قتلة ومجرمين

الكاتب : فؤاد سمعان فريجي

خلال ١٠ أيام تراجع سعر صرف الدولار الأميركي من ٨٧٠٠ ليرة حتى ٦٧٠٠ ليرة ، وبعض الناس وقع في خدعة السياسة وبعض الأقلام المأجورة التي تُسَوق ان ذلك مرده الى تشكيل الحكومة الجديد والتي يرأسها سعد الحريري !
تعرفون تماماً ان لعبة الدولار هي مثل السحر الأسود يُديرها اشباح من خارج الحدود عبر زمر محلية .
وما حدث للناس المساكين الذين وقعوا في الخدعة ، هرعوا لبيع ما يملكون من العملة الخضراء ، فحصد الصيارفة وازلامهم الأشباح ملايين الدولارات ، في عملية متقنة ومبكلة .
تراجع سعر الدولار حوالي ال٢٠٠٠ ليرة ، وهو الذي فتح في الجسد والمجتمع اللبناني المتهالك جرحاً عميقاً من الجوع والعوز والأفلاس .
وبناءً على السعر المتدني الذي يتراوح بين ٦٧٠٠ و٧٠٠٠ ليرة ، استمر مسلسل الأسعار المرتفعة في المؤسسات العامة من الخرضوات والمواد الغذائية وقطع السيارات ، وباقي المستلزمات اليومية التي يحتاجها المواطن اللبناني .
وبوقاحة غير معهودة يطل اصحاب هذه المؤسسات ويعلنون للناس ان بضاعتهم قد تم شرؤها على سعر دولار ٩٠٠٠ ليرة !!
ولأن المحاسبة شبه معدومة والأجهزة الرقابية ما ان تكشف محتكر او متلاعب او اي من الزعران يُفْرخ امامهم مئات من عديمي الضمير الذين يُشبهون وكر العنكبوت !!
الحال الأقتصادية وتنامي عدد الفقراء وحالات الأنتحار وشبح الجوع القادم ، يقع على مسؤولية مجموعة من التجار الذين يأكلون لحم اللبنانيين جهاراً .
لو تقوم الأجهزة المختصة بأعتقال هؤلاء والمعروفين بالأسماء والعناوين ويتجولون بين انقاض الناس الأموات الأحياء في الشوارع لكانت نسبة الأزمة تدنت بنسبة كبيرة .
وهنا أسأل لماذا لا يقوم وزير الأقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة بالأغارة على المستودعات المنتشرة في كافة المناطق اللبنانية والكشف عليها ، والطلب من اصحابها ابراز الفواتير وبوالص الشحن ومعاقبة كل مشبوه .
وزير الصحة حمد حسن ابو الفقراء وخلال اسبوع داهم اكثر من ١٤ مستودعاً للأدوية وافرج عن الكميات المخباءة والتي يُقال انها مفقودة ، ويحتكرها موزعي الأدوية ليتم بيعها بأسعار خيالية ، ووضع الوزير حسن حداً قاطعاً للمافيا وانقذ جزء من المرضى الذين كانوا سيصبحون ارقاماً على لوائح الموت .
ان التاجر الذي استغل فوضى الأنهيار المالي في البلد هو اخطر من وباء كورونا .
الثلاثاء ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٠

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى