
من أقدم بلدات المتن الشمالي التي تمتد جذورها في عمق التاريخ، ذات الاسم السرياني الوحيد بين جميع البلدات المحيطة، والتي كانت مركزاً لمشيخة آل كرامة، حيث التقت رئيس تحرير الحقيقة نيوز لوريت ساسين برئيس بلدية زرعون الأستاذ رمزي ضو.
واستهل ضو حديثه مع الحقيقة نيوز بلمحة عن بلدة زرعون التي تبعد حوالي 30 كلم (18.642 مي) عن بيروت، وترتفع 1030 م (3379.43 قدم – 1126.408 يارد) عن سطح البحر وتمتد على مساحة 116 هكتاراً (1.16 كلم² ) ويبلغ عدد سكانها حوالي 1200 نسمة، والتي تشتهر بزراعة الزيتون والصنوبر، ولكن للأسف منذ حوالي 3 سنوات لم يثمر الصنوبر في البلدة، علماً بأن الزراعة منذ 30 عاماً قد شهدت تراجعاً كبيراً وتحول أبناء المنطقة للعمل في الوظائف أو التجارة.
وأضاف أن في زرعون عدد كبير من المغتربين وذلك منذ أجيال سابقة في البرازيل والارجنتين وأميركا وكندا وأوروبا.
أما عن ملف الكورونا الذي يشغل العالم بأسره، أشار ضو إلى أنه في إحدى الفترات تم تسجيل 30 إصابة في زرعون ولكن لم تكن أي منها خطرة، فالبلدية ومنذ بداية هذه الأزمة الصحية كانت من أنشط البلديات في المنطقة وبادرت لاتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية والتثقيفية، حيث تم وضع حواجز صحية للتعقيم والفحص الصحي وتم توزيع الكمامات والمعقمات على أبناء البلدة.
ونوه رئيس بلدية زرعون إلى أن البلدة كانت من أولى البلديات في لبنان التي اشترت أجهزة التنفس وأسطوانات الأوكسجين، ولكن لم يكن في خزينة البلدية الأموال الكافية حيث بلغ سعر جهاز التنفس 750 دولار أميركي، فساهم المغتربين وأصحاب الأيادي البيضاء من أهالي زرعون ومولوا شراء 3 أجهزة تنفس واسطوانتين أوكسجين مع جميع اللوازم الطبية.
كما وقامت البلدية بتوفير جميع حاجيات المصابين مع المحافظة على كرامة المواطنين، وتزامن ذلك مع افتتاح مستوصف في زرعون يناوب فيه طبيب صحة عامة د. حبيب طعمة، وطيبي أسنان د. جورج قاصوف.
كما وشكل 30 شاباً من المغتربين لجنة ساهمت في تمويل حصص غذائية وذلك للمساهمة في الوقوف إلى جانب أخوتهم في الوطن والإنسانية في ظل الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة التي يمر بها لبنان، وساهموا في إقامة دورة سلامة الغذاء، ودورة الإنتاج الغذائي مع المدربة ريما البرقاشي.
ولفت الأستاذ رمزي ضو إلى أن البلدة تفتقر إلى مدرسة، حيث أن آخر مدرسة كانت في زرعون أغلقت منذ حوالي 20 عاماً بسبب قلة الطلاب، بالإضافة إلى حالة التخوف لدي المواطنين من التعليم الحكومي، ولكن في الفترة الحالية نسعى لإعادة افتتاح المدرسة.
وأوضح ضو أن بلدية زرعون مستقلة عن أي اتحاد وذلك بسبب كثرة التعقيدات التي تفرض من قبله على البلديات الصغيرة، وخاصة في موضوع منح الرخص، كما وأنه لا يوجد موارد كبيرة من الجبايات، فالبلدية تأخذ ضرائب من المنازل الصغيرة حوالي 70 ألف ليرة لبنانية سنوية، ومن الأبينة الحديثة ما يقارب 300 ألف ليرة لبنانية سنوياً، وعدد المنشآت الحديثة قليل نسبياً، واتكال البلدية على عائدات الصندوق البلدي الذي يبلغ 120 مليون ليرة لبنانية سنوياً بعد اختصام 40 مليون لترحيل النفايات.
وذكر أن البلدة كانت تفتقر إلى بنية تحتية جيدة من ناحية شبكة الكهرباء والصرف الصحي، وعندما تسلم رئاسة البلدية تم إنجاز جزء كبير من شبكة الصرف الصحي بلغت 2000 م من أصل 3000 م، ولا يمكن للبلديات أن تنفذ بمفردها مشاريع الصرف الصحي بناءاً على قرار الوزيرة بستاني، كما وأن محطة الصفيرة للصرف الصحي لم تنجز بعد على أمل أن يتم البدء بالعمل بها.
وفي عام 2016 تواصلت البلدية مع اليونسيف وشرحت لهم الأزمات التي تعاني منها وخاصة في موضوع الصرف الصحي، ولكن لم يكن هناك موازنة بخصوص هذه الملف، والعائق الأكبر أنه لا يوجد محطة تكرير.
كما وطرحنا مشروح لتعليم السوريين المتواجدين في المنطقة وقامت البلدية بتأمين المكان اللازم ولكن اشترطت أن يكون الكادر بشكل كامل من زرعون، وتم افتتاح المدرسة لمدة سنة ونصف ثم تم قطع التمويل.
وأشار الأستاذ رمزي أن البلدية تقوم بجهود حثيثة للحفاظ على الثروة الحراجية خاصة وأن عمر الصنوبر في زرعون يصل لمئات السنين، ويتم العمل على ذلك بالتعاون مع دائرة الزراعة ولكن البلدية تسمح بـ “التشحيل” وبهذه الطريقة يأمن السكان الحطب للتدفئة في ظل أزمة المحروقات.
كما وتعاني زرعون من الانهيارات وتسكير الطرقات في فصل الشتاء، وسيتم افتتاح مركز للدفاع المدني واستحصلت البلدية على كافة الموافقات والأمر معلق على قرار الوزير.
وأوضح أن البلدية تواصلت مع نواب المنطقة (الياس بو صعب وإبراهيم كنعان) ولكن بعد الانتخابات الماضية انقطع الاتصال، وذكر ضو أنه الآن لا يفضل التواصل مع أي نائب، فعليهم أن يقفوا مع أبناء المنطقة ويستمعوا لهمومهم ومشاكلهم على طول الأيام، فليست المسألة موسمية فقط في فترة الانتخابات.
وتمنى من وزارة الداخلية والبلديات أن يكون هناك تمويل جيد وتوزيع عادل لمخصصات البلديات من الصندوق البلدي، وخاصة البلديات الصغيرة.
واختتم رئيس بلدية زرعون الأستاذ رمزي ضو حديثه عن ملف النفايات الذي يشكل عبء كبير على خزينة البلدية، فأشار إلى أنه عندما تسلم رئاسية البلدية كانت شركة “سوكلين” تأخذ 150 دولار أميركي على كل طن نفايات، وتم تقدير حجم النفايات في زرعون بـ 4000 طن وهذا رقم غير منطقي وخاصة في فصل الشتاء حيث يقطن في البلدة 700 شخص فقط.
وكانت الفواتير المترتبة على البلدية خلال 10 سنوات تقدر ب مليار و 700 مليون ليرة لبنانية، وكانت تبلغ في ذلك الوقت 700 ألف دولار أميركي، ولا يمكن للبلدية مهما بلغت إيراداتها من الصندوق البلدي والجبايات أن تدفع مثل هذا المبلغ.
كما واشار إلى أن الشركة التي تم التعاقد معها بعد شركة سوكلين، قدرت ترحيل طن النفايات بـ 90 دولار أميركي أي بفارق 60 دولار عن السعر القديم، وهذه الفروقات من يتحملها هنا يكمن السؤال.
يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب
لزيارة الموقع الرسمي لبلدية زرعون أضغط هنا