ذكرى انتفاضة ثورة ١٧ تشرين ٢٠١٩

الكاتب: زبيدة محمد العبود

ذكرى انتفاضة ثورة ١٧ تشرين ٢٠١٩
ذكرى مهمة
ثورة صنعت أجمل من خلقت لان الخلق يتفرد به العلي القدير
وتاريخية بالنسبة للشعب اللبناني فيها انتفض الشعب وقال لا للسياسيين لا للأحزاب لا للطائفية… ذكرى وجيزة حركت لدى الشعب ما يحملون من مأساة وقهر
همم عالية- رؤوس مرفوعة – تكاتف للأيدي –
اتحدت الكلمات ليهبو على قلب رجل واحد
رُفع العلم اللبناني في السماء مرفرفاً نكست الإعلام الحزبية والمذهبية والطائفية
_الهدف هو جردة حساب لما تحقق في البلد على صعيد الأعمال التي قام بها السياسيون منذ فترة إستلامهم الحكم إلى هذه اللحظة لمحاكمتهم على السرقة والفساد المنتشر بالبلد… إلى انهيار اقتصادي ومعيشي
عام مر على هذه الثورة وهذه الذكرى
وقتها انطلقت شرارة الانتفاضة… خرج الناس الشوارع بأعداد لم يشهد لها لبنان 🇱🇧 من قبل. سكرت الطرقات.. أشعلت الدواليب… ملئت الساحات بالناس
وقد جاءت من كل حدب وصوب رافعين شعار… كلن – يعني – كلن
هذه الثورة جمعت كل الأعمار وكل الفئات
من شباب وصبايا… رجال ونساء.. عجائز وشيوخ
أطفال صغار كلهم يهتفون باسقاطهم
شعب لم يحتمل الجوع والفقر والظلم والفساد
ثورة خلقت من رحم المعاناة والجوع والقهر
حينها هبت في جميع المناطق اللبنانية
والسبب الزيادة الضريبية على تطبيق التواصل الاجتماعي (الواتس اب) دعتهم للخروج والثورة
وبما ان الإنهيار أصبح وشيكا وواقعاً معيشياً صعباً في البلد.. الشعب لم يعد باستطاعته التحمل تلك المعيشة والغلاء الفاحش
ثورة تطالب بلقمة العيش… والطبابة.. وتامين وظائف.. شباب تتعلم وتسهر للحصول على شهادة إختصاص لتكون الوسيلة بوظيفة له… ولكن لا وظائف ولا عمل
أين الاهتمام بهؤلاء الشباب الذين باتوا على أمل لن يتحقق من أحلامهم الا القهر والذل والفقر
هذه الإنتفاضة بينت لنا الكثير والكثير من هذا الشعب الذي يحمل في داخله حب… وتسامح… عطاء ومواهب… شعب ذكي مبدع… هذه الثورة بينت لنا صور حقيقية لدى كل منطقة من مناطق لبنان… ثورة كانت من أجمل الثورة لولا انها اخترقت من قبل مجموعات تريد تشويه صورتها للرأي العام
من أهم هذه الثورة هي الثورة الطرابلسية التي كانت محط أنظار العالم ككل
كيف لي انا لا أتكلم عنها وهي (مدينتي) مدينة العلم والعلماء… كيف لي أن لا أتكلم عنها وقد عجز قلمي ولساني عن ذكرها هي (عروس الثورة) ساحة طرابلس من أجمل الساحات في لبنان هذه الساحة التي كانت الوجهة الوحيدة اليومية لوسيلة الإعلام ونقل ما يدور فيها من صور رائعة تحمل عنوان الرقي والحضارة
واللافت فيها عددها كان يفوق ١٠٠ الف متظاهر.. كيف لي أن لا أتكلم عنها وهي عروس الثورة
طرابلس التي كانت في أعين الجميع الإرهاب والقتل وهي مدينة الحرب وان شعبها يسير وراء زعيمه كيف كانت الظروف والمواقف ولكن اثبتو عكس ذلك للعالم ككل
هنا كانت المفاجأة ان ثورة طرابلس التي جمعت أعداد هائلة من جميع الطوائف والفئات إنهم لا يهمهم زعيم ولا سياسي وهم أحرار
وقتها كانت الأنظار وإرسال التحية والتقدير لهذا الشعب إجلالاً
وأكباراً لهذا الكم الهائل من الإبداع والتميز والتنظيم لها
وفي مقالي هذا لا يسعني الا ان اذكر وأشكر (حراس مدينة طرابلس) الذين كانو يساندون الجيش اللبناني بالأمن على الساحات وراحة الثوار والجمعيات الأهلية والمدنية لدعمهم والتضحية والتقديم كل مستلزمات الثورة من طعام ومواد
ولا أنسى الجيش الأهم والابرز الذي أقدم لهم باقة من الورد عرفانا مني لهم وتقديرا لما كان لهم من مواقف نبيلة

رفعت أصوات عدة وهتافات ولكن لا من سميع ولا من مجيب
يا للعار ما هذا التمسك بهذه السلطة والثبات على المناصب
. شعب يموت جوعاً وفقراً.. شعب يموت على أعتاب أبواب المستشفيات
شعب ينام جائع… شباب باتت بلا عمل… هم في الشوارع لا يجدون وظائف… شباب تريد العفة وليس باستطاعتها ذلك
يا للعار لهذه الحكومة الفاسدة الفاسق السارة لاموال شعبها… ماذا تريدون بعد.. ألم تمتلئ بطونكم.. أليس في قلوبكم ذرة من الرحمة
اناشدكم في هذه الذكرى التي ستطفئ الشمعة الأولى اليوم والتي عادت إلى الساحات لتملئها وهي مصرة أكثر وأكثر على المحاكمة والرحيل ان تطفئوا نار الانقسام والتأجج.. وتنظروا إلى مصلحة بلدكم وشعبه
لبوا مطالب الثوار وانقذوا بلد أصبح تحت طبقة الفقر والجوع
اناشدكم ان تطفئوا نار أشعلت بقلوب الشعب وخاصة بعد التفجير المدمي الحزين.. ماذا تريدون بعد هل تريدون السكوت على اجرامكم والاعتراف بكم انكم القادة والزعماء لا والف لا لا لن نعترف بكم وان طال الزمن
يامن كنتم السبب في إحراق وتدمير وتهجير وتجويع الشعب المسكين
ارحلوا عنا اتركونا نعيش ويعيش أولادنا بكرامة
ثوار… ستجدونهم في أحلامكم… سيرعبونكم
ثوار على موائدكم
ثوار في مجالسكم
ثوار بين عائلاتكم لن ترتاحوا من التفكير بهم ابدا هم كابوسكم
ثوار احرار حانكمل المشوار
عشتم أيها الثوار الاحرار وعاش لبنان وشعبه
ثورجيا وعاشت الثورة المنتفضة على الظلم والفساد
ذكرى ١٧ تشرين /١٠ /٢٠١٩
حرر في ١٧/١٠/٢٠٢٠

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى