العراق الى أين: الرهان الابتزازي عربياً ودولياً

ياسين جبار الدليمي

*هل سيظهر حجاج عراقي يحمل البطاقة التموينية ؟
*بغداد العروبة لم تسقط بل سقطت الاجهزة القمعية .
*حلم العراقيين بالحرية المنشودة قد سقط . . !
*ماذا كان يكتب المعتقلون في زنازن حاكمية المخابرات ؟
*العراقيون مهيئون لشراكة سياسية وإدارية تحت راية الوطنية العراقية.
*ما هي الاطواق الخانقة بالازمة العراقية
———————————————–
السلطة باب مفتوح للمفسدة والاجرام والطغيان عندما تكون بيد من لا ضمير له .
فأسوء انواع التعسف :
يكون في السلطة وشراهتها لتتحول الى منهج سلوكي مطاردة وبطشاً واعدامات
ليتحول الماسك بها الى ديكتاتور وسادي .
فهذا النهج ما هو الا نتاج لخيار نهاية الصراع الحزينة وفلسفته الحاكمة له بتغييب الطرف الآخر اقصاءاً وتغيباً وابعاداً ليكون المنتصر واحداً
…فهل سيعي العرب ان فلسفة الصراع يجب ان تكون سعيدة بين اهل الدار:
تصالحاً وتوافقاً لا خاسر ولا رابح امام بسمة الشعب ورضا الجماهير العريضة صاحبة الشأن ..؟؟؟؟؟
. فالزعامات تتوالد عبر مخاض نضالات الجماهير المناضلة والعريضة ،
وسفر العروبة والاسلام مليئاً بالشواهد.
فهل تفهم النخب السياسية العربية مبدأ ولادة الزعماء عبر المعاناة لا معاناة البطش والاقصاء والتنكيل او حتى التغييب والتهميش والمغانم وسرقة المال العام عبر مافيات الافساد والفساد المالي والاداري ؟؟؟؟؟ .
ان حالة الامة العربية تردياً وتهديداً واحتلالاً تقع على النخب الحاكمة العربية وأوضاعنا وما آلت اليه فمسؤولية فساد الدول اعربية ما بعد الاستقلال المنقوص
بكل معانيه وما عودة الاستعمار من جديد سواءاً كان بالاحتلال العسكري او تحت عباءة الاصلاح السياسي وتأهيل النخب المهيأة للسلطة فلا مكان قولاً لمقولة جلد الذات دونما تشخيص واعي ووضع النقاط فوق الحروف دونما مجماملة او مهادنة وليس التشهير او القدح او الذم او الانتقاص …
وان الحديث عن مصطلحات الخيانة والمؤامرة والتواطؤ او العملاء لا بد من تأطيرها عبر الواقع المعاش وما نحن فيه وعليه
فالخائن هو من خان آمال الجماهير ومشروعها الاستقلالي النهضوي وطموحها في تأسيس منظومة العدالة الاجتماعية
وفي رفض القطرية ولتكن الوحدة العربية الشاملة حقيقة ملموسة وليست امنية تغنى وصعبة المنال وليس أدائها بأيدي عربية .
ومن خان طموحات الجماهير وصادر نضالاتها وآمالها وتطلعاتها قد سهل ليكون الاستقلال الوطني منقوصاً بل ومزيفاً بين مستعمر اجنبي ومستعمر وطني قمعاً وتنكيلاً وتجويعاً وتغانم على السلطة والمال العام ؟؟؟؟؟
فلم نجد فرقاً بين من خرج بقواته المحتلة من الباب ليدخل تحت عباءة الوطنية من الشباك
. فصارت الوطنية مستترة بالفكر والاسلوب الاستعماري المخادع للجماهير وسرقة احلامها وامالها بل القتل والتهجير تحت رايات متجددة بوسم الموت المشاع ..؟؟؟
عبر بيعة مزورة برسم اطاعة اولي الامر سواءاً كان بتمثيل النخب وجماعات المناصب ووعاظ السلاطين وتوظيف الثروات والمدخولات الوطنية والقومية لصالح السلطان أو الحاكم جمهوري أو ملكي لبناء الاجهزة القمعية وحتى بناء الجيوش او الاحزاب السائدة قد صارت ادوات قمع وحراسة لقواعد كرسي الحكم . فأين نحن من ذلك ؟
وهل نجد اجابة في عتمة الاجوبة لغايات الاسئلة وانين الجياع وبوح الشعارات وصهيل عتاب الشهداء على دروب النضال ودمهم المراق عند مذبح الحرية ؟ ؟ ؟
وهل نحن مع الاستعمار هروباً من جور الحكام ؟
او مع حكامنا برسم اهون الشريّن ؟
نعم نحن مع الجماهير باعتبارنا الايماني الصوفي بقدرة هذه الجماهير وفعلها ضد الاعداء سواءاً في الخارج والداخل . ان هذه الجماهير هي صاحبة الارض والمصالح والقائدة للنضال ومادته في مقارعة الظلم أيّاً كان شكله وهي الاداة في عملية البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحتى الاداري …
ان ازاحة الجماهير عن سوح الصراع بل وتغييبها بتعمد حفاظاً على الكراسي وتحت مسميات حفظ الامن او ضبط الشارع حفاظاً على العروش واهتزازها مما جعل هذه الجماهير تقف متفرجة بل واحياناً شامتة في صراع الحكام مع الاعداء من خارج الحدود ،
ان الرائي لمشهدنا السياسي عراقياً وعربياً ستحكمه رهائن ابتزازية على قياسنا حجماً ومكاناً وتوقيتاً ومنها :-
2 النفط كمصدر اول للطافة والحياة المدنية ومرتكزاتها الاقتصادية والاجتماعية ،
وعربياً برسم المنابع / وبرسم الجماهير : لعنة العرب . ومع تشكل مملكة الغاز الواعدة برسم المنابع وامتداد انابيب نقله عبر الاراضي العربية وصولا لموانيء التصدير والتنافس غير الشريف استحواذا عليه وتوظيف ذلك اقتتالا مختلق تحت مسميات وافدة
3 الديمقراطية المغلفة بمديات الربح والخسارة لاصحاب واضعي الاستراتيجيات حسب السقوف الزمنية لتنفيذها .
4 مشروع الشرق الاوسط الكبير واستحقاقات الصراع العربي – الصهيوني .
5 الوحدة العربية ووأدها بأيدي عربية وتقديمها قرابين عند مذابح سداة الحكم تحت عباءات العقلانية وصكوك القطرية وحسن السلوك المدفوعة بشهادات حسن السلوك والتوريث بغياب بيعة عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري .
6 تكوينات الوجاهة والتكريم وشراء الذمم والتغانم
نعم شبعنا لحد التخمة بطولات وبرامج سياسية واصلاح دون ان نراها مخلصة للجماهير ورفع الحيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي عنها واشاعة الحرية والديمقراطية الصادقة .
سنيناً ننتظر الموعود المخلص …؟
فما رفع البلاء عن العراق ارضا وشعبا
سقط حلم العراقيين بالحرية والامن والامان وتأسيس مرتكزات الديمقراطية
. وللاسف تأسس متغير غير مرئي في اللاوعي العراقي تمنياً ( لحجاج عراقي جديد ) يعرف صعود النخلة العراقية ويحمل البطاقة التموينية التي تشرفت معدته بهضم الخبز الاسود المعجون برائحة وهم الذهب الاسود المسموع بخيراته عبر الاذاعات اوالدراسات .. هذا الحجاج عسى ان يعيد الامن والأمان والاستقرار يركز اسس الديمقراطية و الحرية دونما محاصصة سياسية او ادارية على اسس قومية أو طائفية أو حزبية .
وعليه فهل الازمة العراقية فيها وعليها من الاطواق الضاغطة والمحركة لها ؟
حتماً سيكون الجواب بنعم وهي :

أولاً: بزوغ متغير في تكوين الشخصية العراقية تمثل بشبه انفصال بين الوطن والمواطن جعله يبحث عن زوايا الأمان وزوايا الهروب من الازمات وحتى الهجرة الى خارج الحدود قسرياً امام ضبابية المشهد السياسي والاداري والامني وغياب رؤية صادقة لما هو قادم بما يحمل من مفاجأةقد تكون اكثر ذهولاً.

ثانياً: اشكالية الازمة العراقية سياسياً وادراياً وسيادياً ومعالجتها لن تكون بالاقصاء والتغييب والتهميش والوصاية للقوى السياسيةبل وازاحتها حتى من الحياة عبر عمليات منظمة اغتيالات وتصفيات ممنهجة .
المعالجة بالشراكة فعلاً وقدرةً سياسياً واداراياً تحت راية الوطنية العراقية وليس بالهيمنة او الوصاية او المحاصصة تحت شعار ( من سبق ظفر ) .
اننا بحاجة لمعالجة استثنائية برجال استثناء لما نحن به وعليه بعد انكشفت عورات شكل النظام السياسي المنتج لازمات متوالدة الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفشل في ادارة العراق بكل جوانب الحياة التي جعلت العراق بموزانة تقرب 120 مليار دولار على حافة الاشهار الرسمي للافلاس وليتحول العراق الى دولة فاشلة للاسف كنتاج لواقعة الاحتلال الامريكي

موطني – موطني هل اراك سالماً منعماً . . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومسكها لسيدي موسى بن جعفر (عليه السلام) :
(ضاقت ثم ضاقت . وإستحكمت حلقاتها . ففُرجت وكنتُ اظن انها لا تفرجُ )

ياسين جبار الدليمي
مركز العروبة للدراسات الاستراتيجية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى