مقابلة مع رئيس بلدية دوما الدكتور أسد فايز عيسى

أجرت رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين، حواراً مع رئيس بلدية دوما الدكتور أسد فايز عيسى.

ما معنى “دوما”؟

لم يجمع المؤرخون على سبب تسمية البلدة بهذا الاسم، وكان يقال أن كلمة “دوما” أصلها فينيقية من آله الصحة “دومينوس”.

وفي رواية اخرى قيل أن أصل التسمية إغريقية وتعني القصر أو القلعة، وكما يُعتقد أنها نسبة إلى جوليا دومنا وهي ابنة كاهن إله الشمس من حمص، تزوجها القيصر الروماني سيبتيموس سيفيروس وينى لها قصراً فخماً في البلدة، وقيل أيضاً أن أصل الكلمة عبري ويعني الهدوء.

وكانت “دوما” تُعرف بـ دوما الحديد لِمَا كانت تضمُّ من مناجم الحديد التي استخدمها أهلُها في صناعة جميع أنواع استخداماته ومن أشهرها بندقية صيد من دون براغي موجودة في المتحف الوطني.

موقعها الجغرافي

تقع  دوما في أعالي قضاء البترون إذ ترتفع ما بين 950م و1800م عن سطح البحر وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 1100 هكتاراً.

وهي على منخفض جبلي ومحاطة من جوانبها الثلاثة بالقمم والأودية وتنفتح على سهل كفرحلدا الفريد من نوعه والذي تسببت الزلازل بتكوينه.

وتبعد 42 كلم عن مدينة جبيل وحوالى 75 كلم عن بيروت على نقطة بين ثلاث أقضية هي قضاء البترون وقضاء الكورة وقضاء جبيل.

تنتشر فيها أشجار التفاح والكرز وحقول الزيتون وهي تشتهر بإنتاج زيت الزيتون.

أول صيدلية في بلاد الشام كانت في دوما عام 1867م

وجدت دوما في الفترة الأولى من تواجد الرومان في المنطقة، حيث أنشأ أحد رجالاتها قصراً فخماً.

كان لديها قديماً سوقاً يُخدم مناطق طرابلس وبعلبك الكورة وجبيل والبترون.

أنشئت فيها أول صيدلية في بلاد الشام عام 1867 م عرفت بـ”فرمشية غنمة”.

وأنشئت بلديتها عام 1882 م لتكون ثالث بلدية لبنانية.

وأنشأ متصرف جبل لبنان محكمة صلحية في البلدة أصبحت مركزا لمنطقة البترون في القرن التاسع عشر.

واشتهرت الحدادة وصناعة الأسلحة فيها أيام إبراهيم باشا واستخرج الحديد من جبلي دوما وترتج المجاورين.

وفي العام 1895م تأسس المسرح الدوماني الذي استمر حتى عام 1975م فنهبت محتوياته اثر الحرب الأهلية اللبنانية.

كما اشتهرت بمدارسها منذ عام 1850 ومنها: “مدرسة المعلم يزبك خير” و”مدرسة المعلم الياس وحيد الغرزوزي” التابعة للارساليين الأميركان و”مدرسة الخوري مخايل العشي” التابعة للأباء العازريين و”مدرسة المعلم نصر أيوب” و”المدرسة الوطنية” و”المدرسة الموسكوبية”.

واشتهرت بالتاريخ الحديث حين نفى حكام الانتداب الفرنسي بعض مجاهدي الاستقلال إليها مثل سليم سلام وسعدالله الجابري وعمر بيهم إثر قيادتهم لحركة معارضة واسعة ضد الفرنسيين في مطلع عشرينات القرن الماضي.

 

دوما الأثرية

تنتشر في البلدة العديد من الأثار والمعالم منها ناووس روماني ومعبد آله الصحة الروماني الذي أصبح كنيسة مار ضومط والعديد من الأبنية الوثنية القديمة التي تحولت إلى كنائس مثل كنيسة مار نهرا وكنيسة مار شليطا وكنيسة مار فوقا.

وهناك أكثر من مئة بيت تراثي تتميز بفنها المعماري الذي هو مزيج من اليونانية والتوسكانية واللبنانية المتأثرة بالطابع الذي أدخله الأمير فخرالدين.

ويمتاز البناء التراثي في دوما بالقناطر والمندلون والنوافذ الكبيرة والعالية والزخرفات حيث الشرفات والمساحات الشاسعة داخل الغرف وقد يتألف المنزل من طابق أو من طابقين.

دوما في ظل أزمة جائحة كورونا

وضح رئيس بلدية دوما الدكتور أسد فايز عيسى، كيف واجهت البلدة جائحة كورونا عن طريق تشكيل خلية أزمة تتألف من لجنتين.

الأولى هي “لجنة مكافحة كورونا” تتألف من عدة مجموعات مسؤولة عن مراقبة النقاط الصحية ومداخل البلدة ومجموعات توصيل الحاجيات للمواطنين في منازلهم، بسبب وجود بعض الإصابات مما اضطروا لخضوعهم للحجر الصحي.

أما اللجنة الثانية فكانت اللجنة الاجتماعية، وهدفها الأساسي هي الوقوف إلى جانب المواطنين بسبب تزامن أزمة كورونا مع الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيء الذي يمر به لبنان، وبالتالي قامت خلية الأزمة بحملة تبرعات مادية وعينة، تم توفير من خلالها:

1- الحصص الغذائية: حيث تم توفير حوالي 500 حصة غذائية للعائلات عبر 5 مراحل.

2- الأدوية المزمنة: استفاد من هذه الأدوية حوالي 550 شخص، وتم التوزيع عبر 5 مراحل.

3- فحوصات PCR: اجرت فحوصات الـ PCR  للمواطنين عند البلدية أحياناً على نفقة البلدية وأحياناً بالتعاون مع الجامعات مثل جامعة “البلمند”، واتحاد البلديات في قضاء البترون.

كما وتم توزيع حوالي 25 ألف كمامة ومواد معقمة خلال 5 أشهر، وتقدر التبرعات العينية والمادية بما يقار 270 مليون ليرة لبنانية.

كما وتم تأمين أماكن للعزل تقدمة من أبناء المنطقة وأصحاب الفنادق في البلدة، وتم تسجيل 3 إصابات بفيروس كورونا، وتم حجر المغتربين 14 يوم.

يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقة نيوز على اليوتيوب

تصوير: منال فرحو

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى