عندما فقدت التربية سيادتها

بقلم: جورج ريّس الريّس

نبحث عن أمور كثيرة والمطلوب واحد ” مجتمع مثقف، متعلّم، متمسك بالقيّم الإنسانية والروحية”…
ماذا فعلنا؟
فقدنا ثقافتنا باتكالنا في أحسن الأحوال على المعلومات التي تحفظها الذاكرة الإلكترونية….
فقدنا قيمة العلم بالسعي إلى التخصص الهادف للكسب التجاري السريع وتسببنا بفقدان التوازن الاجتماعي العلمي، وبالتالي توازن التركيبة التخصصية لمجتمع متين…
فقدنا القيّم الإنسانية والروحية وسخر التحرر المتفلت منها، حتى أصبحت القيّم مادة متخلّفة لا تمت بصلة إلى حاضرٍ يعتبر الحداثة تمرّد على الضوابط والسلوك…
ماذا فعلنا؟
من دون الثقافة نسينا تاريخنا، ونضال اسلافنا، وسهر وجهد كل من أراد لنا وطن حرّ، سيّد،مستقلّ…
من دون العلم تسببنا بخلل على كافة الأصعدة فانهارت صناعاتنا على كافة المستويات وفقدنا القدرة الإنتاجية، وانعكس شحّ الأدب والفلسفة على الروح الوطنية والحماسة لوطن متقدم، مزدهر، متطور، وارتفعت راية الفردية على الروح الجماعية والمجتمعية…
من دون القيّم الإنسانية والروحية ،تحكّمت شريعة الغاب فينا وبات الاستذئاب على الكسب، والشهرة، والمناصب، والمراكز امر اساسي لتحقيق النجاح على حساب الإنسان والوطن…
ونتيجة افعالنا، وتخاذلنا، واهمالنا ،وسخريتنا ،واستهتارنا نحصدها اليوم بعجزنا عن تغيير واقعنا الأليم، وبالتخلّي عن وطننا وتركه لقمة سائغة لمافيات تجارية لا همّ لها إلا تسييل الوطن وجعله رزم وسكائب في ارصدتها..
هذا ما جنيناه بعد أن سخرنا من كل شيء ووضعنا قوانيننا الخاصة ورفعنا راية الشخصنة وسلّمنا وطننا إلى ظلمة الجهل بعد أن فقدت التربية سيادتها…

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى