التغيير نحو مستقبل افضل

سُــرى عبد الكريم الجنابي / بغداد

الجميع يعلم ان العراق مر بمآسي كثيرة لا تعد ولا تحصى ومن المؤكد ان الضحية الاولى والاخيرة هو الشعب العراقي .
بعد التجارب الديموقراطية ( الانتخابات) التي شهدها العراق بعد 2003 وسقوط النظام ، دخل العراق مرحلة جديدة تكاد تكون الاولى في تاريخه وهي الانتخابات الحرة التي تحدد مصير ومستقبل هذا البلد ، الدستور العراقي ينص على اجراء الانتخابات كل اربع سنوات وهي انتخاب لاعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الشعب العراقي ، ولان العراقيين لم يمارسوا هذا الحق سابقا فقد واجه المواطن العراقي تخبطات كبيرة في اختيار من يمثله ، فتارة يميل الى عاطفته وعشيرته وتارة اخرى يميل الى طائفته ومن هنا نجد ان الانتخابات السابقة بجميع مراحلها قد انجبت برلمانيين غير اكفاء لقيادة هذا البلد ولسوء الحظ قد تم استغلال عاطفة المواطن العراقي ، من قبل بعض المرشحين للفوز بمقاعد البرلمان .
سيشهد العراق في الاشهر القادمة انتخابات برلمانية جديدة ويمكن القول ان ما حدث في السابق من خروقات واخفاقات بسبب سوء الاختيار ، يبدو اننا سنشهد تغيرا في عقلية المواطن وسيضع العاطفة والطائفة اخر اهتماماته ، ان ما حدث في عام 2020 وخروج الشعب من جميع محافظاته مطالبا بالتغيير الشامل والجذري وقيام انتخابات مبكرة فقد نجحت ثورة تشرين في تغير رئيس الوزارء وتغيير قوانين الانتخابات لصالح الشعب ، نجد ان عقليه الناخب ( الشعب العراقي ) قد تغيرت بشكل كبير عن السابق ، ان الانتخابات القادمة ستكون مختلفة عن سابقتها لزيادة وعي المواطن العراقي .
ان ظهور حركات جديدة تدعو الى التغير لمستقبل افضل ومنها على سبيل المثال ( حركة العراق الوطنية) والتي ظهرت بعد سلسلة من الاحباطات التي مر بها الشعب العراقي ، فقد جمعت هذه الحركة العديد من النخب العلمية والاعلامية والاقتصادية لقيادة البلد وايصاله الى بر الامان ، لم تنتهج حركة العراق الوطنية المنهج التقليدي في تشكيل الاحزاب والتيارات السياسية انما إختطت لذاتها مساراً شعبياً يتناغم مع متطلبات المرحلة ومطالبات العراقيين، وعلى وفق هذا الحراك كانت أهدافنا واضحة المعالم ومباشرة في السلام والعدالة والتنمية، ذلك لاننا ندرك جيدا ان بلادنا لم تنعم بسلام حقيقي منذ بدايات النصف الثاني من القرن، حيث بداية خمسينياته.
وتعاقبت الانقلابات الدموية في العراق مع بداية الستينيات والحكم العارفي ومن بعده عصابات البعث فالحقبة الصدامية من الحروب المجانية والاحتلال، لذا كان الـ (سلام) أول أولويات أهدافنا.
وبقراءة موجزة للتأريخ العراقي المعاصر نجد الكثير من كفاءاتنا لم تتسنم المسؤوليات الملائمة لخبراتها وتأريخها الوظيفي، فكان العريف وزيرا وبائع الثلج نائبا للرئيس وقبلهما الرئيس الجلاد مهيباً، لتتكرر الحالة بعد الاحتلال فيتحول الزبال دكتورا والعتال ضابطا والحمال موظفا مرموقا، وبقدر احترامنا لكل المهن والطبقات لكننا نريد للانسان العراقي ما يلائم تعليمه وخبرته وكفاءته كي ننهض حقا ببلادنا بعيدا عن ظاهرة ضباط الدمج، ودكاترة التزوير فكان هدفنا هو تحقيق الـ (عدالة) الاجتماعية والوظيفية والاقتصادية.
وبرغم الثروة النفطية الزاخرة، والبنية الزراعية لطبيعة وادي الرافدين لكنه لايزال في حزمة الدولة النامية التي لم تنمو يوما! وحق عليهارالقول بانها العالم الثالث المستدام، فكان لزاما على حركتنا، وكل الاحزاب والتوجهات الوطنية الحقيقية ان تضع الـ (تنمية) هدفاً ومبتغى وغايةً في جملة، بل في أبرز أهدافها.
من هنا لا يسعنا الا ان نقول ان خروج العراق من نفق الظلام بات قريبا .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى