحيين خاصةً وتحديدًا ليس بيد الموارنة الذين باتوا حضارة في طريق زوالها،وليس من قوة لبنانية تعمل على تفعيل الأمن والإستقرار ،ولا تأكيدات من أنّ اللبنانيين يستطيعون تدبير أمورهم لأنّ كل الدوائر الرسمية مُصادرة بدءًا من رئاسة الجمهورية إلى أخر دائرة رسمية .

قداسة الحبر الأعظم من أتاكم اليوم ليس بإستطاعته مساعدة نفسه بنفسه،ولا يملك خطوات حقيقية تُثبِتْ القدرة على إمكانية الإنطلاق حتى تبدأ الأمور بالتحسُّنْ . وإنّ الأمور ستُصبح أكثر تعقيدًا وصعوبة وستزداد الشروط على لبنان .

قداسة الحبر الأعظم،نعم حزب الله لُبْ المشكلة في لبنان،بوجوده لبنان دولة الكساد المتعمّدْ وما من حلول قريبة في الأفق.لبنان الدولة التي كانت نبض الشرق تغرق وحكّامها يتفرّجون من على كراسيهم . المطلوب تدخل دولي بعمق وحيادية وبدون هذا التدخل الدولة ستغرق أكثر فأكثر وسيكون هناك تداعيات أثار إجتماعية – إقتصادية – أمنية – سياسية ،على لبنان والمنطقة .

قداسة الحبر الأعظم،نخشى أننا بلغنا المرحلة التي لم نعُد فيها قادرين على منع لبنان من السقوط الكبير والذي لن يكون في مقدور أحد أن يتحمّل كلفته… لنقل الحقيقة قداسة الحبر الأعظم لقد فشلتم وفشلت بكركي وفشلت الطبقة الثائرة لا أحد بريء الجميع شركاء في إيصال لبنان إلى ما وصل إليه من إنهيار وكل كلام منمّق غير مقبول وحتى غير منطقي … وكل ما أفادوكم بالتقارير الواردة إليكم قبل وأثناء اللقاء لم تفِ بالغرض بل هي مجرّد تدجيل ومكتوبة من عالمهم الخيالي الذي يعيشون فيه بعيدًا عن معاناة اللبنانيين عامةً والمسيحيين خاصةً والموارنة تحديدًا .

قداسة الحبر الأعظم، المسؤولون اللبنانيّون في لبنان لا يمتلكون الضمير الحي ولا يقدمون الدليل على تحسسِهم بما يُعاني منه الشعب والبدء في محاولة ليس إخراج لبنان من محنته بل على الأقل وقف إنحداره نحو هاوية بدون قعر …عبر وسائل الإعلام نقرأ أنكم طلبتم بالحوار ولكن عن أي حوار ووفق أي بنود ومع من؟ هل الحوار يكون مع مجموعة غير شرعية تدّعي تحرير الوطن من الإحتلال بينما أعاقت فعليًا منذ العام 1990 ولغاية العام 2000 عملية تطبيق إتفاق الطائف الذي تضمّن إنسحاب قوات العدو من لبنان والدليل الحسّي “عملية التفاوض بواسطة الأوروبيين والإنسحاب الأحادي” ومع من يكون الحوار؟ هل يكون مع قوة تستأثر بكل إدارات الدولة الشرعية وصولاً إلى المعابر الشرعية؟ هل يكون الحوار مع السلاح وما أدراكم ما هو هذا السلاح؟ لا هذا السلاح ليس لحماية لبنان ،السلاح لحماية مشروع إقليمي يريد أن يُسيطر على الشرق الأوسط المهدد بعناصره ومنهم المسيحيّون…

قداسة الحبر الأعظم،الحقيقة هي مطلبنا ونرفع صوتنا لقداستكم لنقول أنه لا جدوى في التعاطي مع حزب الله في ظل هيمنته على لبنان… المطلوب منكم إعادة تكوين الملف اللبناني بطريقة موضوعية وإعادة النظر بالطاقم الدبلوماسي الفاتيكاني في لبنان. المسيحيّون في مأزق وخطرهم يتأتى من قادتهم ،والحل لن يأتي بالترقيع ولا عِبْرَ إنتخابات يُشرف عليها الخارجون عن السلطة وأدعياء السيادة والديمقراطية ، لنعمل وفق الإنجيل :” ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا وبلا رياء ” ما أعظمك أيتها الحقيقة وللبحث صلة .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى