رأى المرشح عن المقعد الدرزي في راشيا الوادي بهاء دلال في حديث خاص بالحقيقة نيوز ان لا يمكن أن يوصف المشهد اليوم في لبنان الا بالمأزوم في ظل هذا الغياب الذي تعيشه السياسة اللبنانية وأصحاب القرار السياسي . غياب على مستوى ابتكار المخارج والحلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يرزخ تحتها اللبنانيون ويعانون هولها … حتى ليكاد المواطن يشعر أنه متروك لمصيره الاسود وأن البوصلة التي غالبا ما توجّه المجتمعات خلال الازمات الكبرى قد ضاعت لدينا . فالرئاسة الأولى عاجزة عن أي شيء . وحكومة الانقاذ عساها تنقذ نفسها من انقسامها . و المجلس النيابي ينام نومة أهل الكهف . فيما المواطن يواجه في كل ساعة من ساعات يومه أزمة غلاء غير مسبوق . وانعدام للأمن الاجتماعي . وفقدان للقيمة الشرائية لعملته الوطنية. وتحلل للمؤسسات . وانقطاع شبه كامل للخدمات من كهرباء وماء واستشفاء … ما يشي بصدق اننا في الجحيم الذي وعدونا بالوصول اليه .
وأكد دلال أنه ٢ – لا شك أن المقاربات السياسية والاقتصادية والمالية لاصحاب القرار السياسي والمالي والنقدي هي التي قادت البلاد الى هذا الدرك المزري . فالقارئ العادي يعرف أن الفساد الاداري والمالي، والمحسوبيات، والزبائنية، ومنطق الدويلات المذهبية الذي جوّف الدولة من حضورها ودورها إضافة الى سياسات التحاصص واقتسام مراكز النفوذ والسلطة والغنائم . والهندسات المالية الخاطئة التي جاءت جميعها لحساب أصحاب المصارف الذين هم في غالبيتهم أصحاب مواقع سياسية… قد أسهمت دون ادنى شك في دفع البلاد الى الانهيار والمواطنين الى الفقر والهجرة . لكن أزمة المقاربات السياسية والاقتصادية والنقدية تلك ترتبط ارتباطا وثيقا بأزمة عميقة في النظام لأن هذا النظام الطائفي لا يسمح للدولة بأن تمارس حضورها الفاعل ولا يعطي القانون شرعية فرض الهيبة وتحقيق العدالة ومساءلة المرتكب الكبير ومحاسبته . ولا يسمح للشفافية بأن تكون هي المعيار الاول في الادارة … هذا النظام الطائفي يقف في كل لحظة في وجه بناء الدولة الحقيقية القادرة والعادلة . ويمنع المؤسسات عن النهوض. ويقوض أسس الحكم الرشيد لأنه ببساطة شديدة لا وظيفة له سوى حماية امراء الطوائف والمصارف وكبار المحتكرين والمتنفذين . وأن يحافظ على ديمومة الانقسامات العامودية في الكيان حتى تبقى المرجعيات الطائفية هي صاحبة القرار وحدها دون الدولة .
تابع دلال : ارى في الانتخابات الآن فرصة قد تكون استثنائية لتغيير حقيقي على خشبة المسرح السياسي . فالازمات التي تعصف بالبلاد وسوء الحكم والادارة وغياب الدولة عن هموم المواطنين إضافة الى قناعة المواطن اللبناني بأن السياسيين الذين قادوا دفة الحكم طيلة ٣ عقود هم وحدهم المسؤولون عما وصلنا اليه … سيؤدي حتما الى تغيير ما في الواقع السياسي دون أن أكون على يقين تام بحجم هذا التغيير … أملنا كبير أن يكون هذا التغيير كبيرا حتى نستطيع انتشال البلد من مستنقع أزماته . الناخب اليوم أمام مسؤولية وطنية كبرى . وعليه أن يحتكم الى ضميره في اختيار من يستطيع وقف هذا النزيف … لقد قدمت الأحزاب السياسية على مدى سنوات طويلة تجربتها في الحكم والادارة وكانت النتيجة تلك التي نشهدها ونعيشها اليوم . فهل يمكننا كمواطنين منح الثقة لهم مجددا ً ؟ وتمديد الازمة مرة أخرى ل٤ سنوات جديدة ؟ أسئلة هي في رسم أصحاب الضمائر من اللبنانيين الذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر والجوع والمهانة .
فيما يتعلق بالرؤية السياسية لائتلاف سهلنا والجبل يؤكد أن خلاصات قناعاتنا في الدولة وشكل الحكم والادارة . فالدولة التي نريدها هي دولة مدنية تحترم مواطنة الانسان وتجعل المناصب والمواقع السياسية خارج احتكارات الطواىف والاديان . دولة العدالة الاجتماعية التي تؤمن بأن حقوق المواطنين ليست سلعة خاضعة لمنطق الزبائنية …. مؤمنون بضرورة فصل السلطات واستقلالية القضاء وتحريره من ارتهانه لمافيا السلطة والمال … نريد دولة الشرعية التي لا سلاح فيها سوى سلاح الشرعية اللبنانية والتي وحدها تملك الحق في اتخاذ قرار السلم والحرب … نريد محاربة كل اشكال الفساد وإعادة الدولة الى مربع القانون والانتظام العام واطلاق ورش الاصلاح في كل القطاعات لا سيما الانتاجية منها . نريد حقوق المواطنين من كهرباء وماء وبنى تحتية وتعليم نوعي وطبابة شبه مجانية وضمان صحي شامل … حقا ً طبيعيا وبديهيا ً للجميع دون منّة أحد … نريد وطنا يتسع للجميع دون مربعات أمنية وطائفية ومذهبية . ويؤمّن حقوق الجميع دون تمييز وتمايز . ويؤمن بأننا متساوون أمام قوس عدالته بعيدا عن انتماءاتنا وتوجهاتنا .
على صعيد حسم أسماء المرشحين عن لائحة الائتلاف يؤكد المرشح دلال الاسماء لم تحسم جميعها بشكل نهائي … لكن الامر لن يطول الى ابعد من يومين حتى انجلاء الصورة . بعض الإشكالات العالقة على طريق الحل واللائحة بشكلها النهاىي ستعلن في القريب .. أما عن امكانية الخرق فأعتقد أننا أمام احتمالية حصول خرق شبه مؤكد استنادا لمجموعة معطيات .. وقد يكون هذا الخرق بحاصلين اثنين أو أكثر . وهذا ما نتمناه . لم نعد اليوم على هامش المعركة الانتخابية . نحن في صميمها وستكون لنا حصتنا الوازنة في المقاعد النيابية…
يختم دلال بعد سؤاله عن رسالة يريد توجيهها للشباب في وادي التيم والبقاع الغربي ولبنان عموما قائلا:
لست من هواة توجيه الرسائل ولا املك القدرة على الصعود الى منبر الوعظ والتوجيه … لكنني أرى من موقع المشاهد أننا قادرون نحن الشباب على استعادة المبادرة وتصويب المسار . نحن أمام منظومة سياسية أشبه بأخطبوط يقبض بأذرعته على كل المفاصل والزوايا ويمنع أي امكانية حل ونهوض . لكن الاستسلام ليس حلا ً والهجرة لن تصب إلا في مصلحة تلك الاذرع الاخطبوطية التي يلائمها خروج الشباب المعترض من البلاد … والجلوس على حافة الانتظار حتى يأتي من الله ما لا نعلم، لن يودي بنا الا الى المزيد من القعر …. نحن امام خيارين لا ثالث لهما . إما أن نترك هذا المرض السرطاني ينهش لحمنا ويحيل وجودنا سرابا ووهما ً أو ان نواجهه بما استطعنا … الانتخابات اليوم فرصة حقيقية من فرص المواجهة الديموقراطية نستطيع من خلالها أن نقول لهم كفى . وان نهز عروشهم ونسقطهم عنها . وان نزيل هذا الكابوس شيىا فشيئا … لا أدعي القدرة على اجتراح الحلول العجائبية بطرفة عين . لكن تراكم الانجاز لا بد سيفضي الى واقع جديد بعد سنوات . التحدي الآن هو في دخول كتلة تغييرية حقيقية الى المجلس النيابي وهنا يبدأ العمل .