أوضح رئيس بلدية حولا الأستاذ شكيب قطيش، للحقيقة نيوز، أن جنوب لبنان لديه طبيعة اجتماعية وأمنية وسياسية وثقافية خاصة، وتفرض هذه الطبيعة على من يتولى العمل بالشأن العام طريقة عمل تختلف عن باقي المناطق اللبنانية، نظراً لحاجات الناس والظروف والأمنية والاقتصادية التي كانت سائدة أيام الاحتلال حتى التحرير، حيث عانى السكان كثيراً وقدموا الكثير من التضحيات، أما بعد التحرير بدأت عودة الأهالي إلى منازلهم وأراضيهم، فكانت مرحلة إعادة الإعمار ففرضت جهوداً إضافية للوصول إلى مرحلة الاستقرار، ومؤخراً فرضت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ألقت مسؤولية اكبر على عاتق الاشخاص في موضع المسؤولية، وتتطلب جهود كبيرة بسبب فقدان الإمكانيات لحلها، ولكن بالتعاون مع المجلس البلدي والأهالي والأحزاب الفاعلة في المنطقة، نحاول تذليل العقبات وتامين مستلزمات وحاجيات المواطنين التي من المفروض أن تؤمنها الدولة ولكنها عاجزة عن تأمينها.
مضيفاً أنه لا نستطيع الوقوف بموضع المتفرج أمام المتطلبات الأساسية للناس، وننتظر أن أن تؤمنها الدولة، مما رتب على البلدية وأعضائها مسؤوليات وأعباء أكبر في ظل إمكانيات البلدية المعدومة.
وأشار قطيش أن القوى السياسية المتواجدة في المنطقة تقوم بجهد كبير لتأمين حاجيات الأهالي عبر المؤسسات المعنية والجهات المانحة، كما ويقدم اتحاد بلديات جبل عامل يد العون للبلدية.
وعن جائحة كورونا، أشار الأستاذ شكيب قطيش أنه منذ بداية الأزمة وحتى فترة طويلة لم تسجل أي إصابة بفايروس كورونا في حولا، بسبب التنبه المبكر من البلدة لخطر هذا الفايروس، فوضعت البلدية خطة عمل وأشرفت على تنفيذها، حيث دعت الأهالي والفعاليات والقوى السياسية والجهات الطبية المختصة لاجتماع عام وموسع، وتم تشكيل خلية أزمة ولجان متابعة على المستوى الخدماتي ووزيع المعونات على العائلات المحتاجة، وقامت لجان مختصة بإجراء إحصائيات ووضع جداول باسماء هذه العائلات، وتم جمع الأموال وتزيع قسائم شرائية على الأهالي تشمل الأدوية والخضار والمواد الغذائية، بالإضافة إلى تشكيل لجان طبية والمسؤول عنها الحاج علي شريم مهمتها متابعة المصابين والمخالطين، وتشكيل فرق من الأطباء لإجراء الكشوفات والفحوصات للمصابين، كما وتم تشكيل فريق لتوصيل الطلبات للمحجورين ومن هم فوق سن الـ 50 حتى لا يتعرضوا للإصابة، بالإضافة إلى أنه تم إنشاء مطبخ لتوزيع الطعام على العائلات المحتاجة.
وبلقائنا مع مسؤول اللجنة الصحية في بلدة حولا الحاج علي شريم، أكد للحقيقة نيوز أن تولي رئاسة لجنة صحية ليس بالأمر السهل، فيحتاج مثل هذا الموقع من المسؤولية الكثير من الجهد والمتابعة على مدار اليوم وخصوصاً في ظل هذه الظروف، طارحاً مثلاً حدث في اليوم السابق للمقابلة، أنه تم تسجيل إصابة بفايروس كورونا في منتصف الليل مما اضطر اللجنة للاستنفار ومتابعة الحالة بالإضافة إلى متابعة خارطة المخالطين وحجرهم ومواكبتهم وإجراء الفحوصات اللازمة، فهناك مسؤولة أخلاقية أمام المواطنين، شاكراً الأهالي الذين فوضوه المسؤولين أمرهم وولوهم مسؤوليتهم.
ونوه الحاج علي إلى أنه تم تشكيل جهاز طبي متكامل من الأطباء والممرضين، كما وتم تخصيص مركز للحجر الصحي وضع تحت تصرف وزارة الصحة بسعة 45 سرير.
ولفت إلا تم تسجيل 16 إصابة بفايروس كرورونا في حولا، شفي منهم 14 حالة، وتم تسجيل أي حالة خطرة أو أي وفاة لمصاب بفايروس كورونا، بسبب المتابعة المستمرة للحالات.
وأن أغلب الحالات التي سجلت في لأشخاص قاديمن من بيروت، ولا يوجد أي إصابة لشخص من أهالي البلدة المغتربين، حيث يتم التواصل معهم قبل أن يغادروا البلد المقيمن به ويتم الشرح لهم عن طبيعة الحجر الصحي في البلدة.
وفي الشأن التربوي وإعادة افتتاح المدارس، أكد الحاج علي أن البلدية ملتزمة بتعليمات الوزارات المختصة بهذا الشأن ويوجد متابعة حثثة للكادر التعليمي، وأن جهوزية التعليم عن بعد قد وصلت إلى 100 بالمئة، وفي حال تم افتتاح المدارس فلدى البلدية الخطط والتجهزيات الكاملة لمثل هذا الظرف.
وتعتبر بلدية حولا من البلديات المتشددة جداً في موضوع مكافحة فايروس كورونا مقارنة بباقي البلديات في لبنان، للحفاظ على سلامة المجتمع.
ونوه إلى أن هناك ناشطين في البلدة يقومون بتوفير الدواء ويتم تغطية 70 % من قيمته بحيث لا يتكلف المواطن إلا بـ 30% المتبقية، كما وتم توفير الحفاضات والحليب للأطفال والمسنين بشكل مجاني.
كما وكانت بلدة حولا سباقة في موضوع توعية الأطفال من مخاطر فايروس كورونا، فأنشأت برنامج للدعم والتوعية للأطفال بطريقة علمية تربوية مبسطة، كما وتم التواصل مع أمهات الأطفال للإرشادهم عن طريقة المثلى للحد من انتشار الفايروس.
يمكنكم متابعة المقابلة كاملة عبر قناة الحقيقية نيوز على اليوتيوب
- أجربت المقابلة رئيس تحرير مجلة الحقيقة نيوز لوريت ساسين
