تعيين السفراء والقناصل في لبنان يحتكم إلى مبدأ المحاصصة… حلمي شريف في كندا: بري رفض أن أتعيّن قنصلًا فخريًّا في مدينة وينسدور

المصدر: DiasporaON - باميلا فاخوري

لأن العمل الوطني البحت عملة نادرة، ولأن المحسوبيات هي المبدأ الوحيد الذي يسمح لكلّ من تسوّل له نفسه الإنخراط في العمل السياسي، يخرج من لبنان كلّ من يسعى لأن يعتمد على كفاءته ومشاعره الوطنية ليخدم مواطنيه. ومن بين هؤلاء الناشط السياسي الذي اختار كندا موطنًا له بعد أن أرغم على الهجرة حلمي شريف.

وكشف شريف في حديثٍ لموقع DiasporaOn عما حال دون تعيينه قنصلًا فخريًّا لمدينة ويندسور في ولاية اونتاريو الكندية كما عن موقفه من من وصفهم ب”أمراء الحرب” بشكل عام و رئيس مجلس النواب نبيه برّي قائلًا: “لديّ موقفي من بري. هو من رفض أن أكون قنصلًا في مدينة وينسدور في ولاية أونتاريو على الرغم من أنني أخدم الجالية”.

وفي التفاصيل أوضح شريف أنّه ” جمع إمضاء حوالي ١٠٠٠ لبناني في مدينة ويندسور وهم أنفسهم يريدونني قنصلًا لهم”، هذا من جهة، امّا من جهةٍ أخرى “فوزارة الخارجية طلبت تعيين قناصل فخريين و أنا قدمت طلبي كما هو متعارف عليه إلى السفارة ليصار إلى إرساله بالحقيبة الدبلوماسية إلى وزارة الخارجية وتاليًا لقد قدّمت سيرتي الذاتي للسفير وبحث فيها وفي قدراتي ومعارفي، ولقد لقيت استحسانًا منه وكنت أتحضر لأن أكون قنصلًا فخريًّا إلا أنّ الرفض جاء من حركة أمل”.
و تابع: “لقد تحدثت إلى رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، وطلبت إليه استفسارًا عما حدث فقالها لي بصريح العبارة أن الرفض جاء بلسان علي حسن خليل.”

هذا مع العلم أنّ القناصل اللبنانيين يفترض أن يتمّ اختيارهم بناءً على طلب وزارة الخارجية والتي تطلب بدورها إلى السفراء اقتراح الأسماء بالإستناد إلى الكفاءة والتي يفترض بها ايضًا ألا تؤخذ بحسب المحسوبيات الزعامتية. الّا أن الأمر يتكرّر مع غالبية الحالات، بحسب ما ينقله المغتربون لموقع diasporaOn، في اكثر من حديث ومناسبة.

وبالعودة الى شريف وقصّة سفره الى كندا، روى أنه “هجّرنا قصرًا من لبنان إلى كندا في العام 1991، إذ لا يمكن العيش بكرامة في لبنان من دون الخضوع لمبدأ المحسوبيات، ولأننا كنّا لا ننتمي سوى للبنان. فعزمت ترك لبنان واللجوء للخارج علّني أستطيع أن أخدم الوطن ولو في الإغتراب”. ولفت إلى أنه “ناشط في جمعية في كندا لحقوق الإنسان”.

و أضاف: “لقد انخرطت في العمل السياسي في كندا وترشحت الى مقعد نيابي لمراتٍ ثلاث وفشلت على الرغم من أنني كنت قريبًا جدًّا من الفوز. وفي معركة من المعارك الإنتخابية خسرت لأنني لم أقبل المساومة على مبادئي. إذ كان مطلوبًا وقتها المشي في مسيرة لدعم مثليي الجنس إلا أنني رفضت ذلك، وفضّلت أن أكون نفسي والتضامن مع القتلى الذين وقعوا في النرويج وأضأت الشموع عن ارواحهم”.

وأشار إلى أنّ “خسارتي في الإنتخابات الكندية لم تثنني عن العمل في الشأن العام أو خدمة الناس”.

من جهة أخرى، كشف أنّ “بعضًا من الجالية اللبنانية عملوا ضدي وساهموا بخسارتي على الرغم من أنني أخدم الجالية”.
وأوضح على خطّ موازٍ أنّ شقيقته في كليفلاند تعمل إلى جانب القنصل الفخري فيها على القيام بأعمال القنصلية الفخرية اللبنانية فيها ومعبّرًا عن فخره بها.

ولفت الى انه “اليوم في الحزب الليبرالي الذي يترأسه ترودو”.
واعتبر شريف أنّ “الشعب عندما يصل إلى الإغتراب يحمل معه كلّ السّيئات التي ترعرع عليها”، قائلا: “نحن اللبنانيون فاسدون ونركض خلف الزعماء، من ثمّ نثور ونطالب بحقوقنا وما نلبث بعدها أن نلحق بالسياسيين ونعود إلى كنفهم”.
ودعا “المثقفين أن يبقوا في لبنان ليساهموا بالتغيير ولينشروا الوعي”.

وشدد على أنّ “على انتمائنا أن يكون حصرًا للوطن لا للأحزاب. أنا لا أنكر تقديسي للمقاومة إلا أنني أقدسها انطلاقًا من حمايتها للبنان ودفاعها عنه فقط”.
ورأى أنه “لولا وجود المقاومة لما بقي وطنٌ اسمه لبنان وما كنا لنفلت من مشروع اسرائيل الكبرى الذي تمتد من دجلة والفرات إلى النيل”.
و قال: “التغيير ينبغي أن يفرض فرضًا، وهدفنا الإصلاح”.

وعن علاقته بشقيقه الفنان معين شريف وأوجه التقارب والإختلاف بينهما لفت إلى أنّ ” نحن قريبان جدًا ولدينا المبادئ عينها. في ما مضى كنت أعلم شقيقي الغناء شجعته على الدخول في المجال الفني. و صحيح أنّ صوتي جميل إلا أنني لم اشأ الدخول في المجال الفني. وأرى معين دبلوماسيًّا أكثر منّي، وأنا أكثر جمودًا في أسلوبي لا أساوم على مبادئي أبدًا”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى