مئوية لبنان الكبير

الوزير السابق ايلي ماروني

سمعنا على مدى سنوات عمرنا الكثير من قصائد وأغاني الحب للبنان، وكلنا نحبه ، وكلنا دفعنا الدم والعرق والدموع ثمنآ لحريته وإستقلاله . وبلغة الفلسفة أو الإنشاء نستطيع أن نكتب الكثير الكثير في مناسبة مئوية إعلان دولة لبنان الكبير . لكن بلغة الشعب والواقع هنالك الكثير الكثير لنقوله عن هذه المناسبة الوطنية التي إختصرتها سلطة الواقع المرفوضة بغداء اللون الواحد تحت عنوان الترحيب بالرئيس الفرنسي الضيف إيمانويل ماكرون. وفي العودة إلى لغة الشعب والناس نسأل معهم : منذ مئة. سنة ، أيام الإنتداب كان في لبنان بعض أو أمل بالكهرباء، اليوم بعد مئة سنة في لبنان ظلمة . منذ مئة سنة (١٩٢٠) كان في لبنان سكة حديد وقطار ، اليوم بعد مئة سنةً( ٢٠٢٠) لم يعد في لبنان لا سكة ولا قطار . منذ مئة سنة كان لبنان أخضر اللون بغاباته وأحراجه ، اليوم بعد مئة سنة لم يعد في لبنان لا غابات ولا أحراج . منذ مئة سنة كان في لبنان ينابيع مياه وبرك مياه نظيفة نقية ، البوم بعد مئة سنة أصبحنا نشرب مياهآ ملوثة بالمجارير وقد إختفت البرك والينابيع . منذ مئة سنة، كان في لبنان مرفأ وإبحار وإستيراد وتصدير وفرص عمل وسياحة ، اليوم بعد مئة سنة المرفأ فجروه بإهمالهم وفسادهم وأزالوه من الوجود والبطالة عمت والهجرة كبرت . منذ مئة سنة كان في لبنان شعب يطالب بالحرية والإستقلال ويأمل بالمستقبل ويغني للبنان وينظم له الشعر، اليوم بعد مئة سنة ومئات الألوف من الشهداء ضاع الأمل وهاجر معظم الشعب وثار على الذين حكموا البلد منذ مئة سنة الذين دمروه وحرقوه وأعادوه إلى أيام حجر الصوان فلا بنية تحتية ولا خطط للمستقبل ولا مؤسسات ولا هيبة لدولة أو قانون ولا رحمة أو عدالة .وبعد مئة سنةجعلوا من شعبه نادمآ على الإستقلال ومترحمآ على الإنتداب كافرآ بسلطة. عنصرية إحتفلت بمئوية لبنان الكبير على أنقاض عاصمته وجثث أبنائه ويأس شبابه وخوف شيبه فمن هو المسؤول عن كل هذا؟ . لبنان الكبير ضاع بفسادهم وسرقتهم ومحاصصتهم ودمارهم وبدل أن يكون الشعب في الساحات يملأها فرحآ وبهجة وإحتفالات ، ها هو اليوم يتظاهر ويملأ الشوارع رافضآ لهذه السلطةمطالبآ النواب بالرحيل وبإنتخابات نيابية مبكرة وكافة المسؤولين بالخجل والرحمة والرحيل رافضين من يتلقى الأوامر وينفذ من نواب ووزراء وكأنهم بل هم دمى متحركة في حين أن الوطن يحتاج إلى رجال قرار وفعل . منذ مئة سنة كان عندنا لبنان الكبير ، اليوم بعد مئة سنة ضاع الكبير والصغير ولم يعد لدينا وطن فكفى إرحمونا وإرحلوا إرحلوا إرحلوا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى