الرأي العام اللبناني يستطيع مخاطبة الأمم المتحدة والالتفاف حول البطريرك ضروري

أجرت رئيس تحرير الحقيقة نيوز لوريت ساسين، حواراً مع عضو مؤسس ومنسق “لقاء لبنان المحايد ” الاستاذ جورج الريّس.

أكد الريّس ان تأسيس اللقاء جاء بعد نداء غبطة البطريرك “مار بشارة بطرس الراعي” والذي طالب فيها بحياد لبنان وخروجه من الصراعات الاقليمية، هذا النداء التاريخي بحسب ما وصفه الريس.

وفي كانون الثاني 2021 كانت الانطلاقة الرسمية وإعلان البيان التأسيسي للقاء.

هدف لقاء لبنان المحايد “حياد لبنان من أجل السلام والإنسان”،واكد الريّس بأن الحياد هو في وجدان وطننا منذ تأسيسه وإعلان دولة لبنان الكبير الذي سعى له غبطة البطريرك الراحل ” الياس الحويك” مروراً بمقولة “لا شرق ولا غرب” الذي أطلقها رئيس الحكومة الشهيد” رياض الصلح” إلى أن اهتز السلام والحياد عام 1958 عندما أعلن عن وحدة مصر وسوريا تحت اسم “الجمهورية العربية المتحدة” ومحاولة ضمّ لبنان الى هذه الجمهورية.

أما الهزة الثانية التي تعرض لها لبنان فكانت بعد اتفاقية القاهرة سنة 1969، عندما تنازل لبنان عن سيادته وسمح للكفاح المسلح الفلسطيني أن ينطلق بعملياته العسكرية من جنوب لبنان ضد العدو الاسرائيلي، مما ادّى لـ 13 نيسان 1975 واندلاع الحرب في لبنان وما شهدناه من حروب ومآساة إلى أن وصلنا إلى “اتفاق الطائف” وما جرى طيلة 15 سنة من استغلال لهذا الاتفاق حتى اندلعت ثورة الأرز عام 2005 وخروج الجيش السوري من لبنان، ليتم استبدال الاحتلال باحتلال مقنّع وبات لبنان تحت الهيمنة الإيرانية المتجسدة بحزب الله، وضرب حياد لبنان من خلال زجه في صراعات المنطقة، بدايةً من اليمن والبحرين مروراً بالعراق والمشاركة المباشرة في الحرب السورية.
وأشار الريّس بأن “لقاء لبنان المحايد” استند أيضاً على مذكرة الحياد الإيجابي والناشط التي أطلقها البطريرك “الراعي” وعن ابعادها الثلاث والتي اختصرها الريس بنقاطها الثلاث :
1: عدم تدخل لبنان في شؤون الدول السياسية وعدم تدخل الدول في شؤونه، ومنع استعمال الأراضي اللبنانية لأي غرض عسكري حربي ضد.
2_يبقى لبنان رغم حياده عضو ناشط في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية مناصر للقضايا الإنسانية فلبنان دولة مساندة وليس دولة مواجهة.
3_بناء دولة قوية بجيشها القوي ومؤسساتها القوية، لحماية لبنان من أي اعتداء على اراضيه، ولحماية حياده.

وعن مخاطبة الأمم المتحدة أشار الريّس بأن الرأي العام للشعب اللبناني يستطيع مخاطبة الأمم المتحدة مباشرة إذ أن الأمم المتحدة تمثل الشعوب العالمية وليس الحكومات، وأكد على أن “لقاء لبنان المحايد” أعد الرسائل اللازمة عن الحياد وسيقوم بزيارة مقر الأمم المتحدة والجامعة العربية والسفارة الباباوية من أجل تسليمها ، كما ويقوم اللقاء بالتواصل مع مجموعات وجهات تعمل من أجل حياد لبنان.
وعاد وشدد الريس على أن الحياد لا يعني إلغاء دور لبنان في المنطقة والعالم، بل يساهم ويؤيد القضايا الإنسانية عربياً ودولياً، ودعم القرارات الأممية الإيجابية التي لا تمس بحكومات العالم وعلى أهمية بناء دولة لبنانية قوية وجيش حامي لحدودها وشعبها، ومؤسسات متماسكة، ودعم المبدعين واستقطاب العقول من أجل نهضة لبنان وتطوره.

وعن خسارة لبنان للفرص التاريخية : أشار الريّس إلى فرص عديدة أضاعها الشعب اللبناني منها عقب تفجير مرفأ بيروت وتدمير عاصمة لبنان ووقوع أكثر من 200 شهيد 6500 جريح والتي برأي الريس بأن شعب لبنان لو نزل بأكمله على الأرض لمدة 3 ايام لاطاح بتلك المنظومة السياسية ولكنه وللأسف صبّ جهده فقط على المساعدات الإنسانية ونسي بأن العدالة تحتاج إلى قوة شعبية تقوم بقلب الطاولة مباشرة بعد الانفجار الذي شُبه بانفجار هيروشيما، مؤكداً بأن تفجير مرفأ بيروت ليس عملاً حربياً على غرار قنبلة هيروشيما المعروفة المصدر والجهة الضاربة في الحرب، بل جريمة عظمى بحق الإنسانية ومن قام بها جهة نحتاج إلى تحقيق دولي لمعرفة مرتكبيها .
وتابع الريس بأن لبنان خسر المبادرة الفرنسية التي كانت تقضي على اقتلاع منظومة الفساد واستبدالها بحكومة من الأخصائيين، وخسر أيضاً مفاعيل صرخة البطريرك المطالبة بالحياد والتي لو التف الشعب اللبناني بسرعة من حولها لكانت حققت المراد منها، بدلاً من التأخير والتمييع.

وعن الدعم الوطني لنداء الحياد الذي أطلقه البطريرك ” الراعي”، أجاب الريّس بأن الرأي العام الشعبي يؤيد نداء البطريرك علانيةً، كما تؤيده الأحزاب السيادية في لبنان ولكن الأمور لم تأخذ مسارها القوي بعد وهناك دراسات عن الحياد تقدمها الأطراف الداعمة لغبطة البطريرك، وأيضاً قام لقاء لبنان المحايد بتقديم دراسته الأولى وهو الآن بصدد تشكيل طاولات مستديرة عن إشكاليات الحياد ورفع التوصيات منها وإعداد دراسته الثانية لغبطة البطريرك الماروني.

وعن المؤتمر الدولي وأهميته : أكد الريّس على دعم المؤتمر الدولي الذي يطالب فيه البطريرك الراعي من أجل إنقاذ لبنان وللقاء لبنان المحايد ورقته التي وضعها من أجل ذلك وتتضمن :

  • الاعتراف بنهائية الكيان اللبناني بشكل واضح وحاسم.
  • تنفيذ القرارات الدولية 1559_1680_1704 وعدم الالتفاف عليها.
  • تطبيق الدستور بشكل صحيح.
  • انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج سلطة سياسية جديدة.
  • انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
  • تشكيل حكومة انقاذية.
  • أعادت مدّ جسور العلاقات مع الإخوة العرب والأصدقاء في الغرب.
  • الدعم المالي للبنان ليعود ويصحح مساره الاقتصادي وينهض من جديد.

وفي الختام ناشد الريّس جميع الأفرقاء أن يقفوا إلى جانب البطريرك الراعي وصرخته من أجل حياد لبنان، وإلى جانب بكركي صخرة الإيمان الوطني التي عليها تأسس لبنان المئة عام، هذه الصخرة التي تستطيع بايمانها وصلابتها أن تؤسس للبنان جديد، للبنان الخمسمائة عام جديدة.

  • تصوير: نسرين الأعور

يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب

وايضاً عبر صفحة الحقيقة نيوز على الفيسبوك

يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع

You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site

Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى