الحقيقة نيوز تحاور رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون

أجرت رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين، حواراً مع رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون.

وأجاب شمعون في مطلع حديثه عن السؤال الذي يتداول كثيراً في الأوساط الشعبية عن غياب الوطنيين الأحرار عن الساحة السياسة، حيث قال أن السبب في هذا البعد عن المعتركات السياسية هو الموقف الثابت للحزب منذ عام 1990.

وأضاف أنه بعد اغتيال رئيس الحزب السابق داني شمعون، مر الحزب بفترات صعبة للغاية وخاصة خلال تواجد الجيش السوري في لبنان حتى عام 2005، وهذا التواجد لم يساعد على النهوض بالحزب والحزبيين في العديد من المناطق اللبنانية، وقد تعرضوا للتهديدات والضغوطات ولم نستطع حمايتهم، فكان القرار هو الابتعاد عن المشهد السياسي لتجنيب الحزبيين هذه الضغوطات.

ومن ناحية ثانية كان هناك مشاكل مع الحلفاء الذين انتقلوا للمقلب الآخر وعملوا باجتهاد للحصول على بعض الامتيازات النيابية والوزارية، وبسبب هذه المحسوبيات وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.

فعبر شمعون عن الروحية الحزبية بقوله “عندما يصاب حزب الأحرار بالتعب فهذا يعني أن الروحية والنفسية الحرة في لبنان ستصاب بالتعب“.

مشيراً إلى أنه سابقاً كنا مع الحلفاء نبني وطناً للجميع، إلا أن الفساد والخراب قد عم واستشرى، ونحن لدينا مبادئ ثابتة بعدم الاشتراك في هذه الجريمة، علماً أنه قُدم لنا عروض مغرية في عام 1992 عند إجراء أي انتخابات، حيث أن أشخاص كانوا تابعين للرئيس الهراوي عرضوا علينا 15 مقعد نيابي و4 وزاراء وعدد من المناصب الحكومية، مقابل أن نساير الحكومة في دمشق وأن نخفض سقف معارضتنا بالحد المسموح لنا به من قبل السوريين.

وفيما بعد تغيرت الأوضاع وانسحب الجيش السوري من لبنان في عام 2005، وقامت ثورة الأرز، إلا أن الحلفاء وخاصة (14 آذار) استبعدونا عن المشهد السياسي على الرغم أن الرئيس دوري شمعون كان يقف وحيداً على الرغم من التهديدات التي كان يتعرض لها ، في وقت كان فيه الرئيس ميشال عون في المنفى، والدكتور سمير جعجع في السجن.

وفي الانتخابات الاخيرة تعرض الحزب لخيبة أمل كبيرة فكان للمال السياسي الدور الاكبر في هذه العملية الانتخابية حتى أن المراقبين الدوليين قد أشاروا إلى ذلك في تقاريرهم.

منوهاً إلى أن أغلب وسائل الإعلام اعتادت على إجراء مقابلات مع من يدفع أكثر، والوطنيين الأحرار لا يتعاملوا بهذا الأسلوب، بالإضافة إلى عدم وجود موارد للحزب والأموال التي كانت مودعة في المصارف حالها حال جميع أموال اللبنانيين، ونحن لم نسرق مال الشعب كما فعل البعض.

وعن التقارب بالخط السياسي مع حزب الكتائب، لفت شمعون أنه تاريخياً شارك حزب الوطنيين الأحرار بالتحالف الثلاثي الذي عقده الرئيس شمعون والعميد ريمون إده والشيخ بيار الجميل، وذلك للتخلص من سطوة وهيمنة المكتب الثاني، ونجحوا في ذلك، وأثناء الحرب الأهلية (تذكر ولا تعاد) جمعنا القدر في أن نكون مع الكتائب في خندق واحد.

ونوه إن الأحرار اليوم على مسافة واحدة من الجميع، إن كانوا مع الثورة أو مع الأحزاب التقليدية شرط ان لا يكونوا مشاركين بالفساد .

وعن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، قال شمعون أن لبنان اقتصادياً توفي ولكن لم يخبرونا بعد ميعاد الدفن، وبالعودة إلى أسطورة طائر الفنيق إن لبنان سينهض من تحت الرماد إلا أنه لا يجوز أن يتم بناء وطن سليم على أسس غير سليمة لا ترضي طموحات الشعب اللبناني.

وعن رأيه بعهد الرئيس ميشال عون، أجاب أن الكثير من اللبنانيين قد خابت آمالهم في هذا العهد ولم ينفذ أي من الوعود التي قطعها، والحل اليوم بيد الشعب أولاً واخيراً، وعلى هذا الشعب أن ينهض من غفلته فالسياسين وصلوا إلى مناصبهم عبر الشعب الذي انتخبهم ومنحهم الثقة، فالانتخابات مسؤولية وليس فقط من أجل الحصول على بعض المال أثناء العملية الانتخابية، الشعب اللبناني قادر على المحاسبة والنهوض بشكل سيذهل العالم.

أما عن الثورة، فأكد أن الثورة لم تنتهي وإنما عدم تواجد الثوار في الساحات له عدة أسباب، وأبرزها أزمة جائحة كورونا والردع وتعامل القوى الأمنية مع الثوار بشكل قاسي وهذا يتعارض مع الديمقراطية والحق في التعبير عن وجعهم وجوعهم، اليوم كل مواطن هو ثائر في منزله.

ولفت شمعون إلى أن الدعم هو ما يشجع على التهريب بسبب فرق الأسعار مع سوريا، فأصبحت تجارة رابحة على حساب الشعب اللبناني الذي أصبح “كبش المحرقة”.

والدعم على السلع الأساسية سيتوقف يوماً ما، وما يتم الآن هو رفع الدعم تدريجياً حتى لا تكون صدمة مفاجأة، ولو أنهم سمحوا للتجار باستيراد مادة لمحروقات وبيعها بالسعر الحقيقي مع هامش ربح قليل، لما شهدنا هذه الأزمة.

ونوه إلى أن الرئيس كميل نمر شمعون عندما كان وزيراً للمالية في عام 1984، تحدث عن ملف رفع الدعم وأن الدولة غير قادرة على السير في هذا المنحى، لكن استمروا بالدعم وتثبيت سعر صرف الدولار الأميركي لتهدئة المواطنين لكنها كانت “قنبلة موقوتة” وآن أوانها.

وأوضح أن الرئيس نبيه بري لم يعد قادر على تدوير الزوايا، فالمواطنين ثائرين على الفساد والطبقة السياسية التي استغلت مواقعها وسرقت أموالهم، والرئيس المكلف سعد الحريري غير قادر على تشكيل حكومة وإدارتها وقد فشل في السابق.

ولا يوجد اليوم أحد قادر وحده على تحمل هذه المرحلة بمفرده، ويجب أن يكون هناك فريق عمل ودعم دولي وقوى أمنية متواجدة بشكل فعال خوفاً من الفوضى.

وذكر أنه لم يتبق لدينا حلول إلا مبادرة بكركي، وهي حياد لبنان ومؤتمر دولي لخلاص لبنان، وهما ما يعطيانا الأمل بالوصول لحل.

يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب

  • تصوير: منال فرحو

يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع

You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site

Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى