رئيس البلدية عرسال: نحن في صدد إنشاء تجمع يضم كل مخيمات النازحين في منطقة واحدة

بحنك رجل الدولة، وخبرة القيادي والإداري يدير بقعة ليست أنظار اللبنانيين فقط موجها إليها فقط، بل أنظار العالم، عرسال التي كانت ملجأ للنازحين السوريين الهاربين من ويلات الحرب.
التقت الحقيقة نيوز برئيس بلدية عرسال الأستاذ باسل الحجيري، ليدور الحوار عن أوضاع النازحيين السوريين، وأزمة جائحة كورونا.
حيث ذكر الحجيري منذ بداية الحرب في سوريا في عام 2011، دخل عدد كبير من السوريين إلى عرسال هرباً من الأعمال الحربية الدائرة في بلادهم، بعضهم فضل الانتقال إلى باقي المدن اللبنانية، وبعضهم استقر في عرسال، ويبلغ عدد المتواجدين حالياً في البلدة حوالي 70 ألف سوري، في حين يتواجد 30 ألف لبناني فقطـ، أي أن نسبة السوريين بغلت 70% من القاطنيين في البلدة اللبنانية، والأعداد في ازدياد بسبب كثرة حالات الزواج والولادة، وبالتالي ازدادت احتياجاتهم والأعباء الموكلة على البلدية، لتوسيع المخيمات واستهلاك البنى التحتية التي هي من أساسها ضعيفة نسبياً.
ونحن بدورنا كبلدية تم أخذ الموضوع على الصعيد الإنساني البحت وروابط الأخوة، فلا نستطيع أن نقوم بطرد شخص نزح من بيته ولديه أطفال، وهم أيضاً ليسوا بسعداء أنهم يعيشون في الخيم بعيداً عن منازلهم، والبلدية لم تتدخل بالموضوع الأمني وبقي أمر معالجته على عاتق الدولة اللبنانية.
وأضاف أنع وبعد مرور أكثر من 10 سنوات على الأزمة السورية، لم نشهد بوادر حل واضحة، يجب أن يتم معالجة موضوع النازحين بشكل فعال وجدي، واتخذنا قرار بعدم نصب أي خيمة إضافية في المخيمات، واقتصر الأمر على الترميم الضروري للخيم.
وأفاد أن بلدية عرسال اقترحت على وزارة الداخلية نقل وجمع جميع المخيمات في مكان واحد ضمن تنظيم معين، ويتم تجهيز بنى تحتية تخدم هذا التجمع، وتم التواصل مع الجهات الأمنية ورحبوا بالفكرة، كما وتواصلنا مع الجهات المانحة، ونحن بانتظار موافقة وزارة الداخلية ورئاسة مجلس الوزراء، واتخاذ قرار سياسي بذلك، ومن المتوقع أن نسلتم قرار وزارة الداخلية خلال الساعات القادمة.
مضيفاً أن هذه العملية تصب في مصلحة السوريين على عكس ما يفكرون، فالتنظيم سيوفر لهم بيئة أفضل للعيش، ويوفر لهم حاجياتهم بشكل منظم، مع تأمين الحماية والتعليم لأطفالهم، والعناية الطبية اللازمة.
وما شجعنا على الإقدام على تنظيم المخيمات أن تكاليف المشروع لن تتحملها الدولة اللبنانية التي تعاني من حالة شلل في ظل هذه الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تعصف بلبنان، بل سيتم التواصل مع المفوضية العليا للاجئين والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية الأخرى لتحمل تكاليف إنشاء تجمع للمخيمات، في حال تم إقناعهم بالمشروع وموافقة الدولة اللبنانية.
وهذا ما يؤدي أيضاً إلى اختفاء التوترات والمشاكل الموجودة حالياً في محيط المخيمات، بين النازحين السوريين وأهالي عرسال.
مشيراً إلى أن كل سوري لديه الرغبة أن يعود إلى بلده ومنزله، وهذه الفطرة الطبيعية للإنسان، ولكن لديهم شعور أن الظروف ليست مواتية حالياً للعودة، وهذه الحسابات نعتبرها (سورية – سورية) لا نتدخل بها، علماً أن هناك الكثير من النازحين لم تتهدم بيوتهم جراء الأعمال الحربية.
وتمنى الحجيري عودة الاستقرار لسوريا، وعودة جميع المهجرين لمدنهم وأرزاقهم ومواطنهم، وإعادة إعمار سوريا، فبذلك يتوفر مناخ صحي في المنطقة لعودة حالة الاستقرار، معتبراً أن إذا كان سوريا بخير فلبنان بخير، فالوضع في سوريا أصعب وأخطر من لبنان، ونلاحظ اليوم تهريب المواد من لبنان إلى سوريا، ليست للبنان القدرة على أن يتحمل تكاليف هذه الوضع.

وعن أزمة جائحة كورونا أخبرنا رئيس بلدية عرسال الأستاذ باسل الحجيري أنه في خريف 2020 كان لدينا موجة إصابات كبيرة، وتم تسجيل 800 إصابة، ولكن كان هناك أكثر بكثير من هذا الرقم، حيث أن العديد من المصابين لا يصرحون جميعهم بحالتهم الصحية، ويبدو أننا اكتسبنا “مناعة القطيع” عن دون قصد، وتم تسجيل رسمياً 23 حالة وفاة، ولكن أظن أن العدد يفوق الـ 50 حالة.
وفي شهر تشرين الأول وتشرين الثاني، اختفت الإصابات ولم يعد يسجل سوى حالة أو حالتين كل فترة من 100 ألف شخص، ولكن في شهر آذار 2021 ظهرت حالات من السلالة المطورة لفايروس كورونا.
وعند رصد أي حالة يتم فوراً إجراء فحص الـ PCR، واتخاذ التدابير الاحترازية والصحية اللازمة، وحجره صحياً، مع تأمين حاجياته من مواد غذائية وطبية ومعقمات.
حيث أن البلدية تقوم بالخطوة الأولى وهي الحجر الصحي وتأمين مستلزماته الشخصية، وبعد ذلك تقوم كل جهة بالتدخل لمساعدة المصاب إن كان مؤسسة رسمية، أو منظمة دولية، أو حتى أصحاب أيادي بيضاء من أهالي عرسال، والحجر يتم في خيم المصابين أو بيوتهم، ولا يوجد مركز حجر صحي في عرسال، رغم محاولتنا لإنشاء مثل هكذا مركز ولكن لم نجد الاستجابة المطلوبة من الوزارات المعنية.
وكل إنسان بمكانه يعمل ويجاهد من مكانه، ولاحظنا الجهود الجبارة التي قامت بها وزارة الصحة لمكافحة فايروس كرورنا والحد من انتشاره.
وأشار إلى أن وزارة الصحة قامت بالعديد من الحملات لإجراء فحوصات الـ PCR بالتعاون مع مشفى رزق ومنظمة أطباء بلا حدود.
ونوه إلى أن جميع أعمال البلدية متوقفة بسبب نقص الموارد المالية، والتكاليف العالية للقيام بأي مشروع كونه يتم تسعيره على الدولار الأميركي، ولكن كبلدية نعمل جاهداً على استقطاب الجهات المناحة والمنظمة والجمعيات، ونعمل حالياً على مشروع لتشغيل بئر مياه على الطاقة الشمسية، والتجهيز لمعمل لتجفيف الفواكه بالتعاون مع مؤسسة “رينيه معوض”، وإنشاء مثل هذا المعمل له فوائد اقتصادية كبيرة على المنطقة، حيث يوفر العديد من فرص العمل.
وحالياً التركيز منصب على القطاع الزراعي، ونقوم بورشات تدريبية للمزارعين لتحسين الإنتاج، بالإضافة إلى شق طرقات زراعية لتسهيل عمل المزارع في الوصول إلى أرضه وتصريف محاصيله.
وقد لزمنا مشروع لحفر آبار مياه للسقاية لمؤسسة مياه البقاع، ونحن بانتظار أن يباشروا بالعمل، وتم العمل مع منظمات لتحسين وتأهيل شبكة الكهرباء.
وقامت البلدية باستئجار مبنى خاص لإنشاء مدرسة، تحملت بلدية عرسال تكاليف إيجاره وتجهيزه.
أما المشاريع التي كانت تقوم بتفيذها مؤسسات الدولة قد توقفت بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي.
وبلدية عرسال حالياً تقوم بضبط النفقات، حتى يتوفر لها السيولة الكافية للقيام بدفع أجور الموظفين والقيام بالإصلاحات والأعمال الضرورية، كجمع النفايات وترحيلها، ويتم العمل حالياً على إنشاء معمل فرز النفايات، وخلال فترة قصير سيتم بدء العمل فيه.
وتبرع الفرنسيون بإنشاء شبكة صرف صحية ومحطة تكرير وتم رصد حوالي 26 مليون يورو، وقد يصل لحوالي 38 مليون يورو.
وعملنا مع وزارة المالية لاتخاذ القرار بتخصيص أرض لبناء مشفى حكومي يتسع لحوالي 50 سرير، وفعلاً تم تخصيص المكان وتم التصميم الهندسي للمشفى، ولكن توفق العمل في هذا المشروع بسبب الأزمة المالية الحالية.

يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب

  • أجرت الحوار رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين
  • تصوير: الإعلامية نسرين الأعور

يمكنكم قراءة الحوار بكل لغات العالم من خلال الضغط على علم البلد المطلوب الموجود في أسفل الموقع

You can read the dialogue in all languages of the world by clicking on the flag of the desired country at the bottom of the site

Vous pouvez lire le dialogue dans toutes les langues du monde en cliquant sur le drapeau du pays souhaité en bas du site

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى