
أن تكون مسؤولاً عن ما يزيد عن 8% من سكان بلد ما، فهي مسؤولية لا تلقى إلا على عاتق رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، فما بالك أن تكون هذه المهمة موكلة لجهة ليس لديها أي مورد مادي في بلد تعصف به الأزمات من كل حدب صوب، فلا تقف عند فراغ سياسي وانهيار في سعر صرف العملة الوطنية، بل تتعداها لأزمة صحية تفك بالأرواح وشح بالأدوية يقضي على من تبقى، مع ندرة في وسائل الطاقة والكهرباء التي لا تكفي أن تنير المنازل حتى تكفي المشافي والمعامل، إضافة ً لمعدل بطالة أرقامه صادمة، وسط غليان شعبي وتسويات إقليمية لم تنجز بعد.
وما سابق كان خلاصة الحديث الذي أجرته رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين مع رئيس بلدية برج البراجنة المحامي عاطف منصور، الذي افتتح حديث بالمثل الشعبي القائل “تعددت الأسباب والموت واحد”.
حيث أكد منصور أن الشعب اللبناني يعيش مرحلة صعبة، على الصعيد السياسي والاقتصادي والصحي وغيرها الكثير من الأزمات التي اجتمعت وصبت على رأس المواطن.
مضيفاً أنه من المؤسف أننا وصلنا لمرحلة الاحتضار، ونحن اليوم بأمس الحاجة لحل إنقاذي للنجاة من هذه المحنة الكبرى التي تنعكس أثارها سلباً على جميع المواطنين ولا يوجد أحد قد نجى من هذه الآثار.
وفي ما يخص الملف الصحي وخاصة جائحة كورونا، ذكر المحامي الأستاذ عاطف منصور أن بلدية برج البراجنة كانت على أهبة الاستعداد وواكبت هذه الجائحة بأدق تفاصيلها منذ حوالي عام ونصف، وكان العمل كمنظومة متكاملة مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، التي تنضوي تحت لوائه بلدية برج البراجنة.
مضيفاً أنه برج البراجنة كانت من أنجح البلديات في التعاطي مع هذا الملف، والتقيد التام بقرارات وتعاميم وزارة الصحة والداخلية، وكان يومياً يتم إجراء حوالي 200 فحص PCR لسكان البلدة، حتى تم الوصول إلى مرحلة لم تسجل فيها أي إصابة.
وتابع أنه بوصول المتحور الجديد “دلتا” دق ناقوس الخطر، وعادت البلدية للعمل واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة وتطبيق التباعد الاجتماعي على الرغم من عدم تسجيل أي إصابة إلا أنه يُخشى أن يتفشى هذا الفايروس ونعود للمربع الأول من هذه الأزمة الصحية.
ويتم العمل لمكافحة هذا المتحور الجديد بالتنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الداخلية وجميع المعنيين بهذا الملف، وشدد على ضرورة إصار تعاميم صارمة للحد من انتشاره، خاصة في موسم العطل وقدوم السياح والمغتربين إلى لبنان، حيث أن الدولة ليست بصدد إصدار مثل هذه التعاميم حتى لا تزرع الخوف في نفوس المغتربين القادمين لزيارة أهلهم ووطنهم، خاصة وأنهم في ظل الأزمة الاقتصادية يعتبرون مصدر مهم لضخ العملة الصعبة (الدولار) في الأسواق المحلية.
ونوه منصور أن التعاطي مع جائحة كورونا اليوم هو أصعب من بداية هذه الأزمة الصحية قبل حوالي العام والنصف، بسبب الشح في الأدوية وعدم قدرة المستشفيات لاستقبال حالات مرضية جديدة.
معبراً عن أسفه أننا وصلنا لمرحلة يُعامل فيها الإنسان في لبنان وكأنه من الدرجة العاشرة، في ظل تدني الرواتب والأجور ليصل الحد الأدنى لحوالي 30 دولار أميركي في حين كان قبل حوالي العام والنصف يعادل حوالي 600 دولار.
مشيراً أن المأساة تتفاقم وتداعياتها خطيرة في المستقبل، وبشكل خاص في برج البراجنة الذي يشكل سكانها حوالي 8% من إجمالي عدد سكان لبنان، والإمكانيات المادية المتوفرة لدى رئاسة البلدية لا تسمح بالاستمرار بمثل هذه الأوضاع.
كما وأن البلدية تقدم مساعدات صحية وأدوية بمركز الرعاية الصحية وتوزع مجاناً على المواطنين، ولكن البلدية في الوقت الراهن ليس لديها القدرة المادية على تحمل نفقات العلاج.
وبسبب قلة الإمكانيات المادية المتوافرة في اعتمادات وزارة الصحة على الرغم من النشاط والمجهود الكبير الذي بذلته الوزارة في سبيل مكافحة جائحة كورونا، فإن البلدية تستعين بالمنظمات الدولية، كما وتتواصل مع الخيريين وأصحاب الأيادي البيضاء وخاصة معتربي برج البراجنة، حيث تم توزيع في شهر رمضان مساعدات غذائية وأجهزة طبية ومساعدات مالية للعائلات الأكثر عوزاً ممن تضررت من الأزمة الاقتصادية أو توقفت أعمالها بسبب الحجر الصحي.
ولفت منصور إلى أن المساعدات ليست مستمرة مدى الحياة ولا يتمكن الاتكال عليها فقط، لذلك يجب أن تكون هناك حلول جذرية لتوفير سيولة نقدية، حيث أن البلدية تعتمد على ما يخصص لها من موازنة الصندوق البلدي المستقل الذي لم تقبضه البلدات بعد على الرغم من صدور القرار من السيد وزير المالية، واعتمادها الثاني على رخص البناء الذي كانت تدر على بلدية برج البراجنة سابقاً حوالي 8 مليارات ليرة لبنانية، أما اليوم فلا توجد أي رخصة، كما وأن الجباية انخفضت 90% بسبب عم توافر القطع النقدي لدى المواطنين.
ونوه إلى أن البلدية اضطرت في هذه الظروف إلى تخفيض أجور ورواتب موظفيها، والاستغناء عن خدمات 34 عامل مياوم.
منصور: لبنان يعيش كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية مستمرة إلى زمن غير معلوم.
أما عن ملف الكهرباء فقد أشار رئيس بلدية برج البراجنة أن شركة الكهرباء غير قادرة على تأمين الكهرباء بسبب عدم توافر الفيول اللازم والكافي، أما المولدات فيوجد في البلدة 170 مولدة، سابقاً كانوا أصحاب المولدات قاردين على الحصول على الفيول اللازم لتأمين الكهرباء للمشترين ولكن مع ارتفاع سعر مادة المازوت لتصل إلى 130 ألف لكل 20 لتر، وتسعير الاشتراك بـ 500 ألف ليرة لبناني، تعرض أصحاب المولدات لخسائر لأن الكلفة تصل إلى مليون ونصف المليون ليرة لبنانية حتى تغطي نفقات تأمين الكهرباء.
وأوضح أن البلدية بالتنسيق مع بعض الجهات تقوم بتأمين كميات من المازوت ولكن لا كفي لتأمين الكهرباء على مدار الساعة وإنما 14 ساعة فقط في اليوم الواحد كحد أقصى.
وذكر منصور أن لبنان ارتهن للخارج والقرار ليس بيد اللبنانين، وهناك عملية تصفية حسابات إقليمة ودولية على أرض لبنان.
ووجه رسالة إلى القضاء اللبناني بأن يكون عادلاً ومنصفاً، وقد شهد ذلك خلال عمله في المحاماة والقانون لأكثر من 40 عاماً.
ويعود تاريخ برج البراجنة إلى العام 799م وربما قبل ذلك، حين قدم ” البراجنة” مع القبائل العربية إلى المنطقة في عهد الفتوحات الاسلامية وبالتحديد خلال الحملة العباسية سنة 757م.
أما ” البرج ” فهو عبارة عن برج عسكري يقع على تلة عالية تدعى تلة الليلكة حيث كان يشرف هذا البرج على معظم الأراضي والمناطق الساحلية الممتدة من خلدة حتى مداخل بيروت مرورا بسهل الشويفات (المعروف بصحراء الشويفات) ونهر الغدير وكفرشيما حتى سهل الإمام الأوزاعي وصعودا إلى منطقة الحدت.
وكانت المنطقة تحت حكم الأمراء الأرسلانيين (أصدقاء العباسيين)عام 758م، وكانت أراضيها مليئة بالآبار والأحراج والبساتين الغناء. وقد تدفق إليها أبناء الطائفة الشيعية منذ القرن الثامن عشر، ثم تدفق إليها بعض الجماعات المسيحيّة. وبقيت البلدة تابعة لإقطاع الأمراء الأرسلانيين، وإستمرت كذلك إلى العام 1770م.
تاريخ نشأتها:
كـان الأمـيـر فـخـر الـديـن الـمـعـنـي الأول الـذي حـكـم الـشـوف وجـبـل لـبـنـان مـن سـنـة 1516 م لـغـايـة قـتـلـه سـنـة 1544 م يـسـكـن أحـيـانـاً فـي بـلـدة بـرج الـبـراجـنـة .
كـمـا تـربـى الأمـيـر بـشـيـر الـشـهـابـي الـثـانـي الـكـبـيـر (الـذي تـولـى إمـارة الـجـبـل مـن سـنـة 1788 م لـغـايـة 1840 م ) فـي ربـوع بـرج الـبـراجـنـة، وجـعـلـهـا مـقـراً لـعـائـلـتـه وقـد ازدهـرت بـرج الـبـراجـنـة أيـام الأمـيـر بـشـيـر الـذي كـان دائـم الـتـردد إلـيـهـا لـزيـارة والـدتـه ( أو مـربـيـتـه مـن آل الـشـعـلانـي) الـتـي لـم تـتـرك الـبـرج يـومـا .
أمراء سكنوا في برج البراجنة
عندما ظهر نظام لبنان الاساسي،بدأ أبناء القرية يمتلكون العقارات ومعها بدأ ازدهار البلدة حتى غدت في القرن التاسع عشر من أكبر البلدات، وقبل نهاية هذا القرن شُقت الطرقات إلى بيروت لتجر العربات،
حوالي 1890 بدأت الهجرة تشد أولادها إلى الخارج، حيث المجالات متوفرة لتحقيق الطموح، ورغم الهجرة كانت نسبة الأهالي لا بأس بها ” فمن الأسلام السنيين كان 50 ومن الموارنة 2500 ومن الروم الكاثوليك25 ومن المتاولة 1500 ” كما ورد في اخبار الأعيان للشدياق .
يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب
- تصوير: نسرين الأعور
يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع
You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site
Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site