لا لن نموت من الجوع لكن في قلوبنا غصّة من فساد حكّامنا الذين جلطونا

د طلال حمود- مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدودي

الشعب يلي بيقطف ورق العنب وبيعمل فيه أطيب أكلة بالعالم ما رح يجوع …
الشعب يلي جمع السمسم مع نبات الزعتر البري و بذور شجرة السماق و اخترع الزعتر….ما رح ينتصر عليه الجوع…
الشعب اللي بيهرس شوية بندورة وبيخلطهم مع شوية برغل وبيعمل منهم كمّونة البندورة اطيب اكلة شعبية جنوبية ما رح يجوع …

الشعب اللي اخترع كبّة العدس وزيّنها بكل انواع الخضار من فليفلة وفجل
على أنواعه ما رح يموت …

الشعب اللي تعوّد ياكل مجدّرة وعمل منها أصناف وأشكال شي مع الرز وشي محمّر مع البرغل ومع البصلة المحمّرة والبصل الأخضر ما رح يموت..

الشعب اللي تعوّد ياكل فول وحمّص ومسبّحة على الترويقة ويبقى شبعان طول النهار من بعدها مش ممكن يجوع..

الشعب يلي طحن الحمص والفول وخلطهم مع كمون
و قلاهم بالزيت واخترع أطيب سندويشة فلافل …
ما رح ينام جوعان..

الشعب اللي حافظ على زراعة شتلة التبغ على حدوده مع فلسطين، وتحدّى جيوش العدو الإسرائيلي ودبّاباته وطيرّاته أحياناً بصدورو العارية ما رح يفلّ وينسحب أو ينهزم ولا رح يموت …

الشعب اللي عندو مزارعين ورعاة غنم وماعز أصرّوا على الوصول لآخر شبر من أرضهم على حدودنا مع فلسطين، وخوّفوا جنود الكيان الغاصب وزرعوا في قلبهم الرعب والخوف والقلق ما رح يموت..

الشعب يلي جمع بقدونس ونعنع و بندورة مع شوية برغل وزيت وليمون وحامض وعمل” التبولة ” أكتر سلطة صحية بالعالم …ما رح يخلي أولادو يجوعو..

وبالمقابل بدّك خبرّك شو اللي جلطنا وأحبطنا وزرع اليأس فينا وخلّانا نموت كل نهار وليلة ألف مرة، ونفكّر كلّنا بالهجرة وركوب أوّل طيارة والوقوف بصفوف مُتتالية بعد ما يفتحو المطار والسفارات؟

هو عهر حكامنا وكذبهم ونفاقهم وهدرهم وفسادهم ومحاصصاتهم الوقحة الفجّة وقلة أخلاقهم ومتاجرتهم فينا، تحت شعارات كتير من الأحيان وهمية كاذبة ومبادئ سامية وقضايا عادلة ضلّلوا من خلالها الشعب وركبوا على ظهرو كل هالسنين

اللي رح يجلطتنا هو أنهم ما هانوا واستكانوا ولا خفّت همتهم عالسرقة وعالنهب طيلة كل هذي السنين وبعدهم هذا اللي بيدعم صهرو وهذا اللي بيعيّن اختو أو ابن عمّو أو ابن خالتو أو سكرتيرتو أو حتى عشيقتو
بس لأنهم من حاشيتو وازلامو…ليكونوا روح روح وتعى تعى واسروق وجيب نتقاسم الغلّة

اللي جلطنا إنهم عملوا معامل كهربا بلا كهربا ومدارس بلا طلاب وطرقات بلا زفت وسدود بلا ميّ ومشاريع وهمية ومناطق حرّة بلا تجارة… وسرقوا وين ما كان فيهم يسرقوا ولا يوم استحوا وخافوا من عذاب القبر ولا عقاب الرب اللي لا بُدّ واصلهم ولو طال الزمن…

اللي رح يجلطنا، عملو دستور ونظام وقوانين وآليات للتعين والترفيع والتشكيل وقواعد ومبادرات وما احترموا شي منها وضربوها كلها عرض الحائط قبل ما ينشف الحبر اللي كتبوه فيها…

اللي حرق قلبنا سرقة جنى عمرنا وعمر الفلاحين والحدّادين والنجّارين والعمال على كل تنوّعهم والأساتذة والعسكريين والأطباء والمهندسين والمحامين اللي طمعوا بإنهم بعد ما يخلصوا خدمتهم رح يلاقوا بالمصارف شوية مصاري يكمّلوا فيها مشوار حياتهم! واكتشفوا إنو عصابة أصحاب المصارف والحاكم رياض وبالتآمر مع كل اللي قالوا إنو “الودائع مقدسة” ما تاركين لهم سوى أرقام ع دفاتر ولا دولار واحد أخضر ولا من يحزنون وبعدهم بيقولولك إنو ودائعكم محفوظة بالصون والامان!!

اللي جالطنا كلنا هو إنوّ كلما انفتح لنا طاقة أمل ونقول قرّب حلمنا يتحقّق بالوطن العزيز والكرامة والعدالة والحرية والمساواة بيطلعوا من تحت كل المجارير والمكبّات ومطامر النفايات والمحارق والكسارات اللي زرعوها في كل ديرة وكل حارة ومدينة وضيعة.. وبيحطّموا حلمنا وبيكسروا عزيمتنا من حقدهم وخوفهم من توحّد الشعب وخوفهم على إنو الشعب اذا توحّد رح يرميهم بالبحر…او في هذه المطامر والمكبّات..

وبيبعتو زعرانهم وهمجهم وشبّيحتهم ليشيطنوا اي حراك أو ثورة أو انتفاضة وليقولوا للرأي العام شوفوا ثورتكم ورجالكم ومثقفيكم شو عم يحرقوا ويدنّسوا المدن والشوراع ويحرقوا محلّات الناس البريئة ويشتموا الرموز الدينية وبيرجعولنا خطوط التماس بين الشياح وعين الرمانة وب قصقص والطريق الجديدة وغيرها وغيرها…حتى نرتهب ونخاف وننضب عبيوتنا

لا يا حبيبي: لا يا بيك ويا زعيم ويا أستاذ ويا شيخ ويا مير ويا باشا ويا ما بعرف شو لقبك المصون ..
لا يا إقطاعي جديد وصاحب ميليشا معروف تاريخك و تاريخها ولا يافاسد مكشوف معروف والناس كلها عارفة فسادك ومُمارساتك وتجارتك بالقضية من فترة طويلة وقلّة أخلاقك إنت وسليلتك وكل أصحاب المراكز والمناصب اللي بيدوروا بفلكك…

“طفح منكم الكيل” وطار الوقت تذوقوا منّا قريباً “الذلّ والقهر والويل”… اللي ذقناهم سنين طويلة

وإنو تعرف إنو سنن التاريخ بتقول لا بد يطلع النهار مهما طال الليل…

بلادنا يلي فيها شجر الزيتون والجوز والتفاح والبرتقال والليمون والمشمش و التين والعنب والأرز والسنديان والزعرور والبلوط ….
يلي فيها القمح وفيها التنور ناطر الضيوف على الطرقات حتى يعطيهم أطيب خبز …..
ما رح تسمح للجوع يزورها ولا إلك ولا مرتك وولادك وصهرك وابن عمك وابن خالك وخالتك انهم يستمرّوا بالركوب على ظهورنا …

ركبتوا ثلاثين سنة أو أكتر وصار الوقت إنكم تنزلوا وتفلّوا وعن ظهرنا تحلّوا…

ولازم تعرفوا إنو رغم إنكم ما رحمتونا مش رح نطلب منكم كتير بس حلّوا عن ظهرنا وما بدّنا ترجّعوا شي ولا بدنا نحاسبكم م الله كبير ورح يهتمّ فيكم ع طريقتوا

وبيكفّي استخفاف بعقولنا ومحاولات ترقيع للوضع وتلميع لصورتكم وتشبيح علينا لدرجة إنو الشيطان استحى من أعمالكم وهرب من زمان كتير من لبنان وسافر على أبعد سما من بشاعة أعمالكم …

حلف يرجع ع لبنان من وقت ما شاف حقدكم وكرهكم لشعبكم ومُمارساتكم فيه بإسم الفقراء والمحتاجين والمعتّرين والمحرومين من كل شي إلّا من الكرامة اللي مش موجودة عندكم وهي أغلى شي بالكون، بس إنتو ما بتعرفوا إلا المال والدولار والقصور والفيلّات والطائرات الخاصة..
ونسيتوا انو الكرامة اغلى من كل اللي انتو بتحبّوه وبتقدّسوه اي الدولار …

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى